رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا لا نقول عن العذراء أنها والدة الإنسان يسوع؟ إنها بالفعل والدة الإنسان يسوع ولكن لأن يسوع هو هو نفسه الله الكلمة المتجسد وليس آخر، ونحن لا نفصل الله الكلمة عن الإنسان يسوع وكأنه في المسيح شخصين أو ابنين هما ابن الله وابن الإنسان بل ابن واحد وشخص واحد هو هو نفسه ابن الله وابن الإنسان، لذلك نؤكد أن العذراء مريم هى “والدة الإله” لئلا يظن أحد أنها ولدت إنساناً وابناً ليس هو ابن الله. بل إن الملاك جبرائيل قال لها “فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ” (لو 1: 35). إن قلنا أن العذراء ولدت إنساناً فهذا سوف يعطى فرصة للبعض أن يقولوا أنه نبى أو أنه ليس إلهاً. إلا أن هذا لا يمنع أننا نعترف أنها ولدت إنساناً، ولكن هذا الإنسان هو إله متجسد وهو هو نفسه إله وإنسان في آنٍ واحد. ولكن من ناحية أخرى، إن إدّعى أحد، مثل أوطاخى مثلاً، أن المسيح هو إله فقط وليس إنسان، إذ أن في نظره الناسوت ذاب في اللاهوت، أو مثل الدوسيتيين الذين ادّعوا أن المسيح اتخذ جسداً خيالياً، فينكرون ناسوت المسيح: على أمثال هؤلاء نرد بقولنا أن المسيح هو إنسان كامل، ونؤكِّد أن العذراء ولدت المسيح كإنسان. أما المشكلة التى نحن بصددها فهى إنكار إلوهية المسيح لذلك لابد أن يكون تركيزنا في الشرح على أن العذراء هى “والدة الإله”. نحن كمسيحيين نؤمن أن السيد المسيح ليس هو إنسان متألّه أو إنسان سكن فيه الله الكلمة، كما قال نسطور بطريرك القسطنطينية الذي حرمته الكنيسة في مجمع أفسس المسكونى عام 431م، بل نؤمن أن المسيح رب المجد هو إله متجسد، مثلما قال إنجيل القديس يوحنا “كَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ… وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا” (يو1:1، 14). ويقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى تلميذه تيموثاوس “وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُو سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ” (1تي3 :16) وأنه فيه “يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً” (كو2: 9). خطورة التعليم بأن المسيح هو إنسان تأله هو أن ذلك يجعل المسيحية في موقف الشرك في العبادة، لأنه إذا تألّه أحد البشر فهذا معناه تأليه الإنسان، مثلما ألّه أباطرة الرومان أنفسهم. وهو نوع من تعدد الآلهة. الإله يمكنه أن يتجسد، لأن الله قادر على الظهور، وقادر على التجسد لأنه قادر على كل شئ. لكن الإنسان لا يمكنه أن يتأله على الإطلاق. |
|