منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 06 - 2013, 03:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

رفقة وشخصيتها
رفقة وشخصيتها
أما وقد عرفنا، كيف خطبت رفقة إلى اسحق، آن لنا أن نقف بعض الوقت في شخصيتها كما تظهر في كلمة الله، ولعل أول ما نواجه به هو جمالها الفائق الذي كاد يتعرض لمثل ما تعرضت له سارة، من تجارب الجمال وأخطاره، وأنا لا أعلم هل كان اسحق بطبيعته يحب الجمال، ومع أنه لم يذهب مع عبده ليختار امرأة جميلة، فان سيده الأعلى لا يمكن أن يخلق فيه حبًا للجمال أو تذوقًا له دون أن يشبعه منه أو يمتعه به على نحو فائق وعظيم، وأغلب الظن أن اسحق كان من هذا النوع المتأمل الذي يهوى الجمال، في الزنبقة النابتة في البرية وفي الطير الصداح الذي يفرد جناحيه ويرتفع مغردًا هنا وهناك في سماء الله، ولأجل ذلك أشبعه السيد وعزاه عن جمال أمه، بجمال امرأة تكاد تكون ندا ونظيرًا لأمه الحبيبة الجميلة،... يتصور البعض عندما يطلب إليهم أن يتعلموا التسليم لله في اختيار الزوجة، أن الله يفعل على عكس ما يرغبون أو ينتظرون، فيعطيهم الزوجة التي لا تتفق وميولهم، كأنما يعاند الله هذه الرغبات ولا يشبعها، في حين أنهم لو عقلوا، لأدركوا أن الله لا يخلق إنسانًا على شيء ثم يجرده في الوقت نفسه من متطلبات هذا الشيء أو حاجته، وأن الله لا يمكن أن يحرم إنسانًا من حب الجمال إلا إذا أدرك أن هذا الجمال سيكون وبالا على هذا الإنسان وخطراً على حياته الروحية والأبدية.
وكانت رفقة إلى جانب جمالها العظيم من النوع الحالم الطموح البعيد الرؤى والأحلام والآمال كانت ولا شك قد سمعت عن رحلة إبراهيم وسارة ولوط، يبحثون عن عالم آخر أسمى وأعظم وأجمل وأجل من العالم الذي تعيش فيه مع بقية الأهل والعشيرة والوطن، وكانت تسرح بخيالها ولا شك إلى ذلك العالم، وعندما رأت شعاعات منه في القافلة من العشرة الجمال وجميع الخيرات التي تحملها القافلة، وأليعازر القائد لها، وعندما سمعت كيف بارك الله إبراهيم ومنحه وأعطاه الغنم والبقر والفضة والذهب والعبيد والإماء والجمال والحمير، لم تعد ترغب في عالمها أو تقبل البقاء فيه، وعند أول نداء للدعوة للعالم الجديد، قالت مدفوعة برؤى الشباب وأحلام اليقظة : أنا أذهب!.. على أنها أكثر من النساء الذي لا يكاد يرغب في الجلوس أو يطيقه أو يقبل عليه، يسألها أليعازر الدمشقي جرعة من ماء فاذا بها كما يصفها الكتاب، تسرع وتنزل جرتها على يدها وتسقيه، وبعد أن تفرغ من سقيه، تطلب إليه أن تسقي جماله أيضًا، وتسرع تفرغ الجرة في المسقاة، وتركض إلى البئر أيضًا لتملأ المسقاة حتى تستقي لكل جماله!!.
ولعل حركتها هذه تشير أيضًا إلى مدى ما لها من جراة وشجاعة وجسارة، فهي تذهب مع غريب بعد ليلة يبيتها في بيتها في رحلة منطلقة قد تأخذ شهرًا من الزمان دون تردد أو خوف، أو نوع من الهيبة التي تسيطر ولاشك على الإنسان المهاجر الذي ينطلق ربما إلى غير عودة إلى وطنه مرة أخرى في الحياة!!... كما أنها كانت ولاشك بالغة الجرأة وهي تشجع ابنها المتردد على أخذ البركة من أبيه، بذلك الخداع الذي دفعته إليه!! على أن هذا لا ينبغي أن ينسينا بأنها غطت وجهها في الواداعة والتواضع، على أي حال كانت رفقة واحدة من النساء اللواتي لا يمكن أن يذهبن أو يجئن إلى مكان ما دون أن يطبعنه بطابع محفور قوي عميق!...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
في بيت رفقة
إيزابيل وشخصيتها الشريرة
المرأة الفينيقية وشخصيتها
الأرملة الفقيرة وشخصيتها
رفقة


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024