العبد الذي لا يغفر ربما يكون قد نال الغفران مرة، ولكنّ روحه القاسية التي لا تعرف الرحمة تدل على أنه الآن يرفض محبة الله الغافرة. لقد فَصَلَ نفسه عن الله وهو الآن في نفس الحالة التي كان عليها قبلما غُفِرَت خطاياه. لقد جحد توبته وخطاياه مستقرة عليه كما لو لم يكن قد تاب.
ولكن الدرس العظيم الذي نتعلمه من المثل (مَثل العبد الذي لا يغفر، متى 18: 21-34) كائن في المفارقة بين رحمة الله وبين قساوة قلب الإنسان، وفي حقيقة كون رحمة الله الغافرة يجب أن تكون مقياس غفراننا. أفما كان ينبغي أنك أنت أيضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا؟