لأنّني عندما أقارنه بأنانيّتي، وقلة محبّتي، وعدم غفراني، فإنّني أشعر بآلام تفوق مِرارًا كثيرة آلام المسامير والأشواك والحربة. فإنّ الآلام التي لم أعد احتملها ما هي حقًّا إلا آلام أنانيتي، وعدم محبّتي وغفراني! يا لَيْتك تأخذني مجدّدًا إلى جبل الجلجثة، لتصلب هناك أنانيّتي، وإنساني العتيق الذي لا يزال يحيا فيَّ، ويتصارع معيّ (أف 4/ 22)! فبحقٍّ، عندما أتذوّق حبّك، وأختبره أكثر فأكثر، سأكون قادرًا على الغفران الحقيقيّ، باقتناع تامّ وبدون إشفاق على الذّات، وقادرًا على المحبّة النّقيّة والنّاصعة؛ لا وبل، سأقبل الصّليب راضيًا وفرحًا.