![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() انحدار آسا في أواخر أيامه نجح آسا في علاقته مع الله سواء في مواجهته للأعداء حيث اعترف أنه بلا قوة واتَّكل على الرب إلهه، فانتصر على العدو. كما نجح في مقاومته للعبادة الوثنية وتطهيره للأرض وإعادة تأسيس عبادة الرب في كل مكانٍ. غير أنه استسلم للحلول الوسطى في تعامله مع المدن التي أخذها من إسرائيل، مُتَّكلاً على الحكمة البشرية في تشامخٍ وكبرياءٍ، كي يكسبهم. إذ قيل: "أما المرتفعات فلم تُنزَع من إسرائيل" (2 أخ 15: 17)، معتقدًا أنه بهذا يجتذبهم إليه. هذا وقد أعطاه الله فرصًا كثيرة للتوبة، لم ينتفع بها. بل أساء استخدامها؛ من هذه الفرص الآتي: 1. سمح لملك إسرائيل بعشا أن يصعد إلى الرامة ليبنيها، حتى يمنع شعبه من الالتقاء بآسا. وربما كان بذلك يُعِدُّ نفسه للحرب ضد يهوذا. عوض أن يلجا آسا إلى الله بروح التوبة والالتصاق به، التجأ إلى ملك أرام كي يسنده ويكسر تحالفه مع إسرائيل. 2. مرة ثانية قَدَّم له فرصة لمراجعة نفسه، إذ أرسل إليه حناني الرائي (النبي) ليُوَبِّخه، مؤكدًا له أنه بتصرفه الخاطئ فقد النصرة على كل من إسرائيل وأرام، مذكّرًا إيّاه بالنصرة التي سبق له أن تمتع بها على زارح الكوشي بجيشه العظيم. لم يسمع للنبي بل سجنه وأهانه. 3. مرة ثالثة أعطاه فرصة خلال المرض الخطير، إذ صار سجينًا على سريره كما سجن النبي. وعوض التوبة ورفع القلب إلى الله نزل بقلبه إلى الأرض ليحفر قبرًا يليق بكرامته يأوي جثمانه الذي لا تستطيع العطور مهما كان قدرها ونوعها أن تحفظه من الفساد. يدعونا هذا الأصحاح أولاً ألا نعتمد على ماضينا الصالح، فقد يعيش الإنسان شبابه مقدّسًا للرب، لكن في شيخوخته يتهاون ويتصلَّف ولا يسمع لصوت الرب. ثانيًا أن نتجاوب مع دعوة الله المستمرة وبوسائل مختلفة كي نرجع إليه ونلتصق به خلال التوبة. v إلى متى لا نطيع المسيح، الذي يدعونا إلى ملكوته السماوي؟... هذا هو وقت التوبة، وذاك هو وقت المكافأة. هذا وقت التعب والمشقَّة، وذاك وقت نوال الأجرة. هذا وقت الصبر، وذاك وقت الراحة. v حين تنشغل بخطيةٍ ما كن مُتَّهِمًا لنفسك (أم 18: 17)، ولا تنتظر الآخرين ليُقَدِّموا الاتهام. بهذا تصير أشبه بإنسانٍ بارٍ يتهم نفسه في أول حديث له في المحكمة، أو تكون كأيوب الذي لم يعقه جمهور الشعب في المدينة عن الإعلان عن جريمته أمام الكل. القديس باسيليوس الكبير |
|