آية وقول وحكمة ليوم 2/11
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ}
لو 6 : 36)
قول لقديس..
(لنأتِ بأنفسنا وأولادنا وكل من لنا إلى مدرسة الرحمة، وليتعلَّمها الإنسان فوق كل شيء، فالرحمة هي الإنسان. لنحسب أنفسنا كمن هم ليسوا أحياء إن كنا لا نظهر الرحمة بعد. الرحمة أسمى أنواع الأعمال وحامية لمن يمارسها. إنها عزيزة عند الله، تقف دائمًا بجواره تسأله من أجل الذين يريدونها، إن مارسناها بطريقة غير خاطئة.إنها تشفع حتى في الذين يبغضون،إنها تحل القيود، وتبدِّد الظلمة وتُطفئ النار. تنفتح أمامها أبواب السماوات بضمانٍ عظيمٍ، وكملكة تدخل ولا يجسر أحد الحُجَّاب عند الأبواب أن يسألها من هي، بل الكل يستقبلها في الحال. هكذا أيضًا حال الرحمة، فإنَّها بالحق هي ملكة حقيقيّة، تجعل البشر متشبهين بالله.)
القدِّيس يوحنا الذهبي
حكمة لليوم ..
+ لا تدع الرحمة والحق يتركانك تقلدهما على عنقك اكتبهما على لوح قلبك (ام 3 : 3)
Let not mercy and truth forsakes you; Bind them around your neck, write them on tablet of your heart. (Pro.3:3)
من صلوات الاباء..
"فلنشكر صانع الخيرات الرحوم، الذى يغدق خيره على الابرار والاشرار ويشرق شمسه على الشاكرين والجاحدين ، الذى يغفر خطايانا ويستر على ذلاتنا ويشفى أمراضنا ويسدد اعوازنا. نسال ونطلب من صلاحك يالله ان تديم مراحمك علينا وتعلمنا ان نكون رحومين على الخليقة كلها وان نقدم محبتنا العاملة لتشمل الكل واذ ننعم بمحبك الغنية فعلمنا واعطنا الحكمة والقدرة ان نقدمها للجميع، لنفوز بالرحمة الالهية ونجد نصيبا مع كافة القديسين، أمين. "
من الشعر والادب
"بمراحم الرب نفرح"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
رحمتك يا رب علينا عظيمة وقوية،
تغفر وتصفح بالتوبة عن كل خطية،
وتمحو الذنوب وتقدم محبة للبشرية.
انت ابونا الصالح واهب كل عطية،
بتفيض بالحنان على النفس الشقيه،
وتشفيها بمراهم ادويه سمائية،
وتصبر وتطيل اناتك عليا.
عشان أثمر ويدوم ثمرى لحياة ابدية
يارب من مثلك؟ حبك شامل عامل،
طول العمر بتعلمنا تعاليم الهية.
بمراحمك نحيا فى افراح حقيقية.
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 2/11
لو 17:6- 37
وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ، هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ، مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، الَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ، وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ. وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ، لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ اللهِ. طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْجِيَاعُ الآنَ لأَنَّكُمْ تُشْبَعُونَ. طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْبَاكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ. طُوبَاكُمْ إِذَا أَبْغَضَكُمُ النَّاسُ، وَإِذَا أَفْرَزُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ، وَأَخْرَجُوا اسْمَكُمْ كَشِرِّيرٍ مِنْ أَجْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ. اِفْرَحُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَتَهَلَّلُوا، فَهُوَذَا أَجْرُكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاءِ. لأَنَّ آبَاءَهُمْ هَكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ. وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الشَّبَاعَى، لأَنَّكُمْ سَتَجُوعُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هَكَذَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ. «لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ. مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً، وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً. وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَخَذَ الَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ. وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هَكَذَا. وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ. وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى الَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا. وَإِنْ أَقْرَضْتُمُ الَّذِينَ تَرْجُونَ أَنْ تَسْتَرِدُّوا مِنْهُمْ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُقْرِضُونَ الْخُطَاةَ لِكَيْ يَسْتَرِدُّوا مِنْهُمُ الْمِثْلَ. بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً، فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ، فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ بعد ان اختار السيد المسيح تلاميذه نزل من الجبل إلى السهل فالمسيح ينزل إلى ضعفنا ليصعدنا إليه، فاجتمع اليه التلاميذ والرسل وجمهور من المحبين لسماع تعاليمه وكثيرون من المرضى ومعارفهم، وكذا الذين عليهم أرواح نجسة. وعلمهم تعاليم كثيرة ثم شفا مرضاهم. وشفاء الأمراض كان حناناً منه ولجذب النفوس إلى الإيمان. ولكن للأسف، كثيرون حتى الآن علاقتهم بالله نفعية مبينة على الاستفادة من قوته فى شفاء أمراضهم أو سد إحتياجاتهم فقط.
+ لقد كانت العظة على الجبل من أشهر عظات المسيح والتى ذكرها متى البشير فى (مت5-7) وهى دستور للحياة المسيحية الفاضله . وقد علمها مخلصنا الصالح مختصرة كما دونها القديس لوقا وكلمة طوبى معناها بركة وسعادة أو غبطة. ومن ينال هذه السعادة هو من يظنه الناس بعيداً عنها لمظهره الضعيف. وأول هذه الفئات المطوبة هم المساكين، ويصفهم متى بأنهم المساكين بالروح، أى المتضعين ولأجل إتضاعهم تفيض عليهم مراحم الله ويهبهم ملكوته السماوى، الذى سعادته لا يعبر عنها. والجياع هم المشتاقون للبر والحياة الصالحة، هؤلاء يشبعهم الله بمعرفته وعشرته فيمتلئوا بكل فضيلة والباكون هم من يبكون على خطاياهم أى التائبين، هؤلاء يغفر لهم الله خطاياهم فينالوا الفرح الحقيقى، ويبتهجون. كما ان احتمال الظلم والكراهية والرفض وتعيير الناس واتهامهم لنا زوراً بالشر، يكافئنا الله عليه بالأفراح السمائية. فلا نضطرب لأن إبليس فى كل زمان يثير الأشرار ضد أولاد الله كما كانوا يفعلون بالانبياء فى العهد القديم، فكانوا يتعرضعون للاستهزاء والشتم والضرب والموت.
+ ان الويل يتهدد هولاء الاشرار كنتيجة لشرورهم. كالأغنياء المتكلون على أموالهم والمتعلقون بها، فأنهم يستوفوا لذتهم بهذه الماديات الزائلة، وليس لهم نصيب فى أمجاد السماء لأنهم أهملوها. وعقاب ياتى على المنهمكون فى شهوات العالم وسيجوعون فى الأبدية إلى التمتع بالله ولن يجدوا. والعابثون فى ضحك وهزء هذا العالم مستهترين منغمسين فى الخطايا، سيندمون فى النهاية حينما يُلقون فى الجحيم بحزن لا ينتهى. وبعد أن تحدث فى الويلات السابقة إلى الجموع، التى تحوى الفريسيين وكل البعيدين عن معرفة الله، يوجه حديثه هنا إلى تلاميذه وكل المؤمنين به، محذراً إياهم من خطية محبة المديح لأنها تحتاج بالضرورة إلى النفاق لإرضاء الناس جميعاً ونوال مديحهم، كما كان الأنبياء الكذبة فى العهد القديم يعطون أخباراً كاذبة بحسب رغبة السامعين لينالوا مدحهم وعطاياهم.
+ ان المسيحى يتميز بالمحبة الباذلة المقدمة للجميع حتى الأعداء والمسيئين. وهى لا تقتصر على القلب المنفتح على الآخرين، بل تتعداه إلى أفعال إيجابية سواء أمام الله مثل الصلاة، أو أمام الأعداء مثل مباركتهم بكلمات طيبة، أو تقديم أعمال خير وإحسان لهم. إذ نشعر أن من يبغضنا هو أخ يتعرض لضغوط من إبليس، وبمحبتنا نساعده، فيعود لوضعه الطبيعى أى يحبنا. ويقدم السيد المسيح أمثلة عملية لمحبة المسيئين مثل التسامح وإحتمال الإهانات لمن يتعدى علينا بالضرب والإهانة.ويصل الى العطاء لمن اخذ أموالنا مثل إعطاء الثوب الداخلى وليس فقط ترك الرداء الخارجى الذى أُغتصب. والخلاصة اعتبار الكل محتاجين والعطاء للجميع، فالمغتصب والعدو محتاج لمحبتنا ونعطيه أكثر مما يطلب لأننا غير متعلقين بالماديات، ويهمنا كسب النفوس بالمحبة. وتسهيلاً على السامعين الذين شعروا بصعوبة هذه المحبة، قال لهم أنتم تتمنون أن يعاملكم الناس بالمحبة الباذلة فبادروا بها نحوهم. انها محبة كمحبة الله بلا مقابل فشئ طبيعى أن يحب الإنسان أصدقاءه وأحباءه الذين يحبونه، وهذا ما يفعله أيضاً الخطاة. وإقراض الآخرين وإسترداد كل شئ منهم أيضاً أمر لا يفوق التعامل البشرى الطبيعى، ولكن يقدم المسيح المحبة الحقيقية، وهى تعلو عن المحبة البشرية. محبة الأعداء والمسيئين، وبهذا نثبت أننا أولاد الله الذى هو محبة. فإن كنا أبناء الله فى المحبة، نتمثل به فى أنعامه ورحمته على المتذمرين عليه. فنقدم الرحمة للكل مثل الله أبونا، وننظر بروح الأبوة والأمومة لكل من حولنا مهما كانوا ضدنا. ان تأملنا لرحمة الله لنا فى حياتنا الماضية، يدفعنا إلى عمل الرحمة مع الكل.