القدرة الإلهيّة فالرّبّ ليس ضد الإنسان بل مع الإنسان.
وبالعهد الثاني رأينا حدث تهدئة العاصفة يكشف عن إستمراريّة يسوع المعلّم الّذي في صورة النائم بحسب السرد المرقسيّ (4: 35-41) يأتي بذاته وبقوة كلمته ليُسكّن عواصف حياتنا. مدعويّن كمؤمنين اليّوم أنّ نُكافح من أجل إعلان إيماننا وثقتنا بالرّبّ بطرق تتناسب مع معرفتنا لحقيقية الله الّذي نعبده. ففي صرخة التلاميذ هذه يظهر الخوف والهروب من الخلاص أي رفض الصلّيب، أي رفض طرق النجاة الإلهيّة الّتي يجب أنّ يتعامل معها كلّ جيل من تلاميذ يسوع. أمّا بالنسبة لمرقس، فإنّ قوة الله ظهرت في نوم يسوع على السّفينة الّتي تتقاذفها الأمواج. في يسوع، أخذ الله على عاتقه كل ما يتعلق بنا من خذل، ونوم، وجهل وخوف يدفعونا إلى إغماض أعيننا حتى مستقلين نظرتنا لذواتنا. هكذا يخلص الله يأخذ على عاتقه كل ما يتعلق بنا، حتى جهلنا ولكن في هذا النّوم في مؤخرة السفينة، يعلن سرّ الملكوت، سرّ قوة الله، الّذي قد يبدو لنا أحيانًا غيابًا، لكنه في الواقع هو طريقة أخرى للحضور الحقيقي. قد يبدو الله غائبًا بالنسبة لنا، لأننا نجهل حضوره الخفي والسرّيّ في حياتنا الباطنيّة والعلائقيّة.