![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لِيَقُلِ الضَّعِيفُ: «بَطَلٌ أَنَا!» v بسبب شاول لم يجد داود له موضعًا وسط شعبه. هرب إلى الفلسطينيين، فأعطاه أحد ملوكهم مدينة له. اختبأ في مدينة صقلغ، غير أن تحركاته لم تكن سرَّية تمامًا. في وسط هذه الضيق، ومع هروبه، فاحت رائحة التقوى فيه، وبلغت إلى كل الأسباط. اشتهى حتى بعض المقاومين له أن يلتصقوا به. انسحب كثيرون حتى من إخوة شاول الأبطال وحرسه وذهبوا إليه. صار حوله رؤوس جيوش ذوو قدرات عجيبة. v أما مسيحنا ابن داود، فنزل بإرادته وإرادة أبيه. نزل إلينا لا ليطلب مدينة يلجأ إليها، بل يطلب قلوبنا عرشًا له. التف حوله رجال ونساء وأطفال وشباب. أقامهم ملوكًا وجبابرة بأس. ينشدون على الدوام النشيد العسكري الروحي: "ليقل الضعيف بطلٌ أنا" (يؤ 3: 10). v أرض المعركة هي قلوبنا، وطريقها هو مسيحنا. سلاحنا هو صليب مُخَلِّصنا، وسرُّ نصرتنا هو فيض نعمته. عيوننا تتطلع إلى السماوات. أما عدوّنا إبليس فتحت الأقدام، لا سلطان له علينا. جراحاتنا في المعركة تصدر بهاءً ومجدًا. حصننا هو طبيب النفوس والأجساد، قائد المعركة! لا نهاب الموت، لأن بموته حطَّم متاريس الهاوية. ولا نخشى القبر، لأننا نلتقي بواهب القيامة والخلود وعدم الفساد. v جيش الخلاص يضم مؤمني العهدين القديم والجديد. يضم محاربين من كل الشعوب والأمم والألسنة. علمه الحب الإلهي والحب الأخوي. نصرته هي عبور إلى السماء! v سلاحنا التوبة بروح الرجاء، والتواضع بروح اليقين في الله، والتمتُّع بنعمة الله دون التراخي والكسل من جانبنا! v في وسط المعركة تمتلئ نفوسنا فرحًا وتهليلاً. يلتصق بنا القادمون من عدم الإيمان إلى الإيمان. والفاسدون الذين يخلعون ثوب الفساد ويرتدون برَّ المسيح. v معركتنا لا تعرف الرخاوة ولا التهاون. في وسط الجدِّية يسكب قائدنا عذوبته في قلوبنا. يفتح عن بصيرتنا، فننعم بعربون السماء. معركتنا مع إبليس لن تتوقف مادمنا في الجسد. معركتنا معه قائمة بينه وبين كل مؤمنٍ! لكننا بالحق لسنا طرفًا فيها، فهي معركة مسيحنا ضد إبليس. v مسيحنا القائد العجيب حوَّل معركة الصليب إلى عُرْسٍ. قدَّم دمه المبذول مَهْرًا لكنيسته. بسط يديه ليضم عروسه في أحضانه. في وسط معركتنا يتجلَّى القائد الإلهي، نراه عريس السماء، مُفَرِّح القلوب، واهب الخلود، المُشرِق ببهائه علينا أبديًّا! v انطلق بعضٌ من بني جاد إلى داود. عبروا أودية الشرق والغرب، والتفُّوا معه في الحصن على الجبل. هَبْ لي أن أَعْبُر فوق كل ملذَّات العالم وضيقاته. وأنطلق إليك يا ابن داود لألتقي بك على الجبل. على جبل تابور تفتح عن عينيّ، فأتمتَّع بأسرار مجدِك. لا تجتذبني شهوات العالم، ولا أرتبك بمضايقاته. تعكس بهاءك على أعماقي، وتُقِيم ملكوتك في داخلي، فأدرك أسرار لاهوتك، وأختبر عربون سماواتك. لألتقي بك على الجبل، وأنت تتحدث مع الجموع. أسمع صوتك الحلو، وأختبر قوة كلمتك. أتمسَّك بوصيتك، فأنجو من كل مكائد العدو. ألتقي بك على جبل الجلجثة، جبل العُرْسِ. أصرخ كما مع ديماس اللص: اذكرني يا عريس نفسي متى جئت في ملكوتك! |
|