الناسك وكلاب الدير
________________________________________
اعتاد أحد الرهبان النساك الأتقياء أن يعبر النهر في فجر كل يوم أحد ليشترك في القداس الإلهي في كنيسة الدير . ولما كانت الليلة حارة نام الشيخ في الهواء الطلق، ثم استيقظ في نصف الليل ونور القمر قوياً جداً فظن أن الفجر قد لاح وأنه قد تأخر عن الذهاب إلى الدير الواقع في الطرف الآخر من النهر، فأمسك بعكازه وتحرك نحو المياه واتجه نحو البر الآخر سيراً على الأقدام، اقترب الشيخ من البر ونادى أحد أصحاب المراكب باسمه فاستيقظ الكثير من الصيادين والبحارة وكانوا يتطلعون في دهشة إلى الشيخ الماشي على المياه متجهاً نحو البر.
قال الشيخ لأحدهم أرجوك أرسل معي شخصاً ما من عمالك ليذهب معي لأني خائف من كلاب الدير، فأجابه صاحب السفينة كيف تخاف أيها الأب من الكلاب وأنت تسير على المياه. تعجب الشيخ مما سمعه فصار يضرب بالعكاز على المياه وهو يقول أية مياه يا بني إنها اليابسة. هكذا كان الشيخ يرى مياه النهر يابسة يسير عليها وهو لا يدري . وإذ ألح الشيخ في طلب المرافق معه كي يسير حتى الدير خوفاً من كلاب الحراسة قال صاحب السفينة صّلي من أجلنا أيها الأب القديس ولا تخف من الكلاب، فاضطر الشيخ أن يكمل طريقه.
هكذا بتقواه كان الراهب يسير على المياه، وهولا يدري بينما في ضعفه البشري كان يخشى نباح الكلاب. هكذا لكل قديس نقطة ضعف قد لا يسقط فيها صبي صغير، فالله يسمح بها لكي تحفظه من السقوط في الكبرياء وليدرك الكل أنهم مهما بلغوا من قداسة فحاجتهم مستمرة لعمل المخّلص في حياتهم... اعطنا يارب ان نعرف جيدا نقط ضعفنا حتي نستطيع بك ان ننتصر عليها وتحولها لنا الي نقاط قوه