منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 04 - 2024, 03:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

بولس الرسول والكلام الجنائزيّ، المدائح اليونانيَّة والصلوات



الكلام الجنائزيّ، المدائح اليونانيَّة والصلوات.

أ- الكلام الجنائزيّ

تشكِّل الخطب الجنائزيَّة لدى اليونانيّين، جسمًا مميَّزًا من المديح البلاغيّ، ويَذكر أرسطو معظمها في كتابه البلاغة. نقرأها فنتفحَّص استعمال التضخيم من أجل الفرادة. ومع البلاغيَّة النظريَّة التي تحدَّثنا عنها، تشهد هذه الأمثلةُ أنَّ مبدأ الفرادة هو تقليد أدبيّ ثابت ينطلق من عصر أثينة الذهبيّ.

في الكلام الجنائزيّ تبع ليسياس(36) اصطلاحًا فيه يُمدَح الناس على مستوى الجغرافية (البلاد)(37) فالاحتفال بأثينة على أنَّها مدينة المتوفّى، يتضمَّن أنَّ الميت الذي يُمدَح يشاركها في فضائلها. وتقريظه يتأسَّس على مديح أمِّه »الجغرافية«، أثينة، والأجداد في الأجيال السابقة الذين رفعوا هذه الحاضرة النبيلة.

كان من الطبيعيّ، من أجل أجدادنا... أن نقاتل قتال العدالة، لأنَّ بداية حياتهم الأولى كانت عادلة... كانوا أوَّل الناس وكانوا فريدين(38) في وقت سارت الطبقات... وأقامت الديموقراطيَّة.(39)

أجدادُ هؤلاء الموتى قاتلوا من أجل حرِّيَّة أثينة، على مثال ما فعل أولادُهم اليوم. ولكن الذين ما خافوا اليوم يكرَّمون بشكل فريد. كانوا الأوائل، بل قاتلوا وحدهم (الخطبة 23) في هذه الظروف. ما من يونانيّ آخر تجرَّأ فحاول أن يخلِّص الآخرين وما من إنسان يستطيع أن يجد حكومة مثل التي في أثينة. وما من شعب آخر نعِمَ بمثل هذه الحرّيَّة. وما من إنسان آخر عاش في الديموقراطيَّة. وواصل ليسياس كلامه: »هناك آخرٌ واحد لهم أن يُشركوا موتهم مع الكثيرين ولكن »مع القليلين« (الخطبة 24). وهكذا يكرَّم رجال أثينة في الماضي وفي الحاضر على أنَّهم »أوَّلون وفريدون« أو »أوَّلون في قلَّة«.

وامتدح توسيديا(40) أثينة كمنبع جغرافيّ للنبل لدى الذين يذكرهم في خطبته الجنائزيَّة (2: 35). فحين امتدح أولئك الذين سقطوا في حرب البيلوبونيز(41) ضخَّم عظمتهم التي أخذها من أثينة، التي هي أمُّ الأبطال لأنَّها مدينة فريدة في نبلها:

»وحدهم الآثينيّون ينظرون إلى الرجل الذي لا يشارك في الأمور العامَّة، لا على أنَّه يهتمُّ بتجارته الخاصَّة، بل على أنَّه غير صالح لشيء« (2/40: 2).

وواصل كلامه:

»نحن وحدنا نقدِّم الإحسانات بدون خوف من النتائج، ولا نحسب ما يمكن أن نربحه. بل نثق بروح السخاء الذي ينشِّط فينا« (2/40: 5)

وفي النهاية يعلن:

»بما أنَّ أثينة وحدها(42) بين معاصريها... تتفوّق(43) على الجميع، وبما أنَّها وحدها لا تخاف العدوَّ الآتي عليها، فيَغضب لأنَّه قُهر، كما أنَّ سكّانها لا يبكون إذا كان سيِّدهم غير جدير« (2/41: 3).

وفي النهاية أفلاطون (429-347 ق.م.) في كتابه مناكسانس(44). قدَّم سقراط إلى مناكسانس خطبة جنائزيَّة أخذت كلَّ الاصطلاحات البلاغيَّة في ذلك اليوم. لا نعجب إن كان بلدُ (جغرافية) شخص يعطيه ينبوعًا كبيرًا من الكرامة، وهنا أثينة. عدَّد سقراط أسبابًا كثيرة لإكرام أثينة، ولا سيَّما فرادتها. »كانت أرضنا الفريدة(45) والأولى في ذلك الزمان في تأمين الغذاء للناس«(46). ثمّ إنَّ جنود أثينة »بواسطة النصر الذي نالوه على البرابرة علَّموا سائر الناس أنَّ قوَّة الفرس يمكن أن تُغلَب« (مناكسانس، 242ب). وهكذا تكون الفرادة أمرًا عاديًا في بلاغة الخطبة الجنائزيَّة.(47)

ب- المدائح اليونانيَّة والصلوات

واعتادت المدائح والصلوات أن تُبرز فرادة الآلهة وتمدحهم. وجاءت الصلوات في العالم اليونانيّ، في بنية مثلَّثة: (1) نداء إلى الألوهة بواسطة الاسم أو اللقب والكنية، أو صفة من الصفات. (2) خطبة تأتي في صلاة تشرح لماذا تؤجَّه المؤمن إلى إلهه الخاصّ، وما هي علاقته بهذا الإله، ولماذا يظنُّ أنَّه يقدر أن بحسب حساب مساعدة هذا الإله. (3) الطلب أو مضمون التوجُّه(48). ونحن لا نعجب إن وجدنا »الفرادة« في الصلاة والدعاء. مثلاً: كلايانت »في مديح زوس«(49):

أنت يا أمجد الخالدين

المكرَّم فوق الأسماء العديدة

يا زوش، يا أوَّل علَّة للطبيعة (المخلوقة)

وجِّهْ كلَّ شيء نحو الشريعة.(50)

زوش هو فريد لأنَّه الأمجد، حتّى وسط الخالدين، أي بين مجموعة من النخبة. وحول زوش الذي نال الأسماء العديدة، نقرأ ما قال ديون الذهبيّ الفم(51):

»أنظر إذا كنت ولا تريد أن تجد أنَّ التمثال يُحفظ مع كلِّ الألقاب التي بها يُعرَف زوش. فهو وحده بين الآلهة من لُقِّب ''الأب والملك''، ''المحامي عن الحواضر''، ''إله الأصدقاء''، ''إله الأصحاب''، ''المحامي عن الطالبين''، ''إله الضيافة''، ''معطي النموّ''« (12: 75).

بما أنَّ زوشًا له أسماء عديدة فهو يكرَّم حصرًا كالألوهة لدى كليانت والرواقيّين. حين يتوجَّه النشيد إلى زوش على أنَّه »العلَّة الأولى للخليقة«، فهو يكرِّمه على أنَّه وحده معطي العقل الذي يجعل الكون في متناول الفكر البشريّ. وفي النهاية، زوش هو المعلِّم والقائد فوق كلِّ الأشياء فيدلُّ على تساميه الفريد وقدرته: وضعُ زوش فريد، أسماؤه عديدة، دورُه حصريّ في صنع المسكونة وتدبيرها.

وفي خطٍّ آخر، نقرأ شعرًا يمتدح الإلاهة إيزيس ويدعو الناس إلى تكريمها بحسب أسمائها العديدة:

أنا إيزيس، ملكة الأرض كلِّها(52) علَّمها هرمس

وأيَّ شريعة أمرت لا يمكن أن تُلغى(53)

أنا أكبر فتاة لأكثر الآلهة شبابًا، كرونوس (الوقت)

أنا زوجة الملك أوزيريس وأخته

أنا أوَّل من كشف ركنًا للبشر

أنا أمُّ الملك حورس.(54)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شاول هذا المواطن الرومانيّ الذي دخل في الثقافة اليونانيَّة
بولس من رسالة بولس الرسول الي عبرانيين (11 : 17 - 31) يوم الثلاثاء
ظهور الرب لبطرس الرسول كما اكَّد بولس الرسول
ذكصولوجية القديسين بطرس الرسول و بولس الرسول - قبطي
البولس بولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى كورنثوس (14 : 12 - 17) يوم الجمعة


الساعة الآن 09:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025