منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 10 - 2012, 07:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

فريدا فى حكمته

فى حكمته قيل عنه "إنسكبت النعمة على شفتيك" (مز45: 2).
إن كان كلام الكنيسة عروس المسيح قد قيل عنه إنه الشهد والعسل "شفتاك ياعروس تقطران شهداً" (نش4: 11)، فماذا يكون كلام رب الكنيسة وعريسها مخلصنا يسوع المسيح "إنسكبت النعمة على شفتيك".. كان كلامه مملوءاً بالحكمة. وفى بساطة علّم بالأمثال.
وعندما كان يحاول الكتبة والفريسيون واليهود أن يصطادوه بكلمة، كانت دائماً إجاباته تُظهر الحكمة العجيبة التى ليست مثل حكمة فلاسفة هذا الدهر، فقد كانت له فلسفته البسيطة التى تَكمُن قوتها فى بساطتها، مثلما قال القديس أثناسيوس عنه فى آلامه قدوس الله الذى أظهر بالضعف ما هو أقوى من القوة تحقيقاً لقول الكتاب: "لأن جهالة الله أحكم من الناس. وضعف الله أقوى من الناس" (1كو1: 25).

فريدا فى أبوته ورعايته

السيد المسيح كان فريداً فى أبوته ورعايته. لذلك دُعى إسمه "عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (أش9: 6) "أباً" نحن نعلم أنه كان دائماً يقول "متى صليتم فقولوا أبانا الذى فى السماوات.." (لو11: 2)، "إن كل ما طلبتم من الآب باسمى يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمى" (يو16: 23،24).
كان دائماً يتكلم عن الآب وكانوا يقولون له: الآن تُخبرنا عن الآب علانية "هوذا الآن تتكلم علانية"(يو16: 29).

أبوة الآب وأبوة السيد المسيح :

كيف نوَفّق بين أن السيد المسيح يعلِّمنا أن ندعو الآب أباً لنا، وبين أنه هو نفسه أيضاً له أبوة روحية بالنسبة لنا؟!! بالطبع الآب فريد فى أبوته، فى تمايزه الأقنومى. فى اللاهوت لا يوجد إلا أب واحد هو الآب السماوى. لكن الله الآب والله الإبن والله الروح القدس فى رعايتهم للبشر يغمرون البشر بعمل الأبوة. فالسيد المسيح من حيث عمله فى الرعاية قال: "أنا هو الراعى الصالح. والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11).. كانت له أبوة روحية بالنسبة للخراف التى بذل نفسه من أجل خلاصها كراعٍ حقيقى ولذلك دُعى إسمه "أباً أبدياً رئيس السلام" (أش9: 6). والروح القدس هو الذى يمنح الأبوة للرعاة الذين يقيمهم فى الكنيسة لرعاية شعب الله. وبقوته وبسلطانه يمارسون عملهم الكهنوتى ويغفرون الخطايا على الأرض.


فى صلاتنا "أبانا الذى فى السماوات.." نوجّه صلاتنا هذه للآب السماوى باستمرار كما علّمنا السيد المسيح. لكن لابد لنا أن نفهم أن السيد المسيح له أبوة روحية أيضاً بالنسبة لنا. وهذا لا يتعارض مع قول الكتاب فى مواضع كثيرة أنه دُعى "بكراً بين إخوة كثيرين" (رو8: 29)... وقال "إذهبى إلى إخوتى وقولى لهم" (يو20: 17).. ويقول الرسول بولس "فإذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم إشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس. ويُعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عب2: 14،15). باشتراكه معنا فى بشريتنا دُعى أخاً.. دُعى بكراً بين إخوة. ولقب البِكر له معانٍ كثيرة، منها أنه أخذ البكورية -التى أضاعها آدم بسبب خطيته- عن جدارة. وفى بكوريته أعاد إلى آدم كرامته وخلّصه من سلطان الخطية والموت.

أما عن أبوّته الروحية فقد قال القديس غريغوريوس، الناطق بالإلهيات، مخاطباً السيد المسيح }كراعٍ صالح سعيت فى طلب الضال. كأبٍ حقيقى تعبت معى أنا الذى سقطت{.
أبوة السيد المسيح هى التى جعلتنا نشعر بأبوة الله الآب لنا.. لذلك حينما يتكلم عن الآب، يقول أيها الآب أنا قد "عرّفتهم اسمك وسأعرّفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26) ويقول "الذى رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9).

أبوة الله الآب لنا تلامسنا معها فى شخص السيد المسيح، فعندما شعرنا بأبوة الله فى شخص السيد المسيح، أُستُعلِنت الأبوة بمعناها المطلق بالنسبة للآب السماوى لأن السيد المسيح هو صورة الله غير المنظور... لكن فى علاقته مع الآب؛ الإبن ليست له أبوة على الإطلاق… هو الابن دائماً الكائن فى حضنه الأبوى كل حين. فعندما نتكلّم عن أبوة السيد المسيح –نتكلّم عنه من حيث علاقته بنا كبشر وليس من حيث علاقته مع الآب السماوى.

فريدا فى حنانه وحزمه

رأينا السيد المسيح فى أبوته وهو يترفق بالخطاة، ورأيناه وهو يحذّر من الخطية.. لذلك كان يقول "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3) وفى نفس الوقت نجده يترفق بالخطاة.. أبوة تحنو ولكنها أيضاً لا تتساهل مع الخطأ...

كان فريداً فى أبوته.. يبكّت الخطاة داعياً إياهم إلى التوبة.. يحذّر المنافقين.. لا يتساهل مع المرائين. بل يوبخهم وينذرهم بالويلات، وفى نفس الوقت يسعى فى طلب الخطاة ليجتذبهم إلى التوبة ويعتنى بهم قائلاً لمن لا تعجبهم عنايته الخاصة بالخطاة: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى..لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مت9: 12،13).

للأسف أحياناً يختلط الأمر فى حياة الكنيسة فى أذهان البعض بين أمرين.. بين حنان السيد المسيح وترفقه بالخطاة، وبين حزمه ومواجهته للشر وعدم التساهل معه. فالذى يكتفى بجانب واحد لايعرف أن يحدد المسلك القويم فى ممارسة العمل الرعوى... فإذا أخذ جانباً واحداً مثل محاسبة المخطئ على خطئه، سيفقد الناس إحساسهم بالأبوة الحانية. ولو أخذ فقط جانب الحنان والطيبة، سيفقد الناس إحساسهم بقداسة الكنيسة وقداسة الحياة مع الله، وتهتز فى نظرهم القِيَم والمبادئ.


لذلك ينبغى استخدام الترفق لقيادة الخطاة إلى التوبة، واستخدام الحزم مع الذين يرفضون التوبة مقسّيين قلوبهم أو يسلكون فى رياء ظانين أن التقوى تجارة.

على الصليب أُعلنت أبوة الله :

ذبيحة المسيح الخلاصية أظهرت أبوة الله الكاملة على الصليب.. أظهرت أن الغفران غفران مدفوع الثمن، وليس غفراناً بدون قيمة. أحياناً عندما نقول إن الغفران مجانى، نقصد أن الله هو الذى دفع الثمن. ولكن عندما ندخل فى عمق الموضوع نقول إن الغفران مدفوع الثمن وثمنه غالٍ جداً "لأنكم قد اشتُرِيتُم بثمن. فمجِّدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو6: 20).

فعلى الصليب أُعلنت محبة الله فى حنانه وأبوته وأيضاً أُعلنت قداسة الله الكاملة كرافض للشر والخطية: لأن السيد المسيح حمل خطايانا فى جسده وقدّم نفسه كفارة عن هذه الخطايا... إذن دَفع ثمناً غالياً للغفران.. إذن الصليب نفسه هو إعلان عن رفض الله للخطية "الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين" (رو8: 32) وبهذا نرى فى الصليب الرحمة والحق (أو العدل) يلتقيان. لذلك يقول المزمور "الرحمة والحق تلاقيا، البر والسلام تلاثما" (مز85: 10).

لقد قدّم السيد المسيح المَثل والقدوة، لذلك نجده قَبْلَ أن يبكّت الناس على خطية، قال لهم "من منكم يبكّتنى على خطية" (يو8: 46).. وعندما نصح كل إنسان قال "أخرج أولاً الخشبة من عينك. وحينئذٍ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك" (مت7: 5). من أجل ذلك لابد أن يكون الرعاة قدوة فى حياتهم وسلوكياتهم وتوبتهم لكى يستطيعوا أن يوبّخوا الخطاة إذا لزِمَ التوبيخ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
النبوات عن المسيح في المزامير
النبؤات عن السيد المسيح له كل المجد فى العهد القديم
النبوات عن المسيح
توالي النبوات عن المسيح
نبوات وردت عن السيد المسيح في العهد القديم وبيان تمام هذه النبوات في العهد الجديد


الساعة الآن 08:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025