![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مِنْ فَمِ الْعَلِيِّ أَلاَ تَخْرُجُ الشُّرُورُ وَالْخَيْرُ؟ [38]. ظنت بابل أن بقوتها العسكرية وعظمة آلهتها الوثنية غلبت شعب الله وأسرته، فكان البابليون يقيمون مواكب نصرة تزف أصنامهم في مناطق أسر اليهود لإذلالهم والسخرية بالله إلههم، ولم يعلموا أنه ما كان يمكنهم أن يأسروهم دون سماح الله نفسه بذلك. يُقصد بالشرور هنا الضيق الذي يحلّ بالشعب، فهي في نظرهم شرور، لكن في نظر الله تأديبات سمح بها لبنيانهم. جاء في عاموس: "هل تحدث بلية في مدينة والرب لم يصنعها؟" (عا 3: 6) وقد تحدَّث الآباء كثيرًا عن كلمة "شرور" الواردة هنا أو في العبارات المماثلة مميِّزين بين نوعين من الشرّ، الشرّ الذي بطبعه شر ومضاد للفضيلة أو للصلاح، والشرّ الذي هو ألم أو ضيق نحسبه نحن شرًا. هذا ما أكَّده القديس يوحنا الذهبي الفم [48] في أكثر من موضع. * لا يقصد بهذه الكلمات أن الله هو علَّة الشرّ، بل أن كلمة "شرّ" تستخدم بطريقتين، بمعنيين. أحيانًا تعني ما هو شرّ بطبيعته، هذا هو ضد الفضيلة وضد إرادة الله، وأحيانًا تعني ما هو شرّ وضيق لإحساسنا، أي الأحزان والكوارث. هذه تبدو شرًا لأنها مؤلمة، وإن كانت في الحقيقة هي صالحة، إذ تكون بالنسبة للفاهمين إنذار للتحوِّل والخلاص. هذه يقول الكتاب عنها إن "الله هو مصدرها" . الأب يوحنا الدمشقي الأب ثيؤدور |
![]() |
|