الحب الموجود... والحب المفقود... والحب الذي بلا حدود
للقمص روفائيل سامي
طامية- فيوم
+ الحب الموجود :-
وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ. وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب. ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. لو7: 36-39 لا يشك احد في محبة الله الآب الذي أرسل ابنه الوحيد إلينا لكي يخلصنا ويفدينا كما قال في الكتاب المقدس هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية يو3: 16 هذا الحب أعلن عنه الآب في سفر حزقيال قائلا فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي. فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت. وألبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وأزرتك بالكتان وكسوتك بزا. وحليتك بالحلي فوضعت أسورة في يديك وطوقا في عنقك. ووضعت خزامة في أنفك وأقراطا في أذنيك وتاج جمال علي رأسك. فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز وأكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة. وخرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب. حز16: 8-14 وفي وقت لم تجد المرأة الخاطئة حبا صادقا في مجتمع هزيل لم يعرف الحب علمت أن منبع الحب الحقيقي والإلهي موجود في بيت الفريسي فذهبت إليه لتغترف لها حبا حقيقيا بعيدا عن المادة والشهوة الدنيئة وملذات العالم الفانية والمدمرة حقا إنها استطاعت أن تغلب لتدخل إلي حياة الحب والسلام الحقيقي لتقول أحبك يارب ياقوتي فأنت الموجود وإلي الأبد وجودك.
+ الحب المفقود :-
فأجاب يسوع وقال له يا سمعان عندي شيء أقوله لك فقال قل يا معلم.كان لمداين مديونان علي الواحد خمس مئة دينار وعلي الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا فقل أيهما يكون أكثر حبا له. فأجاب سمعان وقال أظن الذي سامحه بالأكثر فقال له بالصواب حكمت. ثم التفت إلي المرأة وقال لسمعان أتنظر هذه المرأة إني دخلت بيتك وماء لإجل رجلي لم تعط وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها. قبلة لم تقبلني وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي. بزيت لم تدهن رأسي وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي.لو7: 40-46 أحب السيد المسيح الجميع حتي الخطاة وكان نموذجا حيا للحب الأبوي وأعطانا درسا عمليا بقبوله دعوة الفريسي وفن قبول الآخر واحتماله حتي ولو كان مقصرا في واجباته ولكن عندما لمس فيه الظن السيء وعدم الإيمان واجهه موضحا له تقصيره وحبه المفقود فإنه لم يحب الرب كثيرا كما أحبته المرأة الخاطئة حقا لقد خسر كثيرا من أجل فكره الشرير وإدانته للسيد والمرأة لهذا قال الرسول من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس. كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لأن زرعه يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله. بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس كل من لا يفعل البر فليس من الله وكذا من لا يحب أخاه. لأن هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء أن يحب بعضنا بعضا. ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه ولماذا ذبحه لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة 1يو3: 8-12 لقد كان حب المظهرية عند الفريسي أكثر فاعلية لذلك فقد الحب الحقيقي وسقط في فخ الإدانه ولم يستفد شيئا.
+ والحب الذي بلا حدود :-
من أجل ذلك أقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرا والذي يغفر له قليل يحب قليلا. ثم قال لها مغفورة لك خطاياك. فابتدأ المتكئون معه يقولون في أنفسهم من هذا الذي يغفر خطايا أيضا. فقال للمرأة إيمانك قد خلصك اذهبي بسلام لو7: 47-50 ياسلام يارب علي حبك الفياض والذي يعطي بسخاء ولا يعير أنه بلا حدود يحتمل بلا حدود ويعطي بلا حدود لأنك أنت بلا حدود فحبك لنا هدية سماوية والهدية من قيمة مهديها احتملت شاول واخترته فأحبك واحتملت السامرية فكرزت بك جلست تحت قدميك المرأة الخاطئة فنالت غفرانا لخطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرا فحبك كان لها بلا حدود أعطيتها غفرانا وسلاما وخلاصا عظيما فصارت ضمن قطيعك تتمتع بحرية مجد أولاد الله فخرجت من عندك ولسان حالها يرنم مع المزمور الرب عز لشعبه, وهو موآزر خلاص مسيحه, خلص شعبك وبارك ميراثك, ارعهم ارفعهم إلي الأبد مز28: 8-9 وحب الرب الذي بلا حدود جعله لا يشاء موت الخاطيء كما يقول الكتاب قل لهم حي أنا يقول السيد الرب أني لا أسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل. حز33: 12 نعم أنه أحبنا بلا حدود كما جاء عنه في الكتاب أما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلي الآب إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلي المنتهي. يو13: 1 قال مارإفرام السرياني عن المحبة الإلهية هذه المحبة أنزلت الابن الوحيد إلينا فقد تأنس الإله فشاهدنا من لايري.. وبهذه المحبة صارت النفس عروسا للعريس الذي لايموت فهنيئا لنا بالحب الموجود دائما والذي هو عطاء بلا حدود
وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع
خدمة روحية.. ونظرة أبوية.. وسلطان علي الخطية.