![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بابا الأقباط أرحب بالحوار مع الإخوان المسلمين ![]() رغم أجواء التبجيل والتعظيم التي تحيط بالبابا تواضرس، بابا الأقباط المصريين، إلا أن ذلك لم يترك أثرًا في نفس الرجل الذي لا زال يحتفظ بمخزون لا بأس به من روح الفكاهة، أحسن توظيفها خلال حواره مع وكالة الأناضول على مدار ساعة تقريبًا. تواضرس الذي ترتسم على وجهه علامات الجدية، لم يجد حرجًا في أن يقابل بعض الأسئلة بابتسامة رقيقة تتفق مع رسالة "الحب والسلام" مع الآخر التي حاول أن يرسلها عبر هذا الحوار، لتبديد ما يثار أحيانًا حول ورقة "الأقلية القبطية" وإمكانية استخدامها ضد استقرار البلاد. وأكد على أنه يرحب بأي حوار من أجل مصلحة البلاد واستقرارها، لكنه في الوقت نفسه كان يستعيد ملامح الجدية وهو يتحدث بنبرة يغلفها الحزن عن قضيتي "اختفاء الفتيات المسيحيات القاصرات" و"التعداد الرسمي للأقباط"، منتقدًا تعامل الجهات الرسمية مع هاتين القضيتين. ويمكن إيجاز أهم نقاط الحوار في العناوين التالية: - أرحب بالحوار مع جماعة الإخوان المسلمين في إطار محبة الكنيسة للجميع. - الإخوان "إخوتنا" ولا يوجد لدينا فكر المخاصمة. - يجب عودة جلسات النصح والإرشاد للمسيحيين قبل تحولهم للإسلام، واختفاء الفتيات القاصرات أزمة تتفاقم والمجتمع لا يحرك ساكنًا. - إقرار قانوني دور العبادة الموحد والأحوال الشخصية أهم "حقوق" الأقباط المطلوبة. - الداعون لدولة قبطية "مختلون" وحديثهم غير مقبول بالمرة. - أطالب الرئيس مرسي باستعادة الأمن وإشعار المصريين بمجهودات ملموسة حقيقية على أرض الواقع في بناء الوطن. - انسحبنا من مشروع الدستور الجديد عندما تخلى عن "مظلة المواطنة". - التيار الإسلامي لا يمثل أزمة لنا.. والنعرات الطائفية غريبة على مجتمعنا. - الدولة تحصي الأجهزة الكهربائية بالمنازل وتتجاهل تعداد الأقباط. - معجب بالتجربة التركية وخاصة فصلها للدين عن الدولة. - تركيا في أوروبا تعادل مصر في إفريقيا والاثنتان على طرفي البحر المتوسط. - المادة الثالثة من الدستور الجديد وضعت لعدم إغضاب الكنيسة والمادة 219 "نسفت كل شيء". وإلى نص الحوار: - ما هي الرسالة التي سيوجهها البابا لشعبه خلال قداس عيد الميلاد اليوم الأحد؟ سوف أخصص العظة عن "الفرح" فنحن في عام جديد نستبشر فيه كل خير، وكلمة الميلاد هي كلمة مفرحة وتعني الحياة الجديدة، و الإنسان في احتياج ملح للفرحة خصوصاً على أرض مصر. - ما رأيك في فضائية الأزهر الجديدة التي أعلن شيخ الأزهر عن إطلاقها مؤخرا ؟ أراها لازمة لنشر ثقافة التسامح والاعتدال ومقاومة التشدد والتطرف، وهو الدور الطبيعي لمؤسسة الأزهر، وقد عبر شيخ الأزهر عن ذلك حين أعلن عن إطلاقها خلال لقائنا بالكاتدرائية الأربعاء الماضي. - وماذا عن هيئة "بيت العائلة" للوحدة الوطنية؟ بيت العائلة فكرة مصرية خالصة، بدأت من الأزهر وتشارك فيها الكنيسة بجدية، والعائلة تعني في مجتمعنا المصرية مناقشة الأمور كلها بروح محبة ومسئولية، وقد امتد النقاش فيها إلى لجان التعليم حتى أن نشاطها تجاوز مصر ووصل إلى فرنسا حيث تم تأسيس فرع لبيت العائلة هناك. - ما حقيقة تخوف الكنيسة من الشريعة الإسلامية؟ ولماذا انسحبت من الجمعية التأسيسية التي وضعت الدستور الجديد؟ أحد مسئوليات الكنيسة باعتبارها مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني أن تشارك في أي حركة وطنية موجودة، والمفترض عند وضع الدستور أن يأخذ مظلة المواطنة، لأن صفة مواطن هي الصفة الوحيدة التي تجمع كل البشر على أرض مصر، ومهم جدا أن أبا القوانين، "الدستور"، يأخذ روح المواطنة، وعندما بدأ مشروع الدستور الجديد يأخذ منحى "دينيا"، صار يخاطب جزءا ولا يخاطب الكل، ومن هنا جاء الموقف بالانسحاب. فالمادة الثانية، التي تنص أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، ارتضي بها المجتمع منذ عام 1971، وعليها توافق مجتمعي كبير، أما غيرها ربما لا يوجد قبول كبير له، وهناك مواد أخرى تحتاج لتعديل. - مثل ماذا؟ مثل النص على أن يكون للمولود "الحق في اسم مناسب"، فمن يحدد الاسم المناسب من عدمه؟، وهي عبارة يمكن أن تثير مخاوف كثيرة، فنصوص الدستور لابد أن تكون حازمة وحاسمة وقاطعة ولا تقبل التأويل، وعموما نحن في حالة حوار حتى بعد إقرار الدستور، وهناك مواد تفسيرية يمكن تقديمها ولنا ممثلين يستطيعون النقاش في الأمر. - المادة الثالثة في الدستور الجديد التي تخص المسيحيين واليهود وتعطيهم الحق في الاحتكام لشرائعهم، هل هي كافية لتحقيق مطالب الأقباط؟ لقد تم وضع تلك المادة لعدم إغضاب الكنيسة، لكن المادة 219 الخاصة بتفسير الشريعة نسفت كل شيء. (تنص المادة 219 على أن: " الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية، وقواعدها الأصولية والفقهية، ومصادرها المعتبرة، في مذاهب أهل السنة والجماعة"، وهو ما أثار مخاوف بعض الأقباط) - ما هي مطالب الكنيسة من السلطة التشريعية الممثلة في مجلس الشورى الآن؟ ليس لنا مطالب ولكن لنا حقوق نصر عليها، أبرزها إقرار قانوني الأحوال الشخصية الموحد، ودور العبادة الموحد، فأحد أبرز المشكلات هي بناء كنيسة وأنا لا أدري لماذا هي مشكلة، وهناك مشروعات قوانين لدور العبادة و بناء الكنائس وهناك خطوط تنظيمية يمكن أن تأخذ حيز التنفيذ، لكن حتى هذا اللحظة لا يوجد شيء ولكن هناك أمل يتجدد مع كل نهار جديد. -هل تستشعر أزمة في تنصيبك بابا للأقباط تحت مظلة حكم إسلامي؟ التيار الإسلامي لا يمثل أزمة فنحن أخوة في وطن واحد، و نحن الدولة الوحيدة التي يمر بها نهر من الجنوب للشمال يتوسط البلاد ويروي العباد، فقد عشنا عمرنا بالكامل معا ولم نعرف النعرات الطائفية إلا منذ نحو عشرين عاماً فقط. - لماذا تم تأجيل لقاءك بمرشد جماعة الإخوان محمد بديع قبل أحداث قصر الاتحادية الرئاسي الشهر الماضي، وهل يمكن استقباله الآن؟ كان مقرراً أن أستقبل 6 شخصيات في هذا اليوم؛ وزيرين وسفيرين ووفد من هولندا والدكتور محمد بديع، و كنت متواجدا في الدير، فنصحني الأمن بعدم مغادرته، فاعتذرت عن الزيارات الستة، والكنيسة أبوابها مفتوحة للجميع وأهلا بأي زيارة من مرشد الإخوان. -نظمت الكنيسة القبطية في السابق 4 لقاءات للحوار مع جماعة الإخوان المسلمين، هل تفكر في استئناف الحوار؟ بنعمة ربنا نستطيع الحوار مع الإخوان ولا يوجد لدينا فكر المخاصمة، فالإخوان هم "إخوتنا" وعندما يتم الحوار سأتحدث بروح المحبة، وأذكر أن وفد من حزب الحرية والعدالة من منطقة وادي النطرون (الصحراء الغربية لمصر) زارني بالدير هناك بعد فوزي بالقرعة الهيكلية، وسألوني: ما الذي تريده الكنيسة من الحزب، فصمتت قليلا وقلت: "أريد أمرين: الحرية والعدالة". - كيف تقيم فترة حكم الرئيس محمد مرسي حتى الآن؟ الفترة غير كافية للتقييم، وهناك متغيرات كثيرة، والإنسان المصري لم يشعر بنتائج إيجابية على مستوى السياحة والاقتصاد وحل مشكلة البطالة ولقمة العيش وعودة الأمن والاستقرار بعد، فمجتمعنا يحتاج لبناء جذور الثقة، وعلى أي مسئول عندما يتحدث أن تكون كلماته صادقة ليشعر بها الناس ويصدقوها، أما لو كانت للاستهلاك المحلي فالثقة تكون منعدمة بين الجهاز التنفيذي والشعب، والمغالطات في الأرقام تبني ديمقراطية ورقية. - البعض تبنى مقترحا بوضع الأقباط والمرأة على رأس القوائم الانتخابية باعتبارهم فئات مهمشة.. ما رأيك؟ بلا شك هو إجراء يمكن أن يساهم في زيادة تمثيلهم، فقوة المجتمع في تنوعه، ويجب أن تكون المجالس النيابية ممثلا فيها كل الأعمال والفئات لتكون معبرة عن كينونة مصر، فمصر ليست فصيل واحد ومجلس النواب لابد أن يكون معبرا عن الشعب، وهناك آليات أخرى لزيادة تمثيل الأقباط فماذا سيقدم 50 عضو قبطي من مجموع 500 بالمجلس. - مثل ماذا؟ إتاحة فرصة أكبر لتعيين نواب أقباط، وتخصيص دوائر يعين فيها أقباط فقط، وأحيانا في بعض الدول تخصص لسنة أو سنتين لمرة أو اثنتين دوائر بعينها للأقباط لزيادة عدد المنتخبين وليس المعينين. - كيف ترى ترشح الأقباط على قوائم الأحزاب الإسلامية؟ مجرد ديكور من باب التجميل. - لماذا غابت الكنيسة عن جلسات الحوار الوطني التي جرت تحت رعاية مؤسسة الرئاسة؟ عندما نعرف جدول الأعمال ونجد جدية بالتأكيد سنشارك . - كيف ترى قضية اختفاء فتيات قاصرات أقباط؟ الأزمة تتفاقم يوما تلو الآخر، ومجتمعنا المصري لا يقبل اختفاء بنت، فالبنت لها أهمية وكيان خاص، ولا نجد إجراء حاسم من القانون أو الدولة، فماذا تسمي ذلك فيما يكتفي المجتمع بالصمت وهو أمر لا يمكن قبوله؟!. - هل تؤيد عودة جلسات النصح والإرشاد لمن يريد أن يتحول من المسيحية للإسلام؟ بلا شك، ولكن تتم في مراكز حقوق الإنسان بشرط أن تتسم بالحياد وليس في مديريات الأمن التي كانت تقوم بممارسة التخويف علي من يرغب في ترك دينه. - ما هو تعداد الأقباط في مصر؟ موضوع التعداد أحد مسئوليات الدولة وليس الكنيسة، و أتعجب أن الدولة تقوم كل عشرة سنوات بحصر عدد الأجهزة الكهربائية في المنازل لوضع خطة التنمية علي أسس علمية ولا تفعل ذلك مع الأقباط حتي صار الأمر محيرا لجهات التعداد، ولهذا الأمر مغزي، فكـأنه يقال لك "إنك مش موجود". - كيف ترى دعاوى الانفصال التي يروج لها البعض لتأسيس دولة قبطية في مصر؟ من يروج لذلك مختل وكلامه غير صحيح، فالكنائس والأديرة منتشرة بطول مصر، والكنيسة جزء لا يتجزأ من مصر، التي لن تنقسم وستظل موحدة منذ عهد (الفرعون) مينا وإلى الأبد. - كيف نضمن عدم تكرار سيناريو الفيلم المسيء للنبي محمد التي اندلعت العام الماضي؟ الأزمة الحقيقية أن من يعيش بالخارج يتمتع بمناخ من الحرية أكبر بكثير من مصر، والمسيحية نفسها تتعرض لإساءات يومية من باب الحرية، ومسئولية الكنيسة روحية في المقام الأول والعقوبات الكنسية تطبق على الأخطاء الكنسية فقط، ويجب تفعيل القانون في أي جريمة ضد الأديان. - هل عكست زيارتك لكنائس الروم الكاثوليك والأقباط الكاثوليك والروم الأرثوذكس للتهنئة بأعياد الميلاد اهتماماً بالوحدة بين الكنائس؟ الوحدة بين الكنائس لها شكلان، الأول شكل إيماني عقيدي لاهوتي يدور خلال الحوارات اللاهوتية بيننا وبين معظم كنائس العالم، ونبحث فيه عن وحدة الإيمان، وهناك مستوى حياة الشراكة والمحبة يتم خلالها نوع من التعاون والخدمة المشتركة بعيدا عن الأسرار والعقيدة، وهذا ما أشجعه باستمرار.. أن يكون هناك نوع من الوحدة. - ما رؤيتك للدور التركي في المنطقة؟ زارني السفير التركي بالقاهرة حسين عوني، منذ فترة وجلسنا جلسة طويلة، وأهداني مجموعة من الكتب عن تركيا وتاريخها والدولة العثمانية ورؤية تركيا للسلام بقلم رجب طيب أردوغان، وسبق أن زار أردوغان البابا شنودة. أنا شخصيا معجب بالتجربة التركية فهي ترقي من نفسها وتتقدم، وطبعا الإدارة فاصلة بين الدين والدولة هناك منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك (خلال النصف الأول من القرن الماضي). حتى كل من يذهب إليها للسياحة يثنون عليها، وهناك شكل من أشكال الانفتاح، فتركيا تعتبر في أوروبا معادلة لمصر في إفريقيا والاثنتان على طرفي البحر الأبيض المتوسط. - وجه ثلاث رسائل للرئيس مرسي.. أحتاج للثقة الكاملة، والشعور بمجهودات ملموسة حقيقية علي أرض الواقع في بناء الوطن وسرعة استعادة صورة الأمن ![]() |
![]() |
|