من الآباء الذين ساندوا الأنبا كيرلس الثاني البابا السابع والستين (من سنة 1070 إلى سنة 1084م) في جهاده الروحي. ولقد شبّ هذا الأب على محبة السيد المسيح فقصد إلى برية شيهيت وسكن في مغارة منفردًا. ثم رُسِم شماسًا على كنيسة دير الأنبا يوأنس كامي واشتهر بين اخوته بالفضائل والتقوى والمداومة على العبادة والخدمة.
رأى البابا أن يرسمه أسقفًا على بابيلون (مصر القديمة)، فلما تسلّم مهام الرعاية ضاعف أصوامه وصلواته وتقشفه ودأب على تعليم شعبه وإرشاده، كما جاهد في سبيل رد الخطاة إلى طريق البر. فلما أحس بقرب ساعته دعا كهنته وشعبه وأوصاهم بالمحبة والوداعة والترابط، محذرًا إياهم من التهاون بالوصايا الإلهية. وما أن انتهى من وصاياه وتحذيراته حتى رسم نفسه بعلامة الصليب المقدس وأسلم روحه الطاهرة في يد الرب.