لم يكن القديس بفنوتيوس يشرب النبيذ قط، ولكن مرّ أمام عصابة من اللصوص وكانوا يشربون، وإذ برئيس العصابة يعرف أنه لا يشرب النبيذ، فملأ كأسًا له، وأخرج بيده سيفًا وهدده، قائلا: "إن لم تشرب فسأقتلك".
لم يخف القديس من الموت، ولم يكن يشتهي النبيذ، لكنه حسب أن ما يفعله رئيس العصابة من قتل يهلك به نفسه، ففضل أن يجحد مشيئته الذاتية ويشرب الكأس من أجل خلاص الرجل ، واثقًا أن نعمة اللَّه لابد وأن تعمل فيه.
تصاغر رئيس العصابة جدًا في عينيْ نفسه أمام طاعة هذا الإنسان ووداعته، ولم يعرف ماذا يفعل سوى أن يعتذر، قائلا: "اغفر لي يا أبتي، لأني قد أحزنتك ". أجابه القديس : "إني متيقن أن اللَّه سوف يغفر لك خطاياك من أجل هذه الكأس ". عندئذ في توبة قال رئيس العصابة : "وأنا أيضًا واثق بنعمة اللَّه إني من الآن لن أحزن إنسانًا ما"؟
وقيل أن الجماعة كلها تابت على يديه.
هب لي يا رب روح الحب مع الحكمة
هب لي روح الجدية بلا حرفية
لأهتم بخلاص نفسي، دون تجاهلٍ لخلاص الآخرين
خلاصي وخلاصهم في يديك وحدك يا مخلص العالم
نتجنب أعين الناس، وفي حضرة اللَّه نخطئ
نحن نعرف أن اللَّه دیّان الكل، ومع هذا نخطئ أمام عينه