في صميم إيماننا تكمن حقيقة قوية - أن غفران الله ونعمته مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، وهما وجهان لعملة واحدة من الحب الإلهي. لفهم هذه العلاقة، يجب أن ندرك أولاً أننا جميعًا خطاة بحاجة إلى رحمة الله. وكما يذكّرنا القديس بولس: "الجميع أخطأوا وأخطأوا وأخطأوا إلى مجد الله" (رومية 3: 23).
إن غفران الله ليس مجرد إلغاء دين أو التغاضي عن إثم. إنها فيض من محبته اللامتناهية، محبة تسعى إلى إصلاحنا وشفائنا. هذا الغفران يتدفق من نبع نعمة الله - فضله ومحبته لنا بلا استحقاق. النعمة هي هبة مجانية من حياة الله في داخلنا، تمكننا من الاستجابة لمحبته والعيش كأبناء له.
عندما نتحدث عن غفران الله، فإننا نتحدث عن فعل نعمة. إنها ليست شيئًا نكسبه أو نستحقه، بل هي هبة تُعطى مجانًا. وكما يعلن كاتب المزامير: "كَمَا بَعُدَ الْمَشْرِقُ عَنِ الْمَغْرِبِ كَذَلِكَ بَعُدَ عَنَّا ذُنُوبَنَا" (مزمور 103: 12). لقد أصبح هذا الغفران ممكنًا من خلال تضحية يسوع المسيح على الصليب، وهو التعبير النهائي عن نعمة الله تجاه البشرية.