تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم
اللاويين
الأصحاح الثالث عشر تفسير سفر اللاويين
الإصحاح الثالث عشر
البرص
البرص هو مرض جلدى مخيف وغير معدى، لكنه خطير فهو يشوه جلد الإنسان ويحدث عاهات بالجسم وله مضاعفات شديدة في أدواره الخطيرة لأنه قد يسقط الشعر من الرأس والحواجب وقد يتسبب في إسقاط عقد الأصابع في اليدين والقدمين الواحدة بعد الأخرى ثم تتساقط الأظافر والأنف وسقف الحلق وتتآكل اللثة وتسقط الأسنان وتضيع العينان تدريجيًا. ومع أن ألام هذا المرض ليست حادة إلا أنها تجعل المريض في حزن عظيم
وفى هذا الإصحاح نجد عدة أمراض أطلق على جميعها اسم البرص. وأولًا المرض المذكور سابقًا وهذا معروف باسم LEPROSY. لكن هناك أمراض أخرى أطلق الكتاب عليها اسم برص أيضًا لإظهار خطورتها وأنهم يجب أن يتعاملوا معها كما يتعاملون مع البرص فيعزلوا المريض فهي أمراض معدية (أمراض جلدية) وكان الكاهن يقوم بسد جميع احتياجات الشعب فهو يقوم بتقديم الذبائح والرعاية كما يقوم بالقضاء والطب (عزل المريض حتى لا تنتشر العدوى) والهندسة (مراقبة البيوت الآيلة للسقوط) وهذا لأن (1) الشعب كان شعبًا بدائيًا ولم يكن هناك من يرعاه (2) إعلانًا أن الله هو المسئول عنهم في كل دقائق حياتهم ويذكر الكتاب ثلاثة أنواع من البرص
1- ما يصيب الإنسان لا 13: 1-46
2- ما يصيب الثياب لا 13: 47-54
3- ما يصيب البيوت لا 14: 33-53
ويقال كتقليد عند اليهود أن فرعون الذي فكر في قتل موسى كان أول من أصيب بالبرص ومات وهو أبرص. ولأن اليهود إحتفظوا ببعض العبادات الوثنية معهم من مصر جلب الرب عليهم هذا المرض الذي بدأ في مصر لتأديبهم فهو تابعهم من مصر كما تابعتهم أوثان مصر.
ولأن هذا المرض غير معدى دفع هذا البعض أن يقول أنه ضربات خاصة من الله وبهذا يصبح هذا المرض سمة عار وضعها الرب على الخاطئ.ولأنه قبل الرب كان يترك للكهنة خدام الرب أن يُقَيِموا هذه الضربة ومداها (سميت ضربة فسببها غير معروف) وموسى كان يعرف هذا المرض جيدًا منذ أن تحولت يده ليد برصاء حينما طلب منه الله أن يخرج شعبه وتردد موسى لعلمه بأن المصريين أقوياء وعندهم سحرة قادرون أن يفعلوا العجائب فكيف يخرج الشعب من وسطهم ضد رغبتهم فكان أن أراه الله 3 معجزات ليدلل له أنه قادر على هذا (خلاص الشعب)
1- تحويل العصا لثعبان ثم إلى عصا.
2- تحويل يد موسى لبرصاء ثم شفاءها.
3- تحويل الماء إلى دم.
وبنظرة أشمل فهذا ليس سحرًا بل هو شرح لطريقة خلاص الشعب وكل أولاد آدم من الخطية ومن عبودية إبليس. فالعبودية لفرعون هي رمز للعبودية للشيطان. والخطوات المشروحة هي رمز لعمل المسيح
1- العصا هي رمز للقوة والمسيح هو قوة الله. والثعبان رمز للخطية فالمسيح صار خطية لأجلنا لنصبح نحن بر الله فيه. ورجوع الثعبان لعصا إعلانًا أن المسيح عاد لمجده بعد أن أتم عمله. وهنا نذكر أن الحيات المحرقة التي قتلت الشعب في البرية كان علاجها حية نحاسية تعلق على خشبة رمزًا لتعليق المسيح على الصليب لشفائنا من خطيتنا يو 3: 14، 15
2- تحويل يد موسى ليد برصاء إشارة للإنسان الذي سقط في الخطية فصار نجسًا فالبرص ينجس الإنسان. وعودة اليد لطبيعتها هي رمز لما سيصنعه المسيح لنا من شفاء لأثار خطايانا.
3- كيف يتم الخلاص؟ بالدم.
نكرر ثانية أن البرص المذكور في الإصحاح هو إما مرض البرص المعروف LEPROSY فى مراحله الأولية أو أمراض جلدية نتيجة فطريات وهذه تكون معدية أما برص الثياب فهو نوع من العث (عتة). وبرص المنازل قد يكون نشع رطوبة تصيب المنزل فتسقطه
علاقة البرص بالخطية
إرتبط البرص في ذهن اليهود بالخطية فمريم أخت موسى ضربت بالبرص حينما تعدت على أخيها. وهذا قد حدث مع جحزى تلميذ إليشع ومع عزيا الملك نتيجة خطاياهم راجع عد 12: 10 + 2مل 5: 27 + 2 أي 26: 16-21. وغالبًا فقد سمح الله بهذا المرض ليشرح للشعب ما هي الخطية وما هو تأثيرها للتشابه الكبير بينهما.
1- لم يكن وحتى الآن لا يوجد علاج لهذا المرض، ولم يكن له شفاء سوى التدخل الإلهي للخلاص منه. وهكذا الخطية لم يكن لها أي حل للخلاص سوى تدخل الله وفداء المسيح.
2- كلاهما أمر ممقوت ومخزى
3- البرص يشوه شكل الإنسان ويفقده حواسه والخطية تفسد إنساننا الروحي وتفقدنا حواسنا الداخلية (تآكل العينان وسقوط الأنف)، فساد شديد.
4- الأمراض الجلدية الفطرية المذكورة هنا تسبب عدوى وهكذا الخطية فهي سريعة الانتشار
5- البرص يبدأ بندبة صغيرة ثم يمتد وهكذا الخطية لذلك يقول الكتاب إحذروا الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم. أي الاستهانة بالخطايا الهينة يجلب الكبيرة.
6- يبدأ المرض داخليًا في النخاع والعظام (فى العمق) وبعد 3أو 4 سنوات تظهر علامات له في الخارج. وهذا يحدث مع الخطية
7- من يصاب به يعيش لسنوات طويلة قد تصل للخمسين ثم الموت وهكذا آدم عاش بعد السقوط 930 سنة لكنه كان من المؤكد أنه سيموت.
8- كان الكاهن هو الذي يقيم ويحكم ورئيس كهنتنا المسيح له عيون نارية تفحص أعماق الإنسان وهو كديان يحكم يو 5: 22 (لنترك كلمة الله تفحصنا الآن قبل أن يأتي اليوم الذي تحكم علينا)
9- عزل الأبرص يشير لأن الخاطئ ينفصل عن الله. ويشير إلى أننا يجب أن نعزل الخطية من وسطنا حتى لا نتنجس
10-لا يلاحظ أثاره إلى أن تتآكل كل مادة الجسم وهكذا الخطية مع الروح فهي تشوه وتأكل جمالها وحيويتها
11-الانتظار 7 أيام ليحكم الكاهن بالنجاسة ورقم 7 رقم كامل هكذا طول أناة الله على الإنسان فهو يطيل أناته ولا يعاقب الخاطئ مباشرة. وهو كما ينتظر الكاهن 6 أيام ليطلق الأبرص معزولًا أو حرًا بريئًا فالله يعطى لكل منا أيامه على الأرض (رمزيًا 6 أيام) بعدها في اليوم السابع ينطلق إما معزولًا عن الله أو راجعًا لملء حريته بريئًا مبررًا.
12-لأن البرص يشير للخطية وأنه لم يكن هناك سوى الله يشفى هذا المرض كان شفاء المسيح للأبرص معجزة تثبت لاهوته كإقامة الميت وتحويل الماء لخمر.ولأن البرص يعادل الخطية وهو ضربة خاصة كعقوبة للخطايا لا يسمى الخلاص منه شفاء بل تطهير مت 8: 1-3 + 10: 8 + 11: 5 + 2مل 5: 10-14
+ ويقال أن مرض أيوب كان البرص. وأن مزمور 38 يتحدث عن البرص.
+ وقد يرى الناس أن الشريعة الموسوية ظالمة إذ تعزل الأبرص لكن حتى الأن في المجتمعات الحديثة ومع تقدم الطب يصنع نفس الشئ
+ قول الكتاب على الأمراض الجلدية الفطرية أنها برص هو مثل قولنا الآن على الزجاج حين ينكسر "سرطان زجاج" وهذا ينطبق على برص المنازل وبرص الثياب. ولاحظ أن الخطية لا تجلب الفساد للإنسان فقط بل لكل ما يتعامل معه وما يحيط به فهي خاطئة جدًا وتنجس ضمير الإنسان وكل ما له. تى 1: 15+ يه 23 + أش 3: 18-24.
+ حينما نقف أمام الله ونعاين نقائه وقداسته نجد أن كل ما فينا نجس فنصرخ كما صرخ إشعياء أنا نجس
+ نلاحظ في هذا الإصحاح 6 حالات للبرص (1-8)، (9-17)، (18-23)، (24-28)، (29-37)، (40-46) ورقم 6 يشير للنقص.
الآيات 1-8:- و كلم الرب موسى وهرون قائلا. اذا كان إنسان في جلد جسده ناتئ أو قوباء أو لمعة تصير في جلد جسده ضربة برص يؤتى به إلى هرون الكاهن أو إلى أحد بنيه الكهنة. فان راى الكاهن الضربة في جلد الجسد وفي الضربة شعر قد ابيض ومنظر الضربة اعمق من جلد جسده فهي ضربة برص فمتى راه الكاهن يحكم بنجاسته. لكن ان كانت الضربة لمعة بيضاء في جلد جسده ولم يكن منظرها اعمق من الجلد ولم يبيض شعرها يحجز الكاهن المضروب سبعة ايام. فان راه الكاهن في اليوم السابع واذا في عينه الضربة قد وقفت ولم تمتد الضربة في الجلد يحجزه الكاهن سبعة ايام ثانية. فان راه الكاهن في اليوم السابع ثانية واذا الضربة كامدة اللون ولم تمتد الضربة في الجلد يحكم الكاهن بطهارته انها حزاز فيغسل ثيابه ويكون طاهرا. لكن ان كانت القوباء تمتد في الجلد بعد عرضه على الكاهن لتطهيره يعرض على الكاهن ثانية. فان راى الكاهن واذا القوباء قد امتدت في الجلد يحكم الكاهن بنجاسته انها برص.
ناتئ = إرتفاع / إنتفاخ لونه كقشرة البيضة / بياض الصوف
اللمعة = بثرة لامعة بيضاء كالثلج / بيضاء مثل كلس الحائط
العرض الأول للبرص :- أن يبيض الشعر في المكان المصاب به.
العرض الثاني للبرص :- أن يكون أعمق من الجلد.
وإذا في عينه = أي عين نفس الكاهن الذي يحكم بعزل المريض فهو الذي يحكم بالمقارنة
حزاز = هو إنتفاخ أو ورم أو قوباء وهو طفح جلدى (بقع حمراء على الجلد بها قشرة) وكان الكهنة من حقهم أن يشركوا بعض حكماء الشعب وخبرائه ولكن القرار للكهنة.
ونلاحظ هنا أن الله أوضح لموسى بطريقة مبسطة الفارق بين القوباء والبرص وكما قلنا فالبرص هنا ليس المرض المعروف LEPROSY بل هو مرض فطرى في الجلد ولأنه لم يكن هناك أي طريقة لعلاج الأمراض الفطرية في ذلك الوقت. فكان الحل الوحيد هو عزل المريض إلى أن يشفى لأن الغرض منع العدوى فالأمراض الفطرية معدية. أما القوباء (ALOPECIA) فهى غير معدية ويمكن للشخص المريض بها أن يعيش في المجتمع العادى.
ولأن الحالتين متشابهتين فقد أعطى الله حل منطقى للكاهن ليفرق بينهما
المرض الفطرى :- 1- فيه شعر أبيض
2- أعمق من باقي الجلد
3- به إنتفاخ أو ورم
القوباء:- وهى موجودة إلى هذا اليوم 1- ليس فيها شعر على الإطلاق
2- في نفس مستوى الجلد
3- عادة لا تزيد في الحجم
ولكن في بدايتهما قد تكون الأعراض متشابهة. فنصح الله موسى بالقانون الطبى المشهور WAIT AND SEE (إنتظر وراقب) بمعنى أن الوقت هو أحسن طريقة تبين تطور الحالة. فكان الكاهن ينتظر 7 أيام ويكون المريض أثناؤها تحت الحجز فإذا لم تنتشر الضربة يحجزه 7 أيام آخرين فإذا لم تمتد فهو طاهر يمكن أن يعيش في المجتمع. وإذا انتشرت الضربة كان المرض فطريًا معديًا وعليه أن يعزل المريض.
وقد يكون المقصود بالقوباء أن لها قشرة والحزاز مجرد علامة لا خطورة فيها.
التأمل الروحي
+ عندما يصاب الإنسان بجرح جسدي غالبًا ما يتبقى علامة بعد شفاء الجرح تسمى ناتئ ويندر أن يشفى الإنسان دون ترك علامة للجرح. وهكذا لو أن نفس جرحت بالخطية فإنها وإن شفيت لكن يظهر عليها ناتئ في أثر الجرح. والناتئ يكشف عن إصابتهم بمرض عضال (أش 1: 6) + (أر 30: 12-15). ولذلك أتى المسيح وخرج إلى خارج المحلة ليشفى أمراضنا حاملًا عارنا (أر 30: 17 + 33: 6، 7)
+ على الكاهن 1) أن يتريث في الحكم حتى لا يضار أحد (ينتظر 7 أيام) ولكن عليه أيضًا أن يعمل 2) دون تهاون فلو ثبت البرص يعزل المريض. وهكذا رئيس كهنتنا فهو طويل الأناة لكنه عادل لا يتهاون في الحق.
+ كلمة أعمق تشير أن الخطية تنحط بالنفس إلى التراب وتجعلها سفلية وترابية في تفكيرها وإشتياقاتها بينما الفضيلة ترفع النفس إلى السماء
+ زيادة الضربة وعدم وقوفها تشير لأن الخاطئ دائم الإنحدار ولا شيء يوقف هذا الإنحدار سوى التوبة. والسبعة أيام هي الفرصة التي يعطيها الله للخاطئ.
الآيات 9-17:- ان كانت في إنسان ضربة برص فيؤتى به إلى الكاهن. فان راى الكاهن واذا في الجلد ناتئ ابيض قد صير الشعر ابيض وفي الناتئ وضح من لحم حي. فهو برص مزمن في جلد جسده فيحكم الكاهن بنجاسته لا يحجزه لانه نجس. لكن ان كان البرص قد افرخ في الجلد وغطى البرص كل جلد المضروب من راسه إلى قدميه حسب كل ما تراه عينا الكاهن. وراى الكاهن واذا البرص قد غطى كل جسمه يحكم بطهارة المضروب كله قد ابيض انه طاهر. لكن يوم يرى فيه لحم حي يكون نجسا. فمتى راى الكاهن اللحم الحي يحكم بنجاسته اللحم الحي نجس انه برص. ثم ان عاد اللحم الحي وابيض ياتي إلى الكاهن. فان راه الكاهن واذا الضربة قد صارت بيضاء يحكم الكاهن بطهارة المضروب انه طاهر.
من كان برصه مزمنًا
هنا غالبًا فالبرص الجلدى يعود بعد شفائه.
وضح من لحم حى = بالإنجليزية ترجمت spot أو quick raw ونجد هنا عودة المرض يدل عليها
1) ناتئ أبيض وشعر أبيض
2) وضح من لحم حى أي لحم حى صحيح وسط البياض
وهذا يعنى أن المرض أكل اللحم الحى. فاللحم العادى أو لون الجلد العادى وسط البقع البيضاء. هنا يحكم بعزل المريض إذا رأى أجزاء من اللحم الحي أو بلونه وسط البقع أو البثور البيضاء. وهذه تعتبر قرحة أو مرض فطرى أو بكتيرى. ووجود القرحة علامة أن المريض معدى وعند الشفاء تتحول القرحة إلى ناتئ أبيض fibrous tissue وعندما يتم التئام القرحة فالمريض يصبح غير معدى ويسمح له بأن يعيش وسط الجماعة مرة أخرى. ولذلك يقول لو أن البرص (اللون الأبيض) أفرخ وغطى الجلد كله يكون المضروب طاهرًا. أما لو ظهر اللحم الحي وسط البياض ثانية فقد إرتدت القرحة وهكذا
تأمل روحي
الأول الذي يحمل علامات المرض بوضوح يشير لمن يرتكب الخطية بجسارة علانية هذا يجب فرزه ليدرك احتياجه للتوبة. ووجود اللحم الحي وسط المرض يشير لمن يعرج بين الفرقتين يستسلم للخطية لتعمل فيه ويرضى ضميره أو يسكنه بالممارسات الشكلية فهو يظن أن التقوى تجارة (1تى 6: 5). وكون أن هذا المرض مزمن يشير أن هناك خطية قديمة ساكنة في الإنسان فبعد أن عرف طريق الله يظهر في كلامه بعض الكلام الباطل والتصرفات الباطلة. (1مل 21: 29 + 22: 26) والرجل الثاني الذى صار كله مضروبًا من الرأس للقدمين فهو يشير لمن أدرك حقيقة نفسه كخاطئ وأن طبيعته قد فسدت تمامًا وباعترافه هذا يخرج مبررًا كالعشار وفي حالة عودة اللحم الحى ثانية بعد أن إبيض الجسم قد يشير هذا للبر الذاتى إذ ينخدع الإنسان ويظن أن مافيه من نعمة راجع لبره الذاتى.
ملحوظة :- هناك أمراض حين تكون في طور الانتهاء تضرب الجسم كله بالبثور مثل الحصبة فحين تظهر البثور وتغطى الجسم يكون هذا علامة على انتهاء المرض
الآيات 18-23:- و اذا كان الجسم في جلده دملة قد برئت. وصار في موضع الدملة ناتئ ابيض أو لمعة بيضاء ضاربة إلى الحمرة يعرض على الكاهن. فان راى الكاهن واذا منظرها اعمق من الجلد وقد ابيض شعرها يحكم الكاهن بنجاسته انها ضربة برص افرخت في الدملة. لكن ان راها الكاهن واذا ليس فيها شعر ابيض وليست اعمق من الجلد وهي كامدة اللون يحجزه الكاهن سبعة ايام. فان كانت قد امتدت في الجلد يحكم الكاهن بنجاسته انها ضربة. لكن ان وقفت اللمعة مكانها ولم تمتد فهي اثر الدملة فيحكم الكاهن بطهارته.
من كان في جلده دملة وبرئت أو إلتهاب وشفى وهذه قد تنشئ من ضربة بحجر أو خراج أو قرحة في الجلد.
فى الجسم دملة وقد برئت
وصار في موضعها ناتئ أبيض أو لمعة بيضاء ضاربة للحمرة
إذًا هي قرحة قد إنتكست وفسدت فظهرت أعراض البرص (وهى تغير اللون)
تأمل روحي
القرحات القديمة يجب مراقبتها لئلا تعاود نشاطها فبعد خلاصنا من الخطية قد تعاودنا الأفكار العتيقة وغليان الأفكار الدنسة فتفقد النفس صحتها الروحية والمراقبة المستمرة تجعلها لا تتسلل إلينا ثانية.
الآيات 24-28:- او اذا كان الجسم في جلده كي نار وكان حي الكي لمعة بيضاء ضاربة إلى الحمرة أو بيضاء. وراها الكاهن واذا الشعر في اللمعة قد ابيض ومنظرها اعمق من الجلد فهي برص قد افرخ في الكي فيحكم الكاهن بنجاسته انها ضربة برص. لكن ان راها الكاهن واذا ليس في اللمعة شعر ابيض وليست اعمق من الجلد وهي كامدة اللون يحجزه الكاهن سبعة ايام. ثم يراه الكاهن في اليوم السابع فان كانت قد امتدت في الجلد يحكم الكاهن بنجاسته انها ضربة برص. لكن ان وقفت اللمعة مكانها لم تمتد في الجلد وكانت كامدة اللون فهي ناتئ الكي فالكاهن يحكم بطهارته لانها اثر الكي.
من كان في جلده كى نار
حرق ناشئ عن كى أو لذع نار
حى الكى = اللحم الحي أواللحم اللين المتجدد.raw flesh هو اللحم الحي المكوى أو اللحم الحي في الجزء المكوى.
هنا نجد كى للجلد يفرخ فيه البرص بوجود جزء من اللحم الحي وسط اللحم المكوى بالنار. ومن العجيب أن هذا المرض يكتشف صدفة عند إصابة المريض به بحرق شديد لم يؤلمه.
الجسم في جلده كى من نار
وكان حى الكى لمعة بيضاء ضاربة إلى الحمرة وبيضاء
هنا تحذير من عودة اللحم الحي وسط الكى
تأمل روحي
الخطية نار تحرق الخاطئ (أش 30: 27) + (أش 32: 14) إذًا فكأن من يحتضن خطية يحتضن نارًا تحرقه فإلهنا نار آكلة ولذلك شبهت ضربات إبليس بأنها سهام ملتهبة (أف 6: 16) وسهام إبليس قد تكون (مجد بشرى / غضب / شهوة....) والتائب مات عن الخطايا وعودة الخطية له ثانية هي عودة لحم حى للجسد المائت
الآيات 29-37:- و اذا كان رجل أو امراة فيه ضربة في الراس أو في الذقن. وراى الكاهن الضربة و اذا منظرها اعمق من الجلد وفيها شعر اشقر دقيق يحكم الكاهن بنجاسته انها قرع برص الراس أو الذقن. لكن اذا راى الكاهن ضربة القرع واذا منظرها ليس اعمق من الجلد لكن ليس فيها شعر اسود يحجز الكاهن المضروب بالقرع سبعة ايام. فان راى الكاهن الضربة في اليوم السابع واذا القرع لم يمتد ولم يكن فيه شعر اشقر ولا منظر القرع اعمق من الجلد. فليحلق لكن لا يحلق القرع ويحجز الكاهن الاقرع سبعة ايام ثانية. فان راى الكاهن الاقرع في اليوم السابع واذا القرع لم يمتد في الجلد وليس منظره اعمق من الجلد يحكم الكاهن بطهارته فيغسل ثيابه ويكون طاهرا. لكن ان كان القرع يمتد في الجلد بعد الحكم بطهارته. وراه الكاهن واذا القرع قد امتد في الجلد فلا يفتش الكاهن على الشعر الاشقر انه نجس. لكن ان وقف في عينيه ونبت فيه شعر اسود فقد برئ القرع انه طاهر فيحكم الكاهن بطهارته.
من كان فيه ضربة في الرأس أو الذقن
يقصد هنا بالقرع نوعًا من الجرب أو مرضًا جلديًا تظهر أعراضه بإختفاء الشعر الأسود (عادة شعر اليهود أسود) وظهور شعر أشقر مكانه (والشعر الأشقر هو ناتج عن موت الجسم نتيجة المرض وتوقف الغذاء عن الشعر لذلك تكون الشعرة ضعيفة وقصيرة (الشعر دقيق) أما الشعر الأسود دليل السلامة. وهنا لم يقل شعر أبيض فربما يكون الشخص أشيب الشعر
أما لو كان الشعر الأشقر أي تغير لونه وصار أشقرًا نتيجة لقرحة وليس بسبب البرص فهو يعود للونه الطبيعي بعد الشفاء. في هذه الحالة ما زال الجسم حى ولم يمت. فالله لا يطفئ فتيلة مدخنة
إنسان (رجل أو امرأة فيه ضربة في الرأس أو الذقن)
تأمل روحي
لاحظ أن الرأس والذقن هما مكان الاحترام ولكن البرص يمكن أن ينشأ في أي مكان. وإبليس قد يهاجمنا في أقدس الأماكن كما هاجم المسيح وجربه على جناح الهيكل
ولاحظ أن الضربة هنا تظهر وراء الشعر أي مختفية وإذا كان الشعر يمثل القوة للرجل (شمشون) والجمال للمرأة والكرامة للرجل (فى شعر الذقن) فقد تختبئ الخطية وراء هذه المسميات. وبعد فترة من ظهور المرض يسقط الشعر وهذا يعنى أن بعد فترة تنتهي قوة الخاطئ وكرامتة ومنظره الحسن. ويتغير وضع ما كان ينظر له في كرامة
الآيات 38، 39:- و اذا كان رجل أو امراة في جلد جسده لمع، لمع بيض. وراى الكاهن واذا في جلد جسده لمع كامدة اللون بيضاء فذلك بهق قد افرخ في الجلد انه طاهر.
البهق (البهاق)
هنا الجسم به لمع لمع بيضاء وكامدة فهذا بهق وليس برص ← هو طاهر هذا المرض غير معدى فالمريض طاهر
الآيات 40-44:- و اذا كان إنسان قد ذهب شعر راسه فهو اقرع انه طاهر. وان ذهب شعر راسه من جهة وجهه فهو اصلع انه طاهر. لكن اذا كان في القرعة أو في الصلعة ضربة بيضاء ضاربة إلى الحمرة فهو برص مفرخ في قرعته أو في صلعته. فان راه الكاهن واذا ناتئ الضربة ابيض ضارب إلى الحمرة في قرعته أو في صلعته كمنظر البرص في جلد الجسد. فهو إنسان ابرص انه نجس فيحكم الكاهن بنجاسته ان ضربته في راسه.
من فقد شعر رأسه
+ لو فقد شعر رأسه. إذًا هو أقرع (نوع من الصلع) إذًا هو طاهر.
+ ولو ذهب شعر رأسه من جهة وجهه. هذا أيضًا صلع في مقدمة الرأس. هو طاهر.
+ ولكن إن كان في القرعة ضربة بيضاء ضاربة للحمرة في قرعته فهذا برص في قرعته أو صلعته.
+ وإذا كان ناتئ الضربة أبيض ضارب إلى الحمرة في قرعته أو صلعته كمنظر البرص في جلد الإنسان إذًا هو أبرص نجس (هذا مرض معدي).
تأمل روحي
هنا نجد أن الأمور التي نشك فيها تدخل تحت الفحص حتى لا تتسلل الخطايا.
الآيات 45-46:- و الابرص الذي فيه الضربة تكون ثيابه مشقوقة وراسه يكون مكشوفا ويغطي شاربيه و ينادي نجس نجس. كل الأيام التي تكون الضربة فيه يكون نجسا انه نجس يقيم وحده خارج المحلة يكون مقامه.
لأن البرص رمز للخطية وثمرة لها جاء الحكم على الأبرص الذي حكم بنجاستة قاسيًا بالإضافة لعزله عن الجماعة المقدسة. والأبرص هو كالميت فالخطية نتيجتها موت لذلك طلب منه أن يصنع تمامًا نفس علامات وحركات ما يصنعونه حزنًا على موتاهم مثل شق الثياب وكشف الرأس وتغطية الشاربين (حز 24: 17) فهو مضروب من الله فهو إذن كالميت. وينادى نجس نجس حتى يتحاشاه الجميع ويعتزل ويقيم وحده خارج المحلة. وقد أعفيت النساء من شق ثيابهم وكشف رؤوسهم مراعاة للحشمة.
وشق الثياب = من كانت ملابسه مشقوقة يكشف عرى خزي جسده. وهكذا الخاطئ الذي يريد التوبة عليه أن لا يزين نفسه بمعسول الكلام الكاذب بل يعترف.
الرأس المكشوفة = نكشف أنفسنا ونعترف بخطيتنا أمام الناس ليصلوا من أجلنا.
تغطية الشاربين = تحمل معنى تغطية الفم حتى لا تنتقل العدوى. والخاطئ عليه أن يصمت ويتعلم ويبكت نفسه ولا يعلم الآخرين.
صراخه نجس نجس = أى إعلانه للآخرين أن ما حل به نتيجة خطاياه ليتحذر الجميع.
الآيات 47-58:- و اما الثوب فاذا كان فيه ضربة برص ثوب صوف أو ثوب كتان. في السدى أو اللحمة من الصوف أو الكتان أو في جلد أو في كل مصنوع من جلد. و كانت الضربة ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة في الثوب أو في الجلد في السدى أو اللحمة أو في متاع ما من جلد فانها ضربة برص فتعرض على الكاهن. فيرى الكاهن الضربة ويحجز المضروب سبعة ايام. فمتى راى الضربة في اليوم السابع اذا كانت الضربة قد امتدت في الثوب في السدى أو اللحمة أو في الجلد من كل ما يصنع من جلد للعمل فالضربة برص مفسد انها نجسة. فيحرق الثوب أو السدى أو اللحمة من الصوف أو الكتان أو متاع الجلد الذي كانت فيه الضربة لانها برص مفسد بالنار يحرق. لكن ان راى الكاهن واذا الضربة لم تمتد في الثوب في السدى أو اللحمة أو في متاع الجلد. يامر الكاهن ان يغسلوا ما فيه الضربة ويحجزه سبعة ايام ثانية. فان راى الكاهن بعد غسل المضروب واذا الضربة لم تغير منظرها ولا امتدت الضربة فهو نجس بالنار تحرقه انها نخروب في جردة باطنه أو ظاهره. لكن ان راى الكاهن واذا الضربة كامدة اللون بعد غسله يمزقها من الثوب أو الجلد من السدى أو اللحمة. ثم ان ظهرت أيضًا في الثوب في السدى أو اللحمة أو في متاع الجلد فهي مفرخة بالنار تحرق ما فيه الضربة. واما الثوب السدى أو اللحمة أو متاع الجلد الذي تغسله و تزول منه الضربة فيغسل ثانية فيطهر.
برص الثياب
برص الثياب كما نقول سرطان الزجاج هو نوع من العث أي هوام صغيرة تدخل فى الثياب وتقرض الخيوط الدقيقة كما ينخز السوس في الخشب.
نخروب = الثقب أو التآكل. إذًا الفساد ليس سطحيًا بل ثاقبًا (هو نوع من التعفن)
الجردة = الموضع البالى أو المتغير من الثوب / هو ما تقشر من الشيء
باطنه أو ظاهره = ظهر القماش أو وجهه
سدى = warp هى ما شد من الخيوط طولًا
لحمة = woof هى ما شد من الخيوط عرضًا
إذًا هذه الوصية ليحمى الله ممتلكاتهم خصوصًا في غربتهم في الصحراء. ولاحظ اهتمام الله بالفقراء فهو يسمح بقطع الجزء المصاب حتى لا يهلك الثوب كله.
تأمل روحي
الثياب تشير لما يلبسه الإنسان من طبائع وعادات ومعاملات، أي كيف يرى الناس صفات هذا الإنسان. والله يهتم بهذا "لكى يرى الناس أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات". وإذا كان هناك شر في طرقنا ومعاملاتنا أو هناك عادة رديئة تملكت منا (برص في الثياب) فعلينا أن نغسلها أي نقدم توبة بل نحرقها أي نقضى عليها ونمتنع عنها نهائيًا.