غارت راحيل من ليئة ضرتها، لأنها ولدت بنين، بينما كانت هي عاقرًا، فذهبت وهي مُرّة النفس لتتشاجر مع يعقوب زوجها، كقول الكتاب: "فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ، غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: "هَبْ لِي بَنِينَ، وَإِلاَّ فَأَنَا أَمُوتُ!" (تك 30: 1). ولكن يعقوب رفض طلبها، وبين لها أن حلّ مشكلتها ليس في مقدرته، إنما هو أمر يخص الله ذاته، كقوله: "فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟" (تك 30: 2). لقد أعطى الله الإنسان قدرة على إتمام الكثير من الأعمال، ومع هذا فالإنسان ضعيف، محدود في قدراته، أما الله فهو كلي القدرة، كقوله: "هأَنَذَا الرَّبُّ إِلهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟" (إر 32: 27).