رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن تصلّب الإنسان المتواصل في انفصاله عن الله يُسمى قساوة وعمى. فالقساوة صفة مميزة لحالة الخاطئ الذي، يرفض أن يتوب، ويلبث منفصلاً عن الله؛ كلما زاد عدم الإيمان زادت قساوة القلب؛ وكلما زادت قساوة القلب زاد رفض التوبة كما هو الحال أهل رومة لدى سماعهم كلام بولس الرسول (أعمال 28: 24-27). فإن هذه القساوة تُظهر صبر الله الذي لا يُبيد الخاطئ، بل يواصل دون انقطاع معربا عن رحمتهِ بمدَّ يديه نحو شعب متمرّد كما جاء في تعليم بولس الرسول " يقول الرب: بَسَطتُ يَدَيَّ طَوالَ النَّهارِ لِشَعبٍ عاصٍ مُتَمرِّد "(رومة 10: 21). وبما أنهم خاطئون لا يفهمون أن الله إنما يبدي الصبر نحوهم، لدفعهم إلى التوبة كما جاء في تعليم بولس الرسول " أَم تَزدَري جَزيلَ لُطفِه وحِلمِه وطُولِ أَناتِه، ولا تَعلَمُ أَنَّ لُطْفَ اللهِ يَحمِلُكَ على التَّوبَة؟ "(رومة 2: 4). ولذلك فانهم يُصرّون على عدم فهم مدلول الكوارث التي تتخلل صفحات تاريخهم، ويكابرون في عدم التوبة كما جاء ذكرهم في سفر الرؤية "أَمَّا أُولئِكَ الَّذينَ لم يَموتوا مِن هذه النَّكَبات، فلَم يَتوبوا مِن أَعْمالِ أَيديهِم فيَكُفُّوا عنِ السُّجودِ لِلشَّياطينِ، ولم يَتوبوا مِن أَعمْالِ قَتلِهم ولا سِحرِهم ولا زِناهم ولا سَرِقاتِهم" (رؤيا 9: 20-21) مجدِّفين على اسم الله بدلا من أن يتوبوا ويمجّدوه (رؤيا 16: 9). وهذا الرفض يؤدي إلى العقاب. فهناك عقاب في حالة رفض التوبة. |
|