أية وقول وحكمة ليوم 7/1
عيد الميلاد المجيد
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
أجمل وارق التهانى بعيد الميلاد المجيد، الرب يجعله عيدا مقدسا وخلاصا وسلاما وبركة لحضراتكم ولكنيسة المسيح وشعبها وبلادنا وأهلها. عيد ميلاد سعيد
{ وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. }(مت 2 : 11)
قول لقديس..
( يقدّم الذهب كجزية الملك، ويقدّم البخور تقدمة لله، ويستخدم المرّ في تحنيط أجساد الموتى. لهذا أعلن المجوس بعطاياهم السرّيّة للذين يسجدون له بالذهب أنه الملك، وبالبخور أنه الله، وبالمرّ أنه يقبل الموت.. لنُقدّم للرب المولود الجديد ذهبًا، فنعترف أنه يملك في كل موضع، ولنقدّم له البخور إذ نؤمن أنه الله ظهر في الزمان، مع أنه قبل كل زمان. ولنقدّم له المرّ، مؤمنين أنه وإن كان في لاهوته غير قابل للألم، فقد صار قابلاً للموت في جسدنا.)
الأب اغريغوريوس الكبير.
حكمة لليوم ..
+ قدموا للرب مجد لاسمه احملوا هدايا وتعالوا الى امامه اسجدوا للرب في زينة مقدسة. (1اخ 16 : 29)
Give to the LORD the glory due His name, Bring an offering, and come before Him. Oh, worship the LORD in the beauty of holiness. 1Ch 16:29
من صلوات الاباء..
"ايها الرب الاله الذى كلم الاباء بالانبياء قديما، واعلن ذاته للامم عبر الحكماء والفهماء والباحثين عن الحق، وفى ملء الزمان كلمنا فى ابنه الوحيد الجنس، معلنا لنا محبته وخلاصه وملكه وكهنوته والآمه، نصلى اليك مقدمين قلوبنا مسكنا لك وصلواتنا رائحة بخور ترتفع لعرش نعمتك والآمنا كرائحة اطياب زكية امامك. فاقبل صلوات شعبك الصارخين اليك والطالبين رحمتك والمتعطشين الى سلامك لكى لا نشترك فى مكر هيرودس الظالم ولا فى رياء الكتبة والفريسيين، بل نسعى فى اجتهاد مع المجوس لكى تعلن لنا ذاتك فنقدم لك قلوبنا وحياتنا ونعبدك بالروح والحق ونكتشف ارادتك المقدسة ونصنعها فى تقوى وبر، أمين "
من الشعر والادب
"قدم له قلبك "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
فى الميلاد شفنا البعاد
جم باجتهاد
يقدموا الهدايا بالميعاد
والنجم قادهم فى الطريق
زى الرفيق يرشد صديق
وللرعاة الساهرين
ظهرت ملايكة معلنه
انه هنا، على أرضنا
جاء المخلص ربنا
وانت وانا ايه هنقدموا
لربنا فى عيد الميلاد؟
قدم له قلبك اغلى من الدهب
وصلوات نقيه ترتفع،
زى اللهب
ونقوله املك قلبنا
وخليك يارب جنبنا
واملاء حياتنا أمن وهناء.
قراءة مختارة ليوم
الاثنين الموافق 7/1
مت 1:2- 12
وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ،إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ،أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ». حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي،لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ». فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً. وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ زيارة كنيسة الأمم للمولود الإلهى... مجيء كلمة الله متجسّدًا كان فى فكر الله قبل خلقتنا، وقد هيأ له وسط شعبه بالآباء والأنبياء والناموس، بطرق متنوّعة، ومع هذا إذ تحقّق الأمر تجاهله معظم الشعب تمامًا اللهمّ إلا القليل النادر. لهذا قدّم الله توبيخًا خلال الغرباء، فجاء إليه المجوس كباكورة كنيسة الأمم. جاءوا إلى بلدٍ غريبٍ ليسجدوا لطفل بسيط في مزود، وليس مولود قصر ملكي، وكان يقود موكبهم نجم سماوي، يُعلن عن وجود سرّ خفي فيه. والمجوس هم حكماء كلدانيون أو فارسيون يقضون جل وقتهم في دراسة الظواهر الفلكية والتكهن بالحوادث المقبلة. جاوا في موكب يتقدّمهم ثلاثة من كبارهم يحملون الهدايا للملك العجيب. وكانوا قد سمعوا نبوات من أجدادهم عن ظهور نجم يشير إلى ميلاد ملك عظيم. وقد قال بَلْعَامُ ابن بَعور النبى ذلك، وهو من المشرق حيث يسكنون {أراه، ولكن ليس الآن. أبصره، ولكن ليس قريبا. يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل فيحطم طرفى موآب ويهلك كل بني الوغى} (عد 24: 17). وقد يكونوا فهموا هذا من دانيال الذى كان رئيسا للمجوس، من نبوته عن ميلاد المسيح: {فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعا } (دا 9: 25).والنجم الذى رأوه لم يكن نجما عاديا، فهو إما ملاك ظهر بشكل نجم، أو نجم خاص روحى أرسله الله، لانه يتحرك عكس حركة النجوم من الشرق إلى الغرب. ويظهر فى النهار والشمس ساطعة، وفى الليل وكان يسير مرتفعا فى السماء، ثم ينزل فوق منزل حقير حيث وُلد المسيح. ولما وصل النجم بهم من المشرق حتى أورشليم، تأكدوا من النبوات، وأنه ملك اليهود، وظنوا أنه يولد فى القصر الملكى، فسألوا مَن فى القصر.
+ هيرودس واين يولد المسيح؟... هيرودس هذا هو المسمى هيرودس الكبير، وهو من أصل أدومى، ودخيل على اليهود، وقد اغتصب المُلك. واتصف بالعنف، فقتل زوجته وبعض أولاده، وكان عمره حينذاك سبعين عاما، فخاف من المَلك الجديد. وسرى الخبر فى القصر وكل أورشليم، فاضطربوا متحيّرين ماذا يحيط بميلاد الملك الجديد، وهل سياخذ منه الملك؟! فهم هيرودس أنهم يتحدثون عن المسيا المنتظر، وخاف أن ينتزع منه المُلك، فجمع رؤساء الكهنة، أى الرئيس الحالى والرؤساء السابقين، وكل رؤساء فرق الكهنة، وكتبة الناموس الدارسين له، ليُعلموه أين يولد المسيح حتى يستطيع قتله. فقالوا له حسب النبؤات انه سيولد فى بيت لحم اليهودية. لم يهتم الكهنة ورؤساؤهم بالبحث عن المسيا المنتظر، الذى تكلم عنه الأنبياء، وأشارت إليه الرموز، لانشغالهم بمراكزهم وأموالهم. بينما بحث الأمم، والبعيدون عنه فى شكل المجوس المسافرين من بلاد بعيدة، ليؤكد الكتاب المقدس أن المسيح قد أتى لخلاص العالم كله، وهو يجذب إليه كل إنسان بالطريقة التى تناسبه المهم أن يتجاوب الإنسان مع صوت الله.
+ هدايا المجوس... بعد أن علم هيرودس بمكان ميلاد المسيح، سأل المجوس عن ميعاد ظهور النجم لهم فى بلادهم، وحَسَبَ الوقت حتى وصولهم من فارس إلى اليهودية، فكان أكثر من عام، وذلك ليعرف سن الملك الجديد. وقد أخفى هيرودس قساوة قلبه ورغبته فى أن يقتل الملك الجديد، وأظهر نفسه فى براءة للمجوس، كأنه يريد أن يسجد مثلهم له، فطلب منهم أن يعرفوا المكان بالتدقيق ثم يخبروه. ويبدو أنه، من اضطرابه، لم يرسل وراءهم أحدا ليعرف مكان المولود. لقد اعتمد المجوس على منطقهم، فسألوا فى القصر الملكى حيث ظنوا أن الملك الجديد يولد، ولم يرشدهم أحد، ثم خرجوا فوجدوا أن النجم الذى اختفى عنهم. ظهر لهم ثانية ففرحوا جدا، وقادهم إلى بيت لحم ثم إلى البيت الذى ولد فيه المسيح. وعندما رأوا الطفل يسوع مع أمه العذراء ويوسف النجار، شعروا بخشوع عظيم، وسجدوا له وقلوبهم ممتلئة فرحا، ثم قدموا له هداياهم وهى الذهب واللبان والمر، وهى تشير إلى وظائف المسيح، فالذهب لأنه ملك، واللبان، أى البخور، لأنه كاهن يتقدم بذبيحة نفسه على الصليب لخلاص البشر، والمر إشارة إلى آلامه وموته. ولعل هذه الهدايا كانت معينة للعائلة المقدسة فى تكاليف الرحلة إلى مصر فى بعض نفقاتها. هنا نرى عظمة إيمان المجوس بالمسيح أنه كان فى صورة متواضعة، وكذلك لاحظوا عدم اهتمام اليهود بتمجيد ملكهم، ولكنهم آمنوا بحسب إرشاد الله لهم بالنجم. ولم يفهم المجوس قصد هيرودس الشرير، ولكن الله بعد زيارتهم للمسيح، أعلمهم فى حلم ألا يرجعوا إلى هيرودس لأنه شرير، وهداهم إلى طريق آخر عادوا منه إلى بلادهم. ويبدو أن هذا الحلم أتاهم بعد رؤية المسيح مباشرة ليسرعوا فى الرحيل إلى بلادهم، قبل أن ينتبه هيرودس وينفذ خطة قتله لأطفال بيت لحم. فمتى تمتعتنا بالجلوس مع المسيح ومعرفته، فلا نعود إلى هيرودس الشرير، أى شرورنا الأولى، بل الى بلدنا الأول وهو الفردوس حيث خُلق آدم قديما، أى نرفع قلبونا للسماء مستمرين فى علاقة روحية مع الله.
