رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شاول هذا المواطن الرومانيّ الذي دخل في الثقافة اليونانيَّة لم ينسَ أصوله اليهوديَّة. »هو المختون في اليوم الثامن«. تربّى كما تربّى أترابه. تعلَّم الشريعة بدءًا بقراءة سفر اللاويّين وأنشد المزامير، واعتاد أن يمضي إلى المجمع يوم السبت. ولمّا بلغ الثانية عشرة، صار »ابن الوصيَّة«. كان هناك امتحان، كما حصل ليسوع حين أضاعه والداه في الهيكل (لو 2: 41ي). لا شكَّ في أنَّ شاول (بولس) كان مُجلاٌّ. لهذا ما اكتفى والده بما تعلَّم في المجمع، بل أرسله إلى أورشليم. وهناك تعلَّم لدى غملائيل الأوَّل ذاك الرابّي المعروف، وافتخر بذلك في إحدى دفاعاته: »أنا رجل يهوديّ وُلدتُ في طرسوس من أعمال كيليكية، لكنّي نشأتُ هنا في هذه المدينة، وتعلَّمتُ عند قدمي غملائيل شريعة آبائنا تعليمًا صحيحًا« (أع 22: 3). هذا يعني أنَّ شاول عرف اللغة العبريَّة التي لم تكن تعرفها سوى قلَّة قليلة، كما عرف أصول التفسير لدى المعلِّمين. خطبته أمام اليهود في أنطاكية بسيدية خير شاهد على إلمامه بتاريخ شعبه: »إله هذا الشعب اختار آباءنا، ورفع قدر هذا الشعب...« (أع 13: 17). وفي نهاية سفر الأعمال، كان الحوار شبه متواصل مع بني قومه: »أخذ بولس يحدِّثهم من الصباح إلى المساء، شاهدًا لملكوت الله، محاولاً أن يقنعهم برسالة يسوع مستندًا إلى شريعة موسى وكتب الأنبياء« (أع 28: 23). ولنا بعض الأمثلة عن شروح الرابّينيّين أوردها بولس في رسائله. في 1 كو 10: 1-5، الكلام عن مسيرة الشعب برفقة موسى: المرور في البحر، السحابة، وفي النهاية تلك الصخرة التي ترافق الشعب فتؤمِّن لهم المياه في البرِّيَّة حتى الوصول إلى أرض الموعد (عد 20: 8-11). والمقابلة بين سارة وهاجر، بين الولادة من الجارية والولادة من الحرَّة (غل 4: 21ي). والإشارة إلى موسى الذي شعَّ وجهه من خلال اللقاء بالله (خر 34: 29). |
|