وَأَخْرَجَ آسَا فِضَّةً وَذَهَبًا مِنْ خَزَائِنِ بَيْتِ الرَّبِّ وَبَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَرْسَلَ إِلَى بَنْهَدَدَ مَلِكِ أرام السَّاكِنِ فِي دِمَشْقَ قَائِلاً: [2]
يظهر مدى انحدار ما وصل إليه آسا أنه إذ صعد على يهوذا بعشا ملك إسرائيل لم يستشر الله، كما سبق وتَصرَّف عندما هاجمه زارح الكوشي، إنما في خوفٍ واضطرابٍ وعدم رجوع إلى الرب أخرج فضة وذهبًا من خزائن الهيكل والقصر الملكي، وأعطاها لبنهدد ملك سوريا (أرام) لينقض عهده مع بني إسرائيل. أراد أن يُحَرِّك السياسات الدولية بالمال، عوض أن يثق في الله ضابط الكل، أراد أن يُحَطِّمَ هذا التحالف بطرقٍ بشريةٍ.
آسا الذي اتكل على الله عندما هاجمه زارح الكوشي، الآن يضطرب من بعشا ملك إسرائيل. لم يلجأ إلى الله، بل إلى ملك أرام طالبًا معونته ضد إسرائيل. نجحت خطته البشرية إلى حين، فحين استلم بنهدد الفضة والذهب التي أحضرها له آسا من بيت الرب كجزيةٍ، كسر بنهدد تحالفه مع بعشا، ووجدها فرصة لكي يضرب مدن أفرايم.
لم يكن قلب آسا مُخْلِصًا لله ومستقيمًا، إنما كان صاحب قلب منقسم إلى يومٍ للربٍ ويومٍ للاتكال على البشر.