آية وقول وحكمة ليوم 16 /1
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ.}
(مت 10 : 22)
قول لقديس..
(فلنلتصق دائما برجائنا وعريس عدالتنا يسوع المسيح {الذى حمل خطايانا فى جسده على الخشبة} "1بط2: 24" {الذى لم يفعل خطيئة ولا وجد فى فمه مكر} "1بط2: 22" لقد تحمل كل شىء من أجلنا لنحيا نحن فيه، فلنتشبه بصبره ولنقدم له التمجيد اذا ما تألمنا من أجل اسمه فقد اعطانا هو المثل ونحن أمنا به. أرجوكم جميعا أن تطيعوا كلام العدل وتمارسوا الصبر حتى المنتهى)
القديس بوليكاربوس
حكمة لليوم ..
+ ولكنني اراقب الرب اصبر لاله خلاصي يسمعني الهي .(مي 7 : 7)
Therefore I will look to the LORD; I will wait for the God of my salvation; My God hear me. Mic 7:7
من صلوات الاباء..
" ايها السيد الرب الاله، ضابط الكل محب البشر الصالح الذى بكثرة رحمته ارسل نوره الحقيقى، أبنه الوحيد الجنس يسوع المسيح ربنا ليرد اليه الضالين ويبذل ذاته للموت فداء عنا، ودعى رسله القديسين وعلمهم وجعلهم مناره للمؤمنين وحملة لمشاعل الإيمان، فبشرونا بالايمان المستقيم وردونا الى الإيمان وعلمونا السجود بالروح والحق. اننا نصلى من اجل الخطاة لتهديهم والبعيدين ليعرفوك، وكل نفس لها تعب فى الخدمة لتباركها وتجعلنا حملة لشعلة الإيمان للعالم الذى يجهلك، وأقبل خدمتنا الضعيفة وانفخ فى الفتيلة المدخنة حتى تنير والقصبة المرضوضة حتى تستقيم، ولتعطينا نعمة الصبر الكامل حتى النفس الاخير، أمين"
من الشعر والادب
"بصبركم تقتنوا انفسكم "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
سفينة بتبحر للميناء
وقطعت شوط طويل
وقبل المرفأ بكام كيلو
غرقت في يم ضئيل
أيه فايدة كل الشوار؟
لما غرقوا ومات البحار!
واحنا كمان لازم نصبر
للمنتهى وللسماء نوصل
ونجاهد وبلاش نتكبر
ونترفق بالخاطيين.
دا يهوذا التلميذ ،
ضاع بخيانه وعدم أمانه
واللص تاب وبقى قديس!
بالتواضع والصبر ترسي
السفينة للسماء والميناء.
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 16/1
مت 1:8- 17
ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ، مَجَّاناً أَعْطُوا. لاَ تَقْتَنُوا ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاساً فِي مَنَاطِقِكُمْ، وَلاَ مِزْوَداً لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصاً، لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ. «وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِقٌّ، وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا. وَحِينَ تَدْخُلُونَ الْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ، فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقّاً فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقّاً فَلْيَرْجِعْ سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ. وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجاً مِنْ ذَلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ. «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. وَلَكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى، الْمَوْتِ وَالأَبُ، وَلَدَهُ وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلَكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ. وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ دعوة التلاميذ الاثني عشر...اختار السيّد المسيح تلامذه الإثني عشر من عامة الشعب ومن مختلف الفئات والطباع، ففي المسيح يسوع اجتمع التلاميذ ليتقدّسوا معًا كأعضاء بعضهم لبعض يعملون بروحٍ واحدٍ للكرازة بالإنجيل الواحد. أما لماذا اثني عشر فهم اشارة إلى مملكة الله على الأرض، حيث يملك الثالوث فى كل جهات المسكونة الاربعة. واشارة الى شعب الله الجديد فى مقابل الاثنى عشر سبط. لقد دعاهم ليتتلمذوا على يديه، يسمعوه ويرافقوه في أعماله المعجزيّة وصلواته وحتى أثناء طعامه، لكي يتفهّموا بالروح القدس أسراره ويعيشوا بفكره. هذا الفكر الأصيل والمستقيم، عاشه الرسل إنجيلاً حيًا وتلمذوا آخرين عليه. وهكذا صار التقليد الكنسي في جوهره هو استلام هذا الفكر بطريقة حيّة عمليّة وتسليمه من جيلٍ إلى جيلٍ.
+ حدود وموضوع كرازتهم ... في بدء كرازتهم حدّد لهم منطقة الكرازة بالمناطق اليهودية دون أن يتجاوزوها إلى مدينة للسامريّين أو طريق للأم، كتدريب لهم لكى يقوموا بالاهتمام بخاصتهم على ان تتسع خدمتهم بعد صعوده للسماء لتشمل العالم كله {اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم} (مت28: 19). فإنه لم يسمح لهم بالكرازة بين الأمم إلا بعد أن يُعلن اليهود رفضهم للمسيّا. لم يكن هذا تحيزًا لليهود على حساب الأمم، وإنما لكي لا يتشكّك اليهود في رسالته المسيانيّة، فإذا ما رفضوه ينفتح الباب للأمم، وإن كان السيّد المسيح نفسه لم يحرم السامرة من خدمته أو الأمميّين من التمتّع ببركات نعمه. فالكنيسة يتسع قلبها للعالم كلّه المؤمن وغير المؤمن لتغسل أقدام الجميع، لكن لا تقبل في شركتها المنشقّين أو تعاليم الهراطقة، بل تحذر أولادها وتحفظهم منهم. أما موضوع كرازة فهو قبول ملكوت الله والتوبة والرجوع الى الله والايمان وقبول عمل الروح القدس وثماره فينا.
+ إمكانيّات الكرازة وعوامل نجاحها... قدّم السيد المسيح لتلاميذه إمكانيّات جبّارة تسندهم في الخدمة من شفاء للمرضى وتطهير للبرص وإقامة الموتى وإخراج الشيّاطي قبل أن يأمرهم ان لا يقتنوا ذهب أو فضّة أو نحاس كمعطلات للخدمة وكأن السيّد لم يمنعهم من الاهتمام بالأمور الزمنيّة إلا بعد أن قدّم لهم كنوز محبّته وغناه العميق. فيلتزم التلميذ ألا يقتني شيئًا، فإن السيّد المسيح هو ذهبه وفضّته ونحاسه وطعامه وثوبه وطريقه وعصاه. المسيح هو سرّ الدخول بنا إلى الحياة السماويّة، أو هو كنزنا السماوي الذي يسحب قلبنا إليه. فإنه بالحق حكمة الله الحيّ الذي يعمل فينا وبنا لكي يدخلنا إلى حضن أبيه. فلا يستطيع الكارز بالسيّد المسيح أن يقدّم للآخرين السيّد المسيح كسِر غِنى النفس وشفائها، بينما يرتبط هو بأمور العالم ويستعبد نفسه لها.واوصاهم عندما يدخلون مدينة أو قرية يبحثوا عن بيت له سمعته الطيّبة ويقيموا فيه، ولا ينتقلوا من بيت إلى آخر حتى لا تتحوّل خدمة الكلمة إلى خدمة المجاملات، وإنما يركِّزون فكرهم وجهدهم في العمل الكرازي وحده.
+ رفض العالم للتلاميذ والمؤمنين.. إن كانت رسالة التلاميذ هي إعلان السلام الروحي الداخلي بالمصالحة مع الآب في ابنه ربّنا يسوع بروحه القدّوس، فتتصالح النفس أيضًا مع الجسد ويتصالح الإنسان مع أخيه، لكن الأشرار لا يحتملون المصالحة، ولا يقبلون الحب فيواجهونه بالشراسة، إذ يقول: {ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب} وإن كان الله قد أرسل تلاميذه ورسله كحملانٍ وسط ذئاب، فإنه ينقذهم من شراسة هذه الذئاب، بتقبّلهم مشورته خلال نعمته الفائقة، فيسلكوا بالحكمة وبالبساطة. فالإنسان البسيط هو ذو النفس التي في نقاوتها الطبيعيّة التي خُلقت عليها والتي تشفع من أجل الجميع يحبه الناس وبحكمة من الله ينجو من الشر.
وقد يسمح بالتجربة والضيق للخدام لكنه يطالبنا ان لا نقلق ولا نهتم كيف نتصرّف ولا بماذا ننطق، إنّما روحه القدّوس هو الذي يعمل في المتضايقين معلنًا مجد المسيح، شاهدًا ببهائه فينا ككرازة وشهادة أمام الآخرين. إذ يتحدّث روح أبينا في وقت الضيق إنّما يُعلن حقيقة إيمانيّة هامة هي تجلّي الله في حياة المؤمن، خاصة في وقت الضيق، وهو الذي يسمح بالألم وهو الذي يتقبّل الألم فينا، وهو الذي يهبنا النصرة والإكليل. لكن علينا بالايجابية والصبر {ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلّص}. فان كان الله هو الذي يهب القوّة، لكن يليق بنا أن نصبر إلى المنتهى مجاهدين بروح الرجاء.علينا ان لا نلقي بنفوسنا وسط العاصف فنثير المضايقين، وإنما نتركهم ليس خوفًا على حياتنا، وإنما لتكميل رسالة الله فينا التي ائْتمنّا عليها، ولكن لا نعطي الفرصة للمضايقين أن يزدادوا غضبًا وثورة. وكما قال القديس اثناسيوس الرسولى (أمرَ مخلّصنا أن نهرب عندما نُضطهد، ونختفي عندما يبحثون عنّا، فلا نعرّض أنفسنا لمخاطر معيّنة، ولا نُشعل بالأكثر ثورة المضطهدين ضدّنا بظهورنا أمامهم. فإن من يسلّم نفسه لعدوّه ليقتله إنّما يفعل ذات الشيء كمن يقتل نفسه. أمّا أننا نهرب كأمر مخلّصنا بهذا نعرف وقتنا المناسب، ونُعلن اهتمامنا الحقيقي نحو مضطهدينا، لئلا إذ يعملون على سفك الدم يصيرون مجرمين كاسرى للناموس).