الرحمة والحق يلتقيان
رحمة الله لا تكون أبدًا على حساب عدله واعتبارات قداسته ومجده، فالله عادل ورحيم؛ لذلك يقضي بلا محاباة، ويرحم من يلجأ إليه تائبًا وطالبًا صفحه، على أساس العلاج الإلهي الذي أعده الله في غنى رحمته. في صليب المسيح «الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا» (مز85: 10)؛ حيث أخذ العدل الإلهي كل حقه بالتمام، في أعظم عمل للرحمة على وجه الإطلاق، وفتح باب الرحمة الإلهية على مصراعيه إذ دفع المسيح الثمن كاملاً بموته الكفاري وحصل لكل مؤمن غفرانًا أبديًا ومراحم أبدية.
“خسيد” חֵסֵד (الكلمة العبرية رحمة):
وردت 248 مرة في العهد القديم. تُرجِمت 149 مرة “رحمة”، بينما في المرات الأخرى تُرجمت “شفقة” أو “رأفة” أو “لطفًا”. 125 مرة منها ذُكرت في سفر واحد وهو سفر المزامير، السفر الذاخر بالترنيمات والصلوات، فبمراحم الرب نبتهج ومراحمه نرتجي.
أول مرة ترد فيها كلمة “خسيد” في تكوين19:19 «وَعَظَّمْتَ لُطْفَكَ»، عندما أشفق الرب على لوط وأنقذه من هلاك سدوم ممسكًا بيده.