يرى العلامة أوريجينوس أن سارة تشير إلى الحكمة، لذا فقد التصق بها رجل الله البار إبراهيم، بكونها عروسه الأميرة التي يسمع إليها في كل ما تقوله.
* أعتقد أن "سارة" التي تعني "أميرة حاكمة," تمثل arete التي هي فضيلة النفس. فهذه الفضيلة إذًا تصاحب الإنسان الحكيم والمؤمن وتلتصق به, تمامًا مثل ما قال الرجل الحكيم عن الحكمة: "وددت أن آخذها لي زوجة" (حك 8: 2) لهذا قال الرب لإبراهيم: "في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها" (تك 21: 12). هذا القول، على أي الأحوال لا يناسب الزواج الجسدي، فكما هو معروف أنه قد أعلنت العبارة من السماء التي قيلت للمرأة: "إليه يكون ملجأكِ، وهو يتسلط عليكِ" (راجع تك 3: 16) فإن قيل عن الزوج أنه سيد زوجته, فكيف يُقال لإبراهيم," في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها". أما إذا كان متزوجًا بالفضيلة, ففي كل ما تشير به عليه, فليستمع إليها.
* في الواقع, يميز الله تقدم القديسين مشبهًا إياه بالزواج. ففي إمكانك أنت أيضًا, إذا رغبت, أن تصير زوجًا من هذا القبيل. فعلى سبيل المثال, إن كنت تمارس كرم الضيافة, فستبدو وكأنك قد أخذت هذه الفضيلة زوجة. فإن أضفت إلى ذلك التعاطف مع الفقراء, فقد صار لك زوجة ثانية. أما إذا اكتسبت لنفسك أيضًا الصبر والرقة وغيرها من الفضائل, فستبدو وكأن لك زوجات بعدد الفضائل التي اكتسبتها.