منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 12 - 2024, 12:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,413

رأفات الله




رأفات الله

تتسم معاملات الله معنا بالرأفة؛ فيُظهر لنا عطفه ومراحمه وحنانه، وهذا ما يُغلِّف جميع معاملاته معنا، حتى في الأوقات التي نتوقع منه، لسبب تهاوننا، عكس ذلك. رأفات الله جعلته يشعر بمتاعبنا، وجعلته حساسًا لإعوازنا ولا يصمت أمام ضيقاتنا، بل أظهر لنا كل الجود والعطاء والعطف. ومظاهر رأفة الله في حياتنا متنوعة نذكر منها:
1- تبرير المذنب
هذا جانب من رأفات الله التي ذكرها الرسول بولس في رومية 12، فالرسالة تبدأ بشَرِّ الناس بكل فئاتهم، حيث جاء التقرير أن الجميع زاغوا وفسدوا (رو3: 12)، وكانوا فعلاً يستحقون أن يقع عليهم غضب الله الذي أُعلن على جميع فجور الناس وإثمهم (رو1: 18). إلا أن رأفات الله أشفقت على الإنسان المذنب، فدبَّرت له التبرير مجانًا «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رو3: 24). بل قربت الإنسان إلى محضر الله، وجعلته يقيم في النعمة، ويفتخر على رجاء مجد الله. وبدأ عملها في الأزل عندما اختار الله أناسًا هو يعلم تمامًا حالتهم، ووضع خطة بها يدعوهم ويبررهم ويمجدهم. ولن تقف قوة ضد إكماله لهذا المشروع العظيم. أظهرت الرأفات غنى الرحمة لآنية سبق الله وأعدها للمجد. هذه الرأفات ناشد بها بولس المؤمنين في رومية (رو12: 1) لكي يكملوا الصورة الرائعة التي بدأها الله معهم بعيشتهم في ملء إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.
2- الفداء:
«يَتَرَأَّفُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: أُطْلِقُهُ عَنِ الْهُبُوطِ إِلَى الْحُفْرَةِ، قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً» (أي33: 24). كان عدلاً أن الله يدين الإنسان، لكن رأفته جعلته يُرسل ابنه، ويبذله عوضًا عنا، فأُطلق الأثيم حرًا، وأُوثق هو، وقَبِلَ أن يأخذ موقف المُدان مع أنه البرئ.
3- غفران الخطايا:
وهذا ما عبر عنه ميخا عن الله في تعاملاته مع الشعب الأرضي بالقول: «مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. تَصْنَعُ الأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ، اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ» (مي7: 18-20).
4- الإرشاد
«تُرْشِدُ بِرَأْفَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي فَدَيْتَهُ. تَهْدِيهِ بِقُوَّتِكَ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِكَ» (خر15: 13). لأن المؤمنين لهم غلاوة خاصة على قلب الرب، وقيمتهم هي الفداء الثمين الذي دفعه لفدائهم، فكيف يتركهم وشأنهم في دروب الحياة؟ كم يتراءف الرب على أولاده لأنهم يسيرون في طريق هو يعلم أنهم لم يعبروه من قبل (يش3: 4). إنهم لا يعرفون المستقبل، حيث إنه مجهول عندهم، ولا يعرفون خيرهم الحقيقي، وقد يُخدعون في سيرهم وراء قلوبهم أو أعينهم، ولأن الأخطاء مُكلِّفة، لهذا يترأف الرب ويتولى إرشادهم وقيادتهم. قد يستخدم كلمته، أو يتكلم بروحه في قلوبهم، أو عن طريق المرشدين، أو يدير الأحداث والظروف لتؤكد ما سبق وكلمهم به.
5- التعزية
«مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا» (2كو1: 3، 4). الله أبو الرأفة، هو أصل ومصدر لكل رأفة حقيقية. ولعلمه بقسوة التجربة على نفس المؤمن، فهو يحتمل تأوهاته واعتراضاته الداخلية وتذمراته وضعفه الإنساني. وإن كانت هذه الأمور تستوجب تأديبات الآب، لكن شفقة منه على المؤمن المُجرَّب، فبدل أن يرسل له التأديبات، يُعطيه التعزيات، فيُشدِّده داخليًا، ويُعطيه الطاقة النفسية والروحية لاحتمال نيران التجربة، ويعطيه العزاء والرجاء.
6- احتماله لجهالتنا وأخطائنا:

«كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ» (مز103: 13). إن كان الأب البشري في طاقته وعطائه المحدودين يتراءف على ابنه، ولا سيما في سنوات جهالته (أيام الطفولة الأولى - أم22: 15)، فيصبر ويكرِّر الدرس مرات، ويحتمل الأخطاء؛ فكم تكون رأفات الرب في تعاملاته معنا عندما تظهر منا النقائص والجهالات.
ومن خلال شركتنا مع هذا الإله يجب أن تنعكس هذه الصفة في تعاملاتنا مع الآخرين فنعكس شيئًا من جماله، وهذا ما جعل بولس يكتب لإخوة كولوسي: «فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أنَاةٍ» (كو3: 12). أحشاء الرأفات تجعلنا نُظهر الشفقة والحنان تجاه بعضنا البعض، فتخلو تصرفاتنا من القسوة والتجريح، مهما كانت حالة مَنْ نتعامل معهم، وتكون هي المحرِّك عند العطاء «أَمَّا الصِّدِّيقُ فَيَتَرَأَّفُ وَيُعْطِي ... الْيَوْمَ كُلَّهُ يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ» (مز37: 21، 26). وهذه الرأفات كما سبق القول مصدرها الله أبو الرأفة؛ فكل عطف ورحمة وحنو نظهره مصدره قلب إلهنا، ويدعمه حياة المسيح فينا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تمتعوا بامتيازات عجيبة من قبل رأفات الله
أن نتذكَّر رأفات الله ومراحمه وإحساناته
فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات
فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات
إننا محتاجون إلى التواضع؛ لنجذب رأفات الله إلينا


الساعة الآن 03:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025