دمعت عيناي ... من نهاية القصة
في واحدة من الكليات الجامعية في العاصمة المصرية القاهرة إتخذ مجلس إدارة هذه الكلية بعد إجتماع مطول بين أعضاءه بأن يتم تشكيل لجنة تفتيش أمنية هدفها منع دخول عناصر او أشياء ممنوعة لحرم الجامعة .. كهواتف الجوال التي تحتوي على كاميرا أو صور ممنوعة أو أي مواد يمكن أستخدامها كسلاح إلخ ..
وتم الاتفاق على أن تكون حملات التفتيش مفاجأة و بدون سابق إنذار ..
وفي بوم من أيام عمل هذه اللجنة و أثناء تجوالها بين القاعات الدراسية بالكلية حيث كانت تدخل في قاعة لتفتيش حقائب الطالبات و ما أن تنتهى حتى تدخل القاعة الاخرى ..
وفي أخر قاعة بقيت و بعد أن دخل أعضاء اللجنة و بدأوا التفتيش و كان كل شيء يجري على ما يرام مع الطالبات .. وصلت اللجنة إلا أخر القاعة و كانت واحدة من الطالبات تنظر إلى أعضاء اللجنة وعيناها مملوءة بالفزع و الخوف .
و كانت كل ما إقترب أعضاء اللجنة إليها كلما زادت توترا .. و كانت تضع حقيبتها على صدرها و تضمها بقوة … إلى أن وصل إليها أحد أعضاء اللجنة ..
وقال .. أعطني الشنطة يا بنتي …. أجابت الطالبة بأعلى صوتها قائلة لا لا …
تفاجأ أعضاء اللجنة من ردة فعل الطالبة التي تكلمت بعصبية ممزوجة بالخوف .. و بدأت الشكوك بأن الطالبة تحمل شيئا ممنوعا و حتى من الممكن ان يكون خطيرا ..
فاجتمع حولها كل أعضاء لجنة التفتيش و حاولوا إقناعها بأن تعطيهم الحقيبة ليقتشوها إلا أنها رفضت بقوة ..
وبعد ذلك وقع تشابك بالايدي بينهم في محاولة لأخذ الحقيبة إلا أنها قاومت بشراسة .. بعد ذلك تشاور أعضاء اللجنة فيما بينهم و تم الاتفاق على أن يأخذوا هذه الطالبة إلى مكتب إدارة الكلية ..
وبالفعل تم إصطحاب الطالبة إلى هناك بهدف عمل تحقيق معها .. و بعد دخول الطالبة إلى المكتب و كانت عيونها مليئة بالدموع و كانت نظراتها لكل من هم حولها و كانها بأنني سأتعرَّض لفضيحة كبيرة الان ..
توجهت إليها مديرة مكتب الادارة .. و بدأت بتهدئتها .. و نجحت في ذلك .. و قالت للطالبة .. يا إبنتي … ماذا يوجد بالحقيبة ..؟؟؟ … و في أجواء صامتة تماما .. قامت الطالبة بفتح حقيبتها … حتى كانت صدمة كل من حولها .. ما هذا ؟؟!!!!
الحقيبة لم يكن بها أي ممنوعات أمنية أو أخلاقية أو أي شيء غير شرعي او يمنعه القانون أو الدين ..
الحقيبة كان بها بقايا سندويتشات الطالبات و ما تركوه ورائهم ..
نعم .. هذا ما كان بالحقيبة .. و بدأت الطالبة بتفسير ذلك .. و قالت ..
بعد أن يتناول الطالبات وجبة الفطور فإن كل واحدة منهن تترك ربع أو نصف شطيرتها .
وأنا أقوم بأخذ كل ما يتركونه و أكل جزء منه و الباقي أخذه لعائلتي ليأكلوه ..
لأننا أسرة فقيرة جدا و لا نملك ثمن الطعام .! !
وقد رفضت أن أفتح حقيبتي بالقاعة حتى لا أتعرض للأحراج أمام الطالبات و أرجو منكم المعذرة …
هذا المشهد جعل كل من حول هذه الطالبة أن يبكي من شدة تأثرهم …
إخوتي هذه الحقائق المؤلمة موجودة بكثرة في مجتمعنا ..
نتمنى من الجميع أن يحاول قدر المستطاع أن يعرف ما هي ظروف جيرانك
أو من يسكنون من حولك لعلك تكون قادر على مساعدة أحد هؤلاء المساكين
يارب إفتح عيني
لأرى هؤلاء وأكون سبب بركة لهم
منقول