![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يعقوب عندما رغب في البكورية عندما رغب في البكورية، ظهر الذكاء الإنساني في عملية استغلال فرصة إعياء أخيه وجوعه، فاستطاع شراء البكورية بأكلة واحدة (تك25: 31- 34). وعندما رغب في البركة، لجأ إلى النصب والاحتيال على أبيه (تك27: 1- 29). وعندما رغب في الحصول على رضا عيسو أخيه، لجأ للنفاق والمُداهنة (تك32: 13- 29؛ 33: 1- 11). وعندما خاف من العيشة مع عيسو، وأراد أن يتحاشى الدخول في شركة معه، لجأ للكذب والخداع (تك33: 12- 17). وهكذا يتضح أمامنا أن الكثير من رغباته كانت صحيحة ومشروعة، إلا أن الوسائل كانت جسدية، ولا يُرى فيها إلا العنصر البشري في أحط حالاته. ومن هذه السبيكة الغريبة تتضح لنا معالم شخصية يعقوب. ومن هذا يتضح أن اهتمامنا بالأمور الروحية وبعمل الرب، لا يعني أننا بمنأى عن التصرف الجسدي والسلوك بحسب البشر. بعض الملاحظات التي قيلت في مجمع المنيا – ديسمبر 2004 هناك مبدءان في كلمة الله، يظهران بمنتهى الوضوح في حياة يعقوب. المبدأ الأول: مقاصد الله بالنعمة .. والمبدأ الثاني: مسئولية الإنسان. إن الله لا بد أن يتمم مقاصد نعمته مهما كانت الظروف، ولكن إذا حاول أولاده، بسبب ضعف إيمانهم، تنفيذ تلك المقاصد بدونه، فسوف لا يحصدون سوى الحزن والتأديب، لأن «الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غل6: 7). ومع ذلك فالله يغتنم الفرصة ليعلِّم قلوبنا دروسًا اختبارية عن غنى نعمته وكمال حكمته. وهكذا فإن تأديب الله، الذي جعل من شخص كيعقوب، إناء لمجد الله وحمده، هو المغزى المُستفاد من حياته. إننا كثيرًا ما نقسو على يعقوب لأنه كان يسلك حسب الجسد، ويصنع «تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات» (رو13: 14)، لكن نحن كثيرًا ما نفعل مثله، ودينونتنا أعظم لكوننا نتميز عنه بإمكانيات أعظم. فأولاً: لم يكن يعقوب يتمتع بسُكنى الروح القدس فيه، فهذه بركة تخص مؤمني الكنيسة دون سواهم (رو8: 9)، فكيف كان يتسنى ليعقوب أن يسلك بحسب الروح؟ لكن ما هو عُذرنا نحن إن سلكنا حسب الجسد؟ لأنه وإن كان الجسد باقيًا كما هو في المؤمن، غير أن المؤمن حصل على قوة تنتصر عليه وتضعه في حكم الموت، وهي قوة الروح القدس عاملاً في الطبيعة الجديدة (رو8: 4). ثانيًا: المعرفة التراكمية: وهذه يمكن أن نوضحها بمثال من العهد القديم. لقد تكبَّر بيلشاصر الملك، ودليل كبريائه تلك الوليمة التي صنعها لعظمائه الألف، والتي فيها أحضر آنية الهيكل المقدسة لكي يستعملها هو وعظماؤه في سكائبهم لآلهة بابل الوثنية. ولذلك قال له دانيال، قبل أن يُخبره بقضاء الله عليه وزوال مملكته: «وأنت يا بيلشاصر .... لم تضع قلبك، مع أنك عرفت كل هذا» (دا 5: 22). إن «كل هذا» الذي عرفه بيلشاصر، والذي جعله بلا عذر، لم يكن يزيد عن معاملات الله مع أبيه نبوخذ نصَّر، الذي لما ارتفع قلبه وقَسَت روحه تجبُّرًا، انحطَّ عن كرسي مُلكه، ونزعوا عنه جلاله، وطُرد من بين الناس، وتساوى قلبه بالحيوان (دا 5: 18- 21). ولكن ماذا عنا نحن؟! كم نعرف من الكتاب المقدس، المليء بالدروس النافعة. فلنتحذر لأن «ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته، فيُضرب كثيرًا. ولكن الذي لا يعلم، ويفعل ما يستحق ضربات، يُضرب قليلاً. فكل مَنْ أُعطى كثيرًا يُطلب منه كثيرٌ، ومَنْ يُودعونه كثيرًا يُطالبونه بأكثر» (لو12: 47: 48). |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اختار الله شعبه نسل يعقوب الذي أحب البكورية |
يعقوب يشتري البكورية |
حكاية يعقوب و عيسو و سرقة البكورية |
مكر يعقوب في أخذ البكورية |
يعقوب أبو الآباء في سعيه وراء البكورية والبركة |