رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حوار مسلسل في قانون الإيمان ( 28 ) الحياة .. ثلاثيات مراحل الحياة السبت 17 اغسطس 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة الله والطبيعة والبشر ثالوث هائل عظيم, ظنت كل العلوم والفلسفات أنها تستطيع إدراكه وفهمه واستيعابه... ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث أيضا... ومن هذا الثالوث انطلقت حياة الإنسان بمراحلها الثلاث -الطفولة والرجولة والكهولة- لتصبح مجالا خصبا للدراسة والشرح والتحليل والتفسير والفهم والإدراك من خلال كل العلوم التي عرفها الإنسان. والذي يتمعن في حياة الإنسان يجد فيها ثلاث ثلاثيات مدهشة. أولا: ثلاثة أعمار لكل إنسان ثلاثة أعمار هي: 1- عمر زمني: يقاس بعدد السنين التي تمضي وتجري علي غير إرادة الإنسان فلا يستطيع مثلا أن يوقفها أو يؤجلها أو يلغيها أو يزيدها.. وهذا العمر الزمني هو الذي نقسمه اعتباريا فنقول: ماض وحاضر ومستقبل, وعلي أساسه نحتفل بأعياد ميلادنا لنحسب كم فات من عمرنا. 2- عمر معرفي: يقاس بتراكم المعارف والعلوم وهو يمثل نمو الفكر والعقل. وهي عملية إرادية تنمو وتنضج برغبة الإنسان بالتعلم والقراءة والدراسة والبحث والابتكار والاستطلاع والخبرة, ويمكننا أيضا أن نقسم هذا العمر إلي ثلاثة هي: + قليل المعرفة + متوسط المعرفة + عالي المعرفة 3- عمر روحي: ويقاس بنمو القامة الروحية أو الحياة القلبية الداخلية وهذا العمر لا يرتبط بكم المعارف بل يرتبط أساسا بالجهاد الإنساني والنعمة الإلهية وكثيرا ما وصفها الآباء في اختباراتهم الروحية في ثلاثة مراحل أيضا هي: التطهير - الاستنارة - الاتحاد ثانيا: ثلاثة أدوار لكل إنسان ثلاثة أدوار ينبغي أن يقوم بها: 1- الإنسان عاقلا: أعطاه الله العقل, وزينه بالفكر الذي ينمو ويمتد ويتوج كل المنجزات, التي حققها الإنسان عبر مشوار وجوده البشري. 2- الإنسان عاملا: فلأن الإنسان كائن مفكر عاقل, وبالتالي له القدرة علي العمل بكل أشكاله وألوانه وأحجامه, من خلال طاقة الجسد المتنوعة... فسواء الأهرامات الكبيرة أو أدوات الجراحة الدقيقة, كلاهما أبدعهما الإنسان العامل, ومازال يبدع كل يوم. 3- الإنسان عابدا: فالإنسان ليس عقلا وجسدا فقط. بل هو أيضا قلب, حيث أعطاه الخالق هذه الموهبة الفريدة في أن يعرفه ويتجه إليه بروحه أعطيتني علم معرفتك ولذا تظل قلوبنا قلقة إلي أن ترتاح في قلب خالقنا العظيم, كما يقول القديس أغسطينوس ابن الدموع.. فالعبادة هي الوسيلة التي نعبر بها عن محبتنا لإلهنا العظيم. ثالثا: ثلاثة أبعاد مرحلية يحياها الإنسان عبر حياته.. 1- المرحلة الاعتمادية: حيث يعتمد فيها الإنسان علي الآخرين سواء أسرته أو مدرسته أو كنيسته. وهذه المرحلة تبدأ مع الأيام الأولي لولادة الطفل, وتستمر وتمتد حتي بدايات العشرينات من عمره إذ يقترب من النضوج. وهذه المرحلة يمكن وصفها من خلال ثلاث صفات رئيسية هي: أ- حكمة الاستجابة: يتعلم كيف يستجيب لكل من حوله. ب- بلورة الرؤية: يتعلم كيف تتكون عنده رؤية (معني) لكل من حوله. ج- قيادة الذات: يتعلم كيف يقود ذاته وسط كل من حوله. 2- المرحلة الاستقلالية: وفيها يتجه الإنسان نحو الاستقلال في حياته: سواء الدراسية أو العملية أو الأسرية أو الروحية أو الاجتماعية. ويمكن أن نسمي هذه المرحلة بالنضوج حيث تنضج في الإنسان كل الصفات التي تحدثنا عنها توا في المرحلة السابقة تمهيدا للمرحلة القادمة. 3- المرحلة التفاعلية: وهي تمام النضوج الشامل في حياة الإنسان حيث يكتسب مهارات التفاعل الكامل مع كل من حوله. وهذه المرحلة تتميز بالآتي: أ- قيادة الآخرين: فبعد أن يتعلم أن يقود نفسه, الآن يقدر أن يقود آخرين من خلال عمل أو دراسة أو أسرة أو خدمة... إلخ. ب- الاستماع النشط: تتكون لديه القدرة علي احترام وتقدير مشاعر الآخرين مهما تنوعت أعمارهم أو مستوياتهم أو أجناسهم. ج- التعاون الابتكاري: فإذا سارت كل المراحل السابقة بشكلها الطبيعي يصل الإنسان إلي مهارة التعاون والعمل الجماعي المثمر, مع إمكانية الابتكار, والتفكير الجديد والجديد والإبداع وربما الاكتشاف والاختراع. وكل هذه الثلاثيات هي التي تقف وراء الحضارة في حياة الشعوب, حيث تسمو الحياة البشرية بكل الإنجازات التي حققها الإنسان عبر تاريخه الطويل.. فما أعظمك أيها الخالق العظيم, ولنقل مع المرتل: قلبي ولساني يسبحان الثالوث, أيها الثالوث القدوس ارحمنا. |
19 - 10 - 2013, 07:56 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: حوار مسلسل في قانون الإيمان ( 28 )
شكرا علي المشاركة
ربنا يباركك ويعوضك |
|||
|