آية وقول وحكمة ليوم 23/11
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ ادخلوا من الباب الضيق لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه }
(مت 7 : 13)
قول لقديس..
( أظن أنه يليق بي أن أشير إلي الباب الضيق الذي من خلاله يدخل الإنسان إلي الحياة. من يريد أن يدخله يلزمه بالضرورة أن يكون له أولًا الإيمان المستقيم غير الفاسد، وثانيا أن يكون سلوكه غير دنس وبلا لوم حسب قياس البّر البشرى والجهاد الروحى. لأن الطريق المؤدي للفضيلة هو وعّر علي الدوام ومنحدر، وكثير من المتاعب تظهر أمامنا فنحتاج إلي جلد وصبر وسلوك نبيل. نعم، بل ونحتاج إلي ذهن لا يُغلب، لا يشترك في الملذّات الدنيئة ولا تحركه شهوات جسديَّة وعواطف بهيمية. من له هذا الذهن والجلد الروحي يدخل الباب الضيق بسهولة، بل ويجرى في الطريق الضيق {ملكوت السماوات يُغتصب والغاصبون يختطفونه} "مت 11: 12")
القديس كيرلس الكبير
حكمة لليوم ..
+ بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله (اع 14 : 22)
We must through many tribulations enter the kingdom of God. (Act 14:22)
من صلوات الاباء..
"من أجل كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسوليه ووحدتها لتكون رعية واحدة لراعى واحد ، ومن اجل خلاص الله فى الشعوب واعلان بشارة الخلاص وانتشار ملكوت الله على الارض وفى القلوب نصلى ونضرع اليك ايها الراعى الصالح ، فاسمع لصلواتنا واستجب لتضرعاتنا واعطنا القلب الواحد والايمان الواحد والمحبة الاخوية عديمة الرياء، لكى نعرفك ونعبدك بالروح والحق ونثمر ثمر البر والصلاح، فاستجب يارب، أمين"
من الشعر والادب
"الإيمان والباب الضيق "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
باب ضيق وطريق صعب،
دا اللى دعانا اليه الرب.
رغم انه طريق مضمون
سار فيه قديسين كثيرون.
بالجهاد تسندنا النعمة،
ويملانا الروح ويدينا حكمة،
ربك يدى بصيرة روحية،
والإيمان فيه سعادة الهيه.
يكفى تكون محمول على كتفه
وهو يقودك للمينا والمرفاء.
وتعزيك وتقويك كلمه ربك،
فيها نور لطريقك، ينور قلبك.
وروح الله دايما بيقودك،
و يرشدك ويقوى عودك.
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 23/11
لو 18:13- 35
فَقَالَ: «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ اللهِ ؟ وَبِمَاذَا أُشَبِّهُهُ؟ يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانِهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً، وَتَآوَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ فِي أَغْصَانِهَا».وَقَالَ أَيْضاً: «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ اللهِ؟ يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ». وَاجْتَازَ فِي مُدُنٍ وَقُرًى يُعَلِّمُ وَيُسَافِرُ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ،فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ، أَقَلِيلٌ هُمُ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ؟» فَقَالَ لَهُمُ: «اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلاَ يَقْدِرُونَ مِنْ بَعْدِ مَا يَكُونُ رَبُّ الْبَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ، وَابْتَدَأْتُمْ تَقِفُونَ خَارِجاً وَتَقْرَعُونَ الْبَابَ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، افْتَحْ لَنَا يُجِيبُ، ويَقُولُ لَكُمْ: لاَ أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ! حِينَئِذٍ تَبْتَدِئُونَ تَقُولُونَ: أَكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا، وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعِنَا! فَيَقُولُ: أَقُولُ لَكُمْ: لاَ أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ، تَبَاعَدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الظُّلْمِ! هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ، مَتَى رَأَيْتُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ فِي مَلَكُوتِ اللهِ، وَأَنْتُمْ مَطْرُوحُونَ خَارِجاً. وَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَمِنَ الْمَغَارِبِ وَمِنَ الشِّمَالِ وَالْجَنُوبِ، وَيَتَّكِئُونَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ. وَهُوَذَا آخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ، وَأَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ». فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَقَدَّمَ بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ لَهُ: «اخْرُجْ وَاذْهَبْ مِنْ هَهُنَا، لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ». فَقَالَ لَهُمُ: «امْضُوا وَقُولُوا لِهَذَا الثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ، وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَداً، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ. بَلْ يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ الْيَوْمَ وَغَداً وَمَا يَلِيهِ، لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ! يَا أُورُشَلِيمُ! يَا أُورُشَلِيمُ، يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! وَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيهِ: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!». والمجد لله دائما
تأمل..
+ مثل حبة الخردل والخميرة .. شبه الرب يسوع المسيح ملكوت الله بحبة خردل وهى حبة صغيرة جداً، إذا أُلقيت فى الأرض ودُفنت تخرج شجرة كبيرة. هكذا الكنيسة وبشارة الملكوت بدأت صغيرة ثم انتشرت فى العالم كله.ولابد أن يُدفن الإنسان مثل حبة خردل، ليقوم مع المسيح كشجرة عظيمة تأوى فيها طيور السماء، أى يلتصق بالمؤمن كل الروحانيين الذين يسبحون الله. كذلك الخميرة الصغيرة توضع داخل الدقيق فيختمر بإنتشار الخميرة فى العجين كله ويصلح أن يصير خبزاً. هكذا فإن كلمة الله تعمل فى داخل النفس، وثلاثة تشير إلى الجسد والنفس والروح، والخميرة هى البشارة التى انتشرت فى العالم كله فلا نستهن بضعفنا، فالله قادر أن يعمل بك فتؤثر فى الكثيرين، وصلاتك وقراءاتك مهما كانت قليلة ستغير حياتك. فلنثابر فى التمسك بالله وفى خدمته.
+ الباب الضيق والخلاص.. سأل الرب يسوع واحد من الجمع عن الذين يصلون إلى الملكوت، فوجه الرب افكارنا وحياتنا عن كيفية الخلاص والوصول إلى الملكوت، وذلك بالجهاد الروحى الذى عبر عنه بالدخول من الباب الضيق، الذى يعنى الإنحناء والاتضاع والتجرد من التعلقات المادية حتى نستطيع المرور فيه. وأوضح أن كثيرين سيطلبون الدخول منه ولن يقدروا لتمسكهم بالشهوات المادية والكبرياء وعدم إستعدادهم للجهاد المستمر فى الصلوات والأصوام واحتمال الآخرين والتعب فى خدمتهم.
+ وشبه الله ما يحدث فى الدينونة ، محاولة الناس الدخول للملكوت فيجدوا الرفض لعدم معرفة الله لهم أى انهم ليسوا أولاده لأنهم فضلوا محبة العالم عن محبته، وتهاونوا فى التمسك بوصاياه متباطئين حتى انتهى عمرهم. فيرد الأشرار ويقولون أنه كان لنا علاقة بك فى حياتنا يا الله فى معيشتنا اليومية، وسمعنا تعليمك. فيؤكد أنه لا يعرف هؤلاء الأشرار ويسألهم من أين أنتم أى إنكم لستم أولادى، بل أولاد إبليس، ويذكرهم بشرورهم وظلمهم للآخرين ولأنفسهم بإهمال خلاصهم إذ ساروا فى طريق الخطية، وينتهرهم ليبعدوا عنه ويذهبوا إلى العذاب الأبدى. وعلى الجانب الآخر فى الملكوت يجلس الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب وكذلك الأنبياء فى فرح وتهليل، ينظر إليهم الأشرار الذين رفضوا الإيمان بالمسيح والسلوك الروحى ولا يستطيعون الدخول إليهم، ويرون معهم كثيرين من المؤمنين من أصل أممى يأتون من العالم كله، أى من المشارق والمغارب، ويفرحون مع الآباء والأنبياء فى الملكوت. ويعلن السيد المسيح لسامعيه ممن يرفضون الإيمان به، بأن من كانوا يظنون أنفسهم أولين فى الدخول إلى الملكوت، سيكونون بعيدين فى العذاب الأبدى لعدم إيمانهم بالمسيح، والآخرون مثل الأمم والبسطاء الذين آمنوا بالمسيح سيكونون أولين فى الدخول إلى الملكوت والتمتع بالوجود مع الله والقديسين.
+ تهديد هيرودس وحسد الفريسيين ... لقد حسد الفريسيون السيد المسيح لمحبة الناس له، ويبدو أنهم أثاروا هيرودس ضده وأخافوه من شعبية وقوة المسيح، فأخذوا منه كلمة بخروج المسيح من أورشليم ليتخلص منه هيرودس دون حدوث فتنة ومشاكل بين الشعب. وتظاهر الفريسيون بمحبتهم للمسيح وأنهم يريدون المحافظة على حياته من بطش هيرودس، ولكنهم كانوا مخادعين يريدون التخلص من المسيح. فشبه الرب يسوع المسيح هيرودس أنتياس بأنه ثعلب، فهو مخادع وقاس القلب، وأعلن عدم خوفه منه، إذ أرسل مع الفريسيين رسالة قوية له بأنه مستمر فى رعايته لشعبه بإخراج الشياطين وشفاء المرضى حتى يكمل عمله الفدائى معلناً قيامته فى اليوم الثالث. واليوم وغداً وما يليه لا يقصد بضعة أيام، ولكن الفترة التى يبشر فيها وهى صغيرة لأنه قد اقترب إتمام الفداء. ثم اكد على استمراريته فى رعاية شعبه حتى يموت فى أورشليم التى أهلكت الكثرين من الأنبياء المرسلين منه.
+ ويعاتب السيد المسيح أورشليم وساكنيها، بسبب كثرة سفكهم لدماء الأنبياء، ويعلن محبته لها على مر التاريخ وحتى الآن، ومحاولته أن يجمع أولادها ويرعاهم بحبه كما تحتضن الدجاجة فراخها بحب تحت جناحيها لضعفهم واحتياجهم للدفء، ولكن للأسف رفضوا سماع كلامه والإيمان به. فيعلن لهم الحقيقة المرة، وهى خراب أورشليم من أجل كبريائها وعنادها وعدم إيمانها، لعلهم يرجعوا ويؤمنوا.