* ربَّما يشعر البعض بالدفء الآن وتتحرَّك فيهم الرغبة نحو هذه الحياة الصالحة. ولكن ما المنفعة إن كنتم وأنتم هنا فقط تكون لكم هذه النار، ولكن إذ تتركون الموضع تنطفئ النار وتخمد هذه الرغبة. فكيف لا يحدث هذا؟ إذ تلتهب فيكم هذه الرغبة انطلقوا في طريقكم إلى الملائكة يلهبونها بالأكثر. فإن ما نقدِّمه لكم ليس كافيًا ليلهب النار فيكم مثلما ترون بأنفسكم الأمور. لا تقل سأتحدَّث مع زوجتي وأدبِّر أموري أولًا. فإن هذا التأخير هو بداية التهاون. اسمع كيف اِشتهي شخص أن يودِّع بيته فلم يسمح له النبي. ولماذا أقول "يودِّع"؟ لقد طلب التلميذ أن يدفن أباه (مت 6: 21-22) ولم يسمح له المسيح حتى بهذا. أي شيء يبدو لك أكثر أهميَّة من دفن الأب؟ ولكنَّه لم يسمح حتى بهذا. لماذا يحدث هذا؟ لأن الشيطان يقترب بعنفٍ شديدٍ، مشتاقًا أن يجد مدخلًا سرِّيًا. وإن كان هذا الأمر هو عائق بسيط للتأجيل فإنَّه يستخدمه لبثّ إهمال عظيم. لهذا ينصحنا أحدهم: "لا تؤجِّل من يوم إلى يوم" (ابن سيراخ 5: 7).
* هكذا تتطلَّب منَّا الطاعة للمسيح، ألاَّ نؤجِّل لحظة من الزمن، حتى وإن بدا الأمر غاية في الضرورة يضغط علينا بكل قوَّة.
القديس يوحنا ذهبي الفم