رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوحنّا هو الشاهد الأساسيّ على مجيء المسيح، وهذا ما قاله عنه القدّيس يوحنا الإنجيلي في فاتحة إنجيله: “جاء (يوحنّا) شاهداً ليشهد للنور، فيؤمن عن شهادته جميع الناس” (1: 8). هذه الشهادة للمسيح تكتمل بعد معموديّته من يوحنّا، حيث شهد يوحنّا قائلاً: “رأيت الروح ينزل من السماء كأنّه حمامة فيستقرّ عليه. وأنا لم أكن أعرفه، ولكنّ الذي أرسلني أعمّد في الماء هو قال لي: إنّ الذي ترى الروح ينزل فيستقرّ عليه، هو ذاك الذي يعمّد بالروح القدس. وأنا رأيت وشهدت أنّه هو ابن الله” (يوحنّا 1: 32-34). يشهد يوحنّا هنا أنّ الله الذي أرسله (يوحنّا 1: 6) ليعمّد في الأردنّ، هو قال له إنّ الذي سينزل عليه الروح القدس هو المسيح، فرأى وآمن وشهد. القديس السابق المجيد يوحنا المعمدان يوحنّا هو أيضاً مثال التلميذ الأمين الزاهد بالسلطة وبكلّ أمجاد هذه الدنيا الفانية. لقد دعا تلاميذه إلى تركه والالتحاق بالمسيح. لم يصنع لنفسه اتباعاً، بل أعدّ تلاميذه ليكونوا أتباعاً للمسيح فقط. فهو القائل عن المسيح: “هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم. هذا الذي قلتُ فيه: يأتي بعدي رجل قد تقدّمني لأنّه كان من قبلي”(يوحنّا 1: 29-30). وبناء على هذا الكلام، طلب يوحنّا إلى تلاميذه أن يتبعوا يسوع فتبعوه (يوحنّا 1: 37). والشهادة الأخيرة ليسوع يعطيها يوحنّا المعمدان عندما يقول: “لا بدّ له من أن يكبر. ولا بدّ لي من أن أصغر” (يوحنّا 3 :30). أي أنّ هذا القدّيس لم يرد أن يكبر بحيث يحجب يسوع، بل تواضع فكبر بتواضعه وأبرز المسيح للناس. وهذا له مدعاة فرح بأن يمّحي لكي يظهر المسيح نوراً للعالم. وهو نفسه يقول: “مَن كان له العروس فهو العريس. وأمّا صديق العريس الذي يقف يستمع إليه فإنّه يفرح أشدّ الفرح لصوت العريس” (يوحنّا 3: 29) العريس هو المسيح والعروس هي الكنيسة، ويوحنّا يفرح بالعروسين لكي ينال هو أيضاً إكليل المجد. ترتبط مهمّة يوحنّا ارتباطاً وثيقاً بالتوبة، فنراه يشدّد على التوبة كأساس للدخول في ملكوت السموات: “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات”. وتمهيد طريق المسيح لا بدّ أن يعبر أيضاً في توبة الشعب المزمع أن يستقبله: “صوتُ صارخٍ في البرّيّة: أعدوا طريق الربّ واجعلوا سبله قويمة”(لوقا 3: 4). لذا كان يقول للجموع التي كانت تأتي إليه لتعتمد عن يده: “فأثمروا إذاً ثمراً يدلّ على توبتكم” (لوقا 3: 8). في ذلك الوقت أتى يسوع من الجليل الى الاردن ليعتمد على يد يوحن، وبينما هو خارج من الماء رأى يوحنا السموات تنشقّ والروح ينزل عليه كأنه حمامة (مرقس 1: 9- 10)، فقال يوحنا:”هذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم…انا لم اكن اعرفه، ولكني ما جئت أُعمد في الماء الا لكي يظهر أمره لاسرائيل… والذي ارسلني أُعمد في الماء هو قال لي: إن الذي ترى الروح ينزل فيستقر عليه، هو ذاك الذي يُعمد في الروح القدس. وانا رأيت وشهدت انه هو ابن الله ” (يوحنا 1: 29- 34). كان يوحنا يوبخ هيرودس انتيباس رئيس الربع (حاكم الجليل) الذي اتخذ امرأة اخيه هيروديا مخالفا بذلك الشريعة، وكان يوحنا يقول لهيرودس “لا يحل لك ان تأخذ امرأة اخيك” (مرقس 6: 18). وبسبب ذلك امر هيرودس بسجن يوحنا (لوقا 3: 20)، وأرادت هيروديا ان تقتل يوحنا لكنها لم تستطع (مرقس 6: 19).ولما احتفل هيرودس بذكرى مولده رقصت سالومة ابنة هيروديا في الحفل، فاعجبت هيرودس، فأقسم لها انه يعطيها كل ما تطلب. فسألت امها، فأشارت عليها بأن تطلب رأس يوحنا. فأرسل هيرودس حاجبا فقطع رأس يوحنا وأُتي بالرأس على طبق فأعطاه للصبية والصبية اعطته لامها. وبلغ الخبر الى تلاميذ يوحنا، فجاؤوا وحملوا جثمانه ووضعوه في القبر (6: 17- 29). في بشارة الملاك لزكريّا والد يوحنّا، يقول الملاك عن يوحنّا: “إنّه سيكون عظيماً أمام الربّ، ولن يشرب خمراً ولا مسكراً، ويمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمّه، ويردّ كثيراً من بني إسرائيل إلى الربّ إلههم، ويسير أمامه (…) فيعدّ للربّ شعباً متأهّباً” (لوقا 1 :15-17). ما قاله الملاك المرسل من الله إلى زكريّا مبشّراً بيوحنّا هو خير مختصر عن حياة يوحنّا كلّها. فطوبى لكلّ إنسان يستطيع أن يتمثّل بيوحنّا من حيث دعوته وشهادته وتوبته وتأهّبه الدائم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إنَّ الطوباوية مريم لتتَّحدُ اتحاداً وثيقاً بالكنيسة |
المعمودية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإيمان |
محاربة الخطية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهلاك وموت جسده |
الأبراج الاكثر ارتباطاً في عام 2020 |
هلال | أهلّة |