العلامة أوريجينوس
[الرؤساء (الشرفاء) هم الأنبياء الذين خبأوا البئر وغطوها بنبواتهم عن المسيح في أعماق الحرف، لهذا يقول أحد الأنبياء "وإن لم تسمعوا ذلك فإن نفسي تبكي في أماكن مستترة" (إر 13: 17) ويقول نبي آخر للسيد الرب "تسترهم بستر وجهك من مكايد الناس، تخفيهم في مظلة من مخاصمة الألسن" (مز 31: 20). إذن الرؤساء هم الذين حفروا البئر، أما الملوك الذين نقبوها أي قطعوها في الحجر. إذن الشرفاء أقل من الملوك يحفرون الآبار أي يعمقون في الأرض لكن إلى حد معين أما الذين دُعوا ملوكًا فهم أكثر قوة وعلوًا، لم يحفروا فقط في الأرض بل نقبوا في صلابة الصخر ليصلوا إلى أعماق أكثر وفحص أدق... هؤلاء هم الرسل. يقول أحدهم "فأعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1 كو 2: 10)، إنهم بفضل الروح القدس يفحصون أعماق الله ويخترقون أسرار البئر، بهذا يكونون قد نقبوا البئر في الصخر، واخترقوا أسرار المعرفة الصلبة والصعبة. أما دعوة الرسل ملوكًا فيمكن استنتاجه مما قيل عن المؤمنين "وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة" (1 بط 2: 9)... لهذا السبب دُعي السيد الرب "ملك الملوك" (رؤ 19: 16)].