«الأرض المحترقة»: 3 أيام من الرعب والحرائق باسم الشرعية

[Mary Naeem]

«الأرض المحترقة»: 3 أيام من الرعب والحرائق باسم الشرعية

الإخوان أطلقوا مارد العنف فى «الأربعاء الأسود» والنتيجة: سقوط 67 قتيلاً و300 مصاب وحرق 7 كنائس و11 محلاً للأقباط.. و«الخميس الحزين» يحرق متحف ملوى وعربة قطار ومعسكر لقوات الأمن ومبانى المحاكم والنيابات الإدارية.. وينشر أعمال السرقة والنهب



كنائس المنيا اكبر الكنائس تضررا من عمليات الحرق الاخوانية
«الميدان الأول لمعركة الأرض المحترقة».. هكذا تبدو محافظة المنيا بعد 3 أيام من أعمال العنف والحرق والتخريب على يد أعضاء تنظيم الإخوان والجماعة الإسلامية، 3 أيام دفع خلالها مركز ملوى فاتورة باهظة للتطرف وحالة العنف التى أطلقها الإخوان رداً على فض اعتصامى رابعة والنهضة، خاصة أن المركز يعد المعقل الأول للجماعات الإسلامية بصعيد مصر.

«جمعة غضب الإخوان»: حرق كنائس واقتحام مدارس الأقباط والجيش ينهى العنف بالنزول للشوارع.. واللجان الشعبية تتعاون مع الجيش والشرطة لوقف العنف.. وتعيد كمية كبيرة من المسروقات

«الأربعاء الأسود»، هكذا يصف الأهالى الأوضاع الملتهبة التى شهدتها المحافظة فى الأربعاء المنصرم، والتى انتهت بحرق 7 كنائس هى الأمير تادروس، والأنبا موسى، ومارمينا، والرسولية، والسيدة العذراء، والأمير إبرام بقرية دلجا، بالإضافة لجمعية وملجأ جنود المسيح، ومدارس راهبات القديس يوسف، والآباء اليسوعيين، ونادى الشبان المسيحيين «الواى»، ومركبين سياحيين بكورنيش النيل «الدهبية والميرميد».
روعوا اسرة مسيحية لاشغال الادارة المصرية عن مطاردة ارهابهم
كما تم حرق 11 من محلات الأقباط منها أغابى، ورمسيس، وصيدليات الأمير، وصبحى وبالاس بملوى، ومنفذ بيع منتجات القوات المسلحة كما تم اقتحام وحرق أقسام شرطة والاستيلاء على الأسلحة من داخليها هى: العدوة، ومغاغة، ومطاى، وسمالوط، وأبوقرقاص، وديرمواس، وعدد من نقاط الشرطة هى: دلجا، والحواصلية، وبنى أحمد، كما تم إحباط محاولات اقتحام عدة أقسام و3 مطرانيات هى: مطاى، وملوى، وديرمواس، وكذا مبنى مجمع المصالح الحكومية ومديرية الأمن وجراج سيارات تابع للمحافظة، وأسفرت الأحداث عن مقتل 64 شخصاً بينهم 15 من الشرطة هم 4 ضباط، و11 فرداً.
كما تواصلت أعمال العنف التى شهدتها المحافظة فى يوم «الخميس الحزين»، ففى فجر هذا اليوم تم حرق عربة قطار، ومعسكر لقوات الأمن بمركز أبوقرقاص، وكذا مبانى المحاكم والنيابات الإدارية بمراكز مغاغة وملوى وبنى مزار ومطاى وسمالوط.
وانتشرت أعمال السلب والنهب بمقار مجالس المدن والوحدات المحلية، وتم نهب 1050 قطعة أثرية من متحف ملوى بعد اقتحامه، وقتل أثرى وإضرام النيران بالمتحف، وإتلاف باقى محتوياته التى فشل المخربون فى حملها.
وأحبطت الشرطة محاولة لاقتحام سجن المنيا العمومى، وسجن مجمع الشرطة بملوى، وعدد من البنوك ومكاتب البريد بمراكز مغاغة وبنى مزار والعدوة، فيما تم حرق مبنى المطافى بسمالوط.
كما أحبط الأمن محاولات اقتحام جميع المطرانيات الأرثوذكسية السبع وكذا كنيسة مارجرجس بأبوقرقاص، ومبنى مديرية الأمن، والديوان العام للمحافظة، وتم قطع الطريق الزراعى بجميع المراكز، وسيطرت أجهزة الأمن على المشهد بمساعدة فرق الجيش بعد أعمال كر وفر عنيفة بالشوارع.
وفى «جمعة غضب الإخوان»، حرق أعضاء التنظيم مبنى الكنيسة الإنجيلية بملوى وسلبوا ونهبوا مجمع الخدمات الملحق بها، وكذا كنيسة الأقباط الكاثوليك ومدرسة الراعى الصالح الملحقة بها، وكنيسة مارجرجس وأبوسيفين بقرية بلهاسا بمغاغة، كما تم اقتحام مدرستى سان مارك والتوفيق التابعتين لمطرانية مغاغة، وسرقة ميكروباصين، وخزننين بها أموال ورواتب الموظفين ومكافأة الامتحانات، وكذا 40 جهاز كمبيوتر، وتم إحباط محاولة اقتحام فرع البنك الأهلى بنفس المركز، وكذا حرق وحدة المرور بمركزى بنى مزار وملوى والمركز الطبى بسمالوط.
فيما أحبطت محاولة اقتحام إدارة شرطة النجدة بالطريق الزرعى مصر - أسوان، وتم إلقاء القبض على 6 أشخاص.
وانتهت أحداث هذا اليوم بعد وصول تعزيزات من الجيش بينها طائرات حربية، وتم إلقاء القبض على 31 من مثيرى الشغب، وأسفرت الأحداث عن مقتل 3 أشخاص بينهم اثنان بمركز ملوى والثالث بمدينة المنيا، فيما أصيب 34 آخرون، وأحكم الجيش قبضته على المشهد بنشر المدرعات والجنود بجميع الشوارع الرئيسية، وتم إغلاق جميع المحلات التجارية التى كانت تعمل فى وقت الحظر وكثفت القوات من وجودها أمام المنشآت الحيوية وديوان عام المحافظة وأقسام الشرطة لمنع تكرار الاعتداء عليها.
وبعد نزول الجيش، ابتكر الإخوان طريقة جديدة لشن حرب نفسية على الأهالى البسطاء، ونشر أعضاء التنظيم شائعات بتسمم مياه الشرب، وقال ياسر التركى مؤسس حزب شباب الوفد من أجل التغيير والمقيم بقرية بنى محمد سلطان إن الإخوان استخدموا المساجد بجميع المراكز والقرى ومنها بنى أحمد، وطهنشا، وريدة، والمطاهرة، والحواصلية، والعوام، وزهرة، والبرجاية، ودماريس، وصفط اللبن لنشر شائعات عن تسمم مياه الشرب ووفاة بعض المواطنين، مؤكداً أنه استخدم المياه بشكل طبيعى أمام جيرانه بالقرية لطمأنتهم.
الأهالى لم يقنعوا بدور المشاهد، وسارعوا لمساندة الجيش والشرطة، وكان للجان الشعبية دور بارز فى وقف الكثير من أعمال السلب والنهب التى انتشرت بجميع المراكز، وقال محمد الحمبولى رئيس مركز الحريات والحصانات لحقوق الإنسان إن اللجان الشعبية منعت الكثير من أعمال السلب والنهب، مضيفاً أن هذه اللجان تمكنت من إعادة الكثير من المسروقات التى نهبت من المصالح الحكومية، محملاً جماعة الإخوان المسئولية الكاملة عن الدمار والخراب الذى لحق بمقرات المحاكم والنيابات بمعظم المراكز، وأكد أنه سيتقدم ببلاغ ضد قياداتهم بتهم الحرق وتخريب الممتلكات وإتلاف المال العام.
ودشن مجلس إدارة المركز العربى لحقوق الإنسان بالمنيا حملة بعنوان «قول الحق» هدفها توثيق كافة الأحداث التى دارت بالمحافظة، وتلقى كافة الصور والفيديوهات التى تم تصويرها لكافة الأحداث والأشخاص وحصر أشكال العنف والبلطجة والحرائق وجميع الممتلكات الخاصة التى تم تخريبها وأسماء مالكيها وتلقى المعلومات والشهادات والبلاغات من كافة الأطراف تمهيداً لإعداد تقرير مفصل وملاحقة المتهمين.





الوطن