![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مجد الله لا العالم 15 فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ اللهِ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: «هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ، وَالآنَ فَخُذْ بَرَكَةً مِنْ عَبْدِكَ». 16 فَقَالَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنِّي لاَ آخُذُ». وَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ فَأَبَى. 17 فَقَالَ نُعْمَانُ: «أَمَا يُعْطَى لِعَبْدِكَ حِمْلُ بَغْلَيْنِ مِنَ التُّرَابِ، لأَنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ بَعْدُ عَبْدُكَ مُحْرَقَةً وَلاَ ذَبِيحَةً لآلِهَةٍ أُخْرَى بَلْ لِلرَّبِّ. 18 عَنْ هذَا الأَمْرِ يَصْفَحُ الرَّبُّ لِعَبْدِكَ: عِنْدَ دُخُولِ سَيِّدِي إِلَى بَيْتِ رِمُّونَ لِيَسْجُدَ هُنَاكَ، وَيَسْتَنِدُ عَلَى يَدِي فَأَسْجُدُ فِي بَيْتِ رِمُّونَ، فَعِنْدَ سُجُودِي فِي بَيْتِ رِمُّونَ يَصْفَحُ الرَّبُّ لِعَبْدِكَ عَنْ هذَا الأَمْرِ». 19 فَقَالَ لَهُ: «امْضِ بِسَلاَمٍ». وَلَمَّا مَضَى مِنْ عِنْدِهِ مَسَافَةً مِنَ الأَرْضِ... وقف نعمان في دهشةٍ ورهبةٍ حين أدرك أن برصه قد زال، وعاد جسمه كجسم صبيٍ صغيرٍ، كأن الله أعاد خلقته. انفتح قلب نعمان ولسانه ليشهد لله بحياة الشكر والتسبيح. لم ينطلق إلى دمشق مسرعًا ليلتقي بالملك كما بأفراد أسرته، وإنما رجع إلى النبي ليُقدِّم لله ذبيحة شكر. فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ الله هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ، وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ فَخُذْ بَرَكَةً مِنْ عَبْدِكَ. [15] إذ زال البرص من نعمان، أمكن لأليشع أن يستقبله، وقف نعمان أمامه كإنسانٍ لمس محبة الله وقدرته، ويعلن إيمانه به. كان لكل بلدٍ آلهته، لها حدودها، لكن نعمان أدرك أن إله إسرائيل هو الإله الحقيقي وحده في الأرض كلها. تواضع نعمان أمام هذا الإله الحي القدير ووثق فيه وحده. ظهر سمو أخلاقه بأنه وإن فرح بشفائه لم يسرع للعودة إلى بلده، إنما رجع إلى النبي يشكره، وذلك كما فعل الأبرص السامري الذي طهَّره ربنا يسوع، إذ رجع يُمجِّد الله، مع أن التسعة الباقين وهم من شعب الله القديم لم يرجعوا إليه (لو 17: 12-19). حسب نعمان أن الاغتسال في نهرٍ صغيرٍ كالأردن إهانة واحتقارًا لمركزه. كان عليه أن يتواضع ويطيع، فيجد السيد المسيح نفسه غاسل كل الخطايا يعتمد في هذا النهر، ويرى السماء المفتوحة، وتجلِّي الروح القدس. كان لابد لنعمان أن يُدرِك أن طرق الله غير طرق البشر، وأن الله يريدنا أن نطيعه أكثر من أن نُقدِّم تقدمات كثيرة، وأن يستخدم أية وسيلة للعطاء، وبقليلٍ أو كثيرٍ قادر أن يخلص. كان نعمان إنسانًا شاكرًا، رجع إلى أليشع النبي لكي يشكره. وكان في رجوعه تعب وخسارة، لأنه لو انطلق من الأردن إلى دمشق لاختصر من الطريق حوالي 30 ميلاً، وكان يمكنه أن يبعث للنبي رسولاً برسالة يشكره فيها. حقًا لقد شُفِي جسديًا وروحيًا. يقول القديس يوحنا الذهبي الفمعن ذبيحة الشكر حتى في وسط الألم كما فعل أيوب البار، فيقول: [إنه لأمر عظيم إن استطعنا أن نُقدِّم الشكر بفرحٍ عظيمٍ. لكن تقديم الشكر عن خوفٍ شيء، وتقديم الشكر أثناء الحزن شيء آخر. هذا ما فعله أيوب عندما شكر الله... لا يقل أحد إنه لم يحزن على ما حلَّ به أو أنه لم يتأثر به في أعماقه. لا تنزع عنه المديح العظيم لبرِّه... يؤذينا الشيطان لا لكي يسحب ما لنا ويتركنا معدومين، وإنما لأنه عندما يحدث هذا يُلزِمنا أن نجدف على الله.] [تُوِّج أيوب وصار مشهورًا، ليس لأنه لم يهتز بالرغم من التجارب غير المحصاة التي أحدقت به، وبالرغم من مقاومة زوجته له، وإنما استمر في شكره للرب على كل حال ليس عندما كان غنيًا فقط، وإنما عند صار فقيرًا أيضًا، ليس عندما كان في صحة، بل وعندما ضُرب جسمه (بالقروح) أيضًا، ليس عندما حلت به هذه الأمور ببطءٍ، وإنما عندما حلت به عاصفة عنيفة، حلت ببيته كما بشخصه بالكامل أيضًا.] v اغتسل نعمان، فهرب برصه، وتعافَى جسده، واقتنى جسمًا جديدًا يشبه جسم الصبي. حين سمع الكلمة احتقرها لكونها ناقصة، ولما تحققت خاف من العجب بسبب عظمته. قامت هذه القدرة العظيمة التي رافقت النبوة في النهر، وتعافَى الجسم الذي كان فاسدًا. القدرة الخالقة التي أنجزت العالم في سبعة أيام، غيّرت الجسم بسباحة نعمان سبع مرات. تعافى جسمه، وخاف من العجب، وفرح قلبه، وامتلأت نفسه بإيمان الله. هرب برصه، وهربت الشكوك من فكره، ورأى العجب، فتحرَّك ليُسبِّح بسبب الأعجوبة. عاد فرحًا إلى باب رجل الله ليُسبَح، لأجل الأعجوبة العُظمَى التي شاهدها. اعترف بأنه لا يوجد إله في كل الأرض إلا في إسرائيل، وله يسجد. هذا هو الذي أقام العالم في سبعة أيام، وهو صاحب سلطان على الخلائق ليُغيِّرَها. القديس مار يعقوب السروجي وَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ فَأَبَى. [16] لم يكن ممكنًا لذاك الذي افتقر بإرادته من أجل الرب أن ينحني أمام نعمان السرياني ليقبل منه فضة وثيابًا. فقد سبق له أن تركها من أعماق قلبه، وحسبها كنفاية من أجل انشغاله بالإلهيات. لم يكن للفضة والثياب موضع في قلبه ولا في فكره، فلم تمتد يداه لقبولها! سبق فتخلَّى عن ماله وثروته، ولم تجسر محبة المال أن تتسلل إلى أعماقه، لذا استطاع بالرب أن يطرد برص نعمان، كما لا يشتهي شيئًا من ثروته! من عند الله هرب البرص من جسم نعمان، ومن عند الله استخف أليشع بغنى العالم وثروته. أعلنت قوة الله نصرتها على البرص بتطهير نعمان، وأعلنت عن عظمتها في أليشع النبي باستخفافه بمحبة المال! صار أليشع رمزًا للتلاميذ والرسل الذين أطاعوا الوصية الإلهية، فلم يكن لهم ذهب ولا فضة، وإنما الذي لهم قدَّموه للبشرية: اسم يسوع القدير! يقف الأبرار أمام الله بثقة ليهبهم الحياة المقدسة (1 يو 3: 21)، قائلين مع أليشع النبي: "حيّ هو الرب الذي أنا واقف أمامه" [16]. أما الشرير فيهرب من وجه الرب. يحدثنا القديس أمبروسيوس عن سرّ هروب الشرير، فيقول: [الضمير المُذنب يكون مثقلاً حتى أنه يعاقب نفسه بنفسه دون قاضٍ، يود أن يتغطى، لكنه يكون أمام الله عاريًا[35].] كأن الخطية تُفقِد الإنسان سلامه الداخلي، وتدخل به إلى حالة من الرُعب. ويُعلِّل القديس ديديموس الضرير اختفاء آدم بقوله إن الإنسان قد طلب المعرفة خلال خبرة الشر، فاختبأ من وجه الرب بابتعاده عن معرفة الله النقية. ويرى العلامة أوريجينوس أن الأشرار يختفون عن وجه الرب، إذ قيل" "حَوّلوا نحوي القفا لا الوجه" (إر 2: 27)، رفض أليشع النبي أن يقبل شيئًا من أموال نعمان، لئلا يظن الأخير أن مراحم الله وعطاياه يُمكن شراؤها بالمال. لقد أراد أن يؤكد له أيضًا أننا إذ نقف أمام الله ينظر إلى شخصياتنا لا إلى أموالنا ومراكزنا وممتلكاتنا. يعطي الله جميع الخيرات على سبيل النعمة. مسرة الله أن يتمتع البشر بالسعادة الحقيقية. v لم يقبل النبي الهدايا الملوكية، ولا اقتنع بالواهب، بالرغم من الضغوط التي مارسها عليه مرات كثيرة. ذلك لأن هذا رمز واضح جدًا ومهوب لسرّ الشفاء، الذي يوهَب مجّانًا لكل الأمم على الأرض بواسطة ربنا خلال تدخُّل الرسل. هذا قد وُعد به مُقدَّمًا لهؤلاء السادة بواسطة إشعياء النبي القائل "مجّانًا بُعتم، وبلا فضة تُفكُّون" (إش 52: 3). ولما كانت كل الأمراض هي نوع من العبودية، لذلك كان من الضروري أن يحدد النبي الشفاء في الاستحمام السابع، في توازٍ مع الحقيقة أن الشريعة تأمر وتَعِدْ بتحرير العبد في السنة السابعة (خر 21: 1-3؛ تث 15: 12). القديس مار أفرام السرياني تعارك الغِنَى والفقر على باب بيت ذلك المسكين الإلهي. داس الغِنى البغيض والبعيد عن الله، ولم يمد يده ليأخذ الفضة التي قُدِّمت له. كان عيبًا على ذاك الذي صرخ في البرص فهرب، أن يحني يده مثل شقيّ إلى المال. ٍكانت بغيضة في عينيه فضة الأرامي وبرصه، وبصدق طرد كليهما من عتبته. أزال برصَه ورذل فضته المساوية له، واحتقر البرص والفضة، ورذل كليهما. ألحّ عليه كثيرًا ليأخذ منه، فلم يتنازل، لأنه احتقر كل كنوز السلاطين. كان الإيمان مضطرمًا في نفس نعمان، والتهبت فيه محبة الرب كاللهيب. اشتهي أن يعطي الفضة بكثرة، والرجل الذي أبغض اقتناء الغنى لم يقبل. كان هروب برص نعمان من عند الله، واحتقار النبي للمال كان من عنده. جمال نفسه هو أنه هرب من المال، واحتقر الغنى الذي يحرق الكثيرين بناره. محبة المال التي تقتل مرارًا حتى القديسين، قتلها النبي، وأخرجها، وداسها خارج بابه. بتطهير نعمان غلبت فيه قوة الله، ونصرة النبي تعني أنه غلب محبة الذهب... الوصية التي أعطاها ابن الله لرسله كانت موضوعة في نفسه ليبغض الذهب مثل التلميذ. بعين النبوة السامية رأى طريق الرسل، فسار فيه بدون المقتنيات. القديس مار يعقوب السروجي لأَنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ بَعْدُ عَبْدُكَ مُحْرَقَةً، وَلاَ ذَبِيحَةً لآلِهَةٍ أُخْرَى، بَلْ لِلرَّبِّ. [17] في تواضع استأذن نعمان من النبي أن يسمح له أن يأخذ مقدار حِمْل بغلين من تراب إسرائيل ليبسطهما في أرام ليبني مذبحًا للرب على قطعة أرض مقدسة. هنا يبرز تقديرًا لقدسية حتى التراب الذي لأرض إسرائيل. وربما كان هذا مبنيًا على الفكرة الخاطئة أنه لا يمكن عبادة أي إله بعيدًا عن أرض وطنه. وهكذا اعتقد أن يهوه يمكن عبادته فقط على التراب الذي أحضره من إسرائيل. v سأل نعمان الأرامي أن يأخذ بعض التراب من أرض الموعد، وذلك ليخزي إسرائيل كما أظن. وذلك لكي يخجلوا أن رجلاً غريبًا آمن أنه حتى تراب بلدهم مملوء (مُقدس) بالله، بينما لم يؤمن العبرانيون أن الله يسكن في الأنبياء. القديس مار أفرام السرياني عِنْدَ دُخُولِ سَيِّدِي إِلَى بَيْتِ رِمُّونَ لِيَسْجُدَ هُنَاك،َ وَيَسْتَنِدَ عَلَى يَدِي، فَأَسْجُدُ فِي بَيْتِ رِمُّونَ، فَعِنْدَ سُجُودِي فِي بَيْتِ رِمُّونَ، يَصْفَحُ الرَّبُّ لِعَبْدِكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ. [18] حسب سجوده في بيت رمون من واجباته السياسية كرئيس لجيش أرام، لكنه لن يقبل إلهًا آخر غير الله الحقيقي. بيت رمون: ربما كان رمون أحد آلهة الأراميين المشهورة. يرى البعض أن رمون مشتقة من كلمة "رمان"، وأنها تشير إلى عبادة الشمس. ويرى آخرون أنها مشتقة من كلمة Raman وتعني عالية أو مرتفعة، وهي أيضًا ترتبط بالشمس. رمون هو إله الرعد والعواصف "رامان"، لكن اليهود كانوا يحرفون أسماء الآلهة الوثنية. "ويستند على يدي": كان من عادة بعض الملوك والملكات أن يستندوا على يد أحد رجال القصر أو رئيس القواد. وقد جاء في تكملة سفر أستير أنها كملكة إذ دخلت عند الملك كان معها جاريتان، واحدة تمسك بذيل ثوبها، والأخرى تستند الملكة عليها. فَقَالَ لَهُ: امْضِ بِسَلاَمٍ. وَلَمَّا مَضَى مِنْ عِنْدِهِ مَسَافَةً مِنَ الأَرْضِ [19] لم يطلب نعمان من النبي الإذن له بالسجود للإله رمون، بل أن ما يفعله، إنما من واجبه في معاونة سيده الملك، مع تأكيده أنه لن يعود يقدم ذبيحة إلا إلى الله الحيّ وحده. بينما جاهد نعمان نحو العبادة لله الواحد والتخلُّص من العبادة الوثنية، انحرف إسرائيل إلى عبادة الأوثان. رأى البعض في جواب النبي "امضِ بسلام" هو استجابة النبي للطلبين: السماح له بحمل بغلين من التراب، والصفح عنه في سجوده الشكلي في بيت رمون. ويرى آخرون أنه بهذه الإجابة صرفه، وتركه يأخذ قراره في الأمرين حسبما يسمح له ضميره. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من كان برصه مزمنًا في جلد جسده |
حتى وإن لم ترَه وتعقَّدت الأحوال |
إننا نتطلع في دهشةٍ أمام محبته التي بلا حدود ولا يُنطق بها |
شفاء نعمان من برصه |
نعمان السرياني | نعمان الأبرص |