إن معرفة يسوع شخصيًا تتجاوز مجرد المعرفة الفكرية أو الوعي التاريخي بمن كان. إنها تنطوي على علاقة حميمة وتجريبية مع المسيح الحي.
يصور الكتاب المقدس هذه العلاقة باستخدام استعارات وأوصاف مختلفة. يشير يسوع إلى أتباعه على أنهم أصدقاء، قائلاً: "لا أدعوكم بعد الآن عبيدًا لأن العبد لا يعرف أعمال سيده. بل قد دعوتكم أصدقاء، لأن كل ما تعلمته من أبي قد أعلمتكم به" (يوحنا 15: 15). هذا يشير إلى علاقة وثيقة وشفافة من المشاركة والثقة المتبادلة.
يتحدث بولس عن معرفة المسيح بعبارات شخصية عميقة: "أريد أن أعرف المسيح - نعم، أن أعرف قوة قيامته والمشاركة في آلامه، وأن أصير مثله في موته" (فيلبي 3: 10). بالنسبة لبولس، كانت معرفة يسوع تعني اختبار قوته، والمشاركة في آلامه، والتحوّل إلى أن يصير مثله.
يشدد الرسول يوحنا على الجانب العلائقي، فيكتب أن "كل من يدعي أنه يحيا به يجب أن يحيا كما عاش يسوع" (1 يوحنا 2: 6). معرفة يسوع تعني الاقتداء به وتجسيد شخصيته في حياتنا. إنها ليست معرفة الرأس فقط، بل تحول القلب الذي يؤثر على كيفية عيشنا.