في البداية لابد وأن نؤكد على أن التشاؤم من بعض الأشياء "التطيّر" والاعتقاد بأنها تجلب الحظ أمر مرفوض وفقاً للدين الإسلامي، أما التفاؤل أو الاستبشار بالخير فلا غبار عليه، على أن يكون ذلك بشكل دائم، ودون أن يرتبط بعلامات أو أشياء معينة من أنزل الله بها من سلطان.
لكن للأسف الكثير من العادات والتقاليد البالية لا تتفق مع صحيح الدين، بل إنها تكاد تدخل في إطار الجهل والإيمان بالخرافات والأساطير التي تتناقل من جيل إلى جيل أكثرمن الحقائق العلمية.
أما في الغرب، فرغم ارتفاع المستوى العلمي والثقافي والتكنولوجي بشكل كبير عما هو الحال في العالم العربي، فإنهم مثلنا إلى حد كبير يعتقدون بأن بعض العلامات والأمور تجلب الحظ الحسن وبعضها يجلب سوء الحظ.
وهنا لزم التنويه إلى أن هذا الموضوع لن يتناول الأمر من منظور ديني، بل من منطلق اجتماعي وموروث ثقافي بحت، حيث سنستعرض المواقف أو العلامات التي يعتقد الناس أنها تجلب الحظ الحسن أو الحظ السييء، بين العرب والغرب.
فمثلاً عندنا نحن العرب نؤمن بأن هطول المطر يجلب الخير والحظ الحسن، وكذلك سقوط فضلات الطيورعلى ملابس أحدهم، ودخول المنزل أو أي مكان جديد بالقدم اليمنى، وسكب القهوة عن طريق الخطأ أثناء إعدادها أو تناولها، وميلاد طفل جديد في الأسرة، وحك كف اليد، وأيضاً بعض الأرقام مثل رقمي 5 و7، وقرص ركبة العروس بالنسبة لمن لم تتزوج بعد.
أما في الغرب، فعلامات الفأل الحسن كثيرة، منها على سبيل المثال رؤية الثعبان وخاصة الحية من نوع الكوبرا سواء كان ذلك في الحديقة أو في غابة أو ما شابه، لذا يتجنب الناس هناك قتلها. ومن علامات الفأل الحسن أيضاً في الغرب رؤية شهاب يسقط من السماء، أو أن يكون مجموع أرقام تاريخ ميلاد أحدهم يحتوي على رقم 8 (مثال 4-2-2012 = 2028)، وكذلك تحليق فراشة داخل المنزل، ورؤية حدوة الحصان، وشراء حيوان أليف (خاصة الكلب) أو تلقيه كهدية وتربيته في المنزل، وسطوع الشمس بعد المطر ورؤية قوس قزح.
أما عن المتشابهات بين الجانبين، فمنها التفاؤل بسقوط فضلات الطيور على الإنسان، وحك كف اليد.
إذا انتقلنا للحديث عن مسببات أو علامات الفأل السييء التي يتشاءم الناس عند لقائها أو رؤيتها أو حدوثها، فسنجد من بينها - على عكس القسم الأول - تشابهات كبيرة بين العرب والغرب، منها مصادفة القط الأسود في الصباح، ورقم 13(ويضاف إليه عند العرب أن يكون تاريخ اليوم الجمعة 13)، وكسر المرآة، والمقص المفتوح، والصندل المقلوب، وإعادة الأواني المستعارة لأصحابها فارغة.
يُضاف إلى ذلك عند العرب سماع نعيق الغراب، أو رؤيته، وكذلك البومة، وارتداء السواد في المنزل ليلاً، أو قص الأظافر ليلاً، أو لعب الحِجلة.
أما في الغرب فهناك أشياء كثيرة يصنفونها تحت بند مسببات أو علامات الفأل السييء بالإضافة لما سبق ذكره سالفاً، مثل العبور أسفل سلم نقال، والتعرض لقَرص النحل، وسكب الملح ونزع خاتم الزواج من اليد، ورؤية العريس للعروس قبل حفل الزفاف أثناء تجربتها للفستان الأبيض، وتلقي هدية عبارة عن حافظة نقود أو حقيبة فارغة، وفتح الشمسية داخل المنزل، والرقم (4)، والصفير في الظلام، وقتل عنكبوت داخل المنزل ووضع حذاء جديد على منضدة المطبخ. هذا بالإضافة لأشياء كثيرة متعلقة بالمقابر مثل قطع الأشجار في منطقة المقابر، أو النوم هناك أو التدخين أو التبول بجوار مقبرة.
والآن.. ماذا عنك عزيزي القارئ؟ هل تؤمن بوجود أشياء تسبب الحظ الحسن، وأخرى تتشاءم منها وتعتقد أنها تجلب الحظ السييء؟ وهل هذه الأشياء - إن وجدت – تتفق مع ما ذكرناه، أم أن لها علاقة بتجارب شخصية مررت بها مسبقاً؟