رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخُلاصة: يروي النص الإنجيلي مثل الوَزَنات عن رجل لديه ثروات، وبسبب سفره في رحلة طويلة، يُودع ثرواته لخَدمِه كي يضاعفوها، كل واحد قد أخذ نصيبًا غير الآخر. الخادم الأول اخذ خمس، والخادم الثاني اخذ وزنتين والخادم الثالث اخذ وزنة واحدة. اثنان منهم يستثمران المال الذي تلقياه، ويربحا مبلغًا مُساويًا لِمَا تسلماه. والخادم الثالث تلقى وزنة واحدة فقط، يذهب ويدفنها في حُفرة في الأرض. ولدى عودة سَيِّده يُعيد إليه الوَزْنَة على حالها. إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في مثل الوَزَنات هي أنَّ الرَّبّ يمنح جميع النَّاس مواهب وعطايا مختلفة. فواحد نال خَمْس وَزَنات، وآخر اثنتين، وآخر وَزْنَة كل حسب طاقته. وليس المهم عدد الوَزَنات أو العطايا الّتي يتلقّاها الإنسان، بل الأهمّ كيف يستخدمها. فالنَّاس لا يتساوون في القدرات، لكنّهم كلهم مسؤولون عن الجهد والاستثمار. كلّ واحد منّا مدعوٌّ إلى أن يُثمر بموجب الهِبات والمواهب والوَزَنات الّتي حصل عليها. لكلِّ إنسان مواهب، ويتوجب على كل واحد استثمار مواهبه الجسديّة والعقليَّة والمهنيَّة والفنيَّة والرُّوحيَّة في سبيل مجد الله وخدمة الإنسان على الأرض. وكل إنسان يُكافأ بحسب جهوده وتجاوبه مع مشيئة الله. وخطيئة صاحب الوَزْنَة الواحدة هي انه اعتبر سَيِّده ظالما، فخاف، فعطّل الخَوف إرادته ومنعه من العمل. وعندما هبَّ الرَّبّ محاسبته يوم الدَّينونة، لم يُكافِئه على ما عنده من وَزَنات ومواهبّ، بل على مقدار ما بذل من جَهدٍ في سبيل إنماء هذه المواهب. إذا استسلم الإنسان إلى الكسل والخُمول الرُّوحي، كانت دينونة الرَّبّ لـه شديدةً جدًّا في ظلام الهلاك الأبدي. ومن هذا المنطلق، يهدف مثل الوَزَنات إلى ما يجب على المؤمنين عمله أثناء غياب الرَّبّ عنهم ومجيئه الثَّاني. وقد أعطانا الله إمكانات لبناء وتوسيع مَلَكُوته، ولذلك ينتظر الرَّبّ يسوع منا استخدام المواهب حتى تزداد وتتضاعف في سبيل المَلَكُوت. الإنسان الخائف والكسلان يذهب من فقر إلى فقر، أمَّا الإنسان الجريء النَّشيط فيذهب من اغتناء إلى اغتناء. وهكذا من لا يُلبِّي مشيئة الله ولا يعمل بوصاياه، يفتقر روحيًا حتى الفقر المُطلق الذي هو الهلاك الأبدي. أمَّا الذي يُلبِّي مشيئة الله، فإنه يغتني روحيًا حتى الغِنى المُطلق وهو النَّعيم السَّماوي. فصاحب الوَزَنات الخَمْس والوَزْنَتَين قدَّما كل شيء لسَيِّدهما، الرأسمال والرِّبْح، وأرادا أن يعترفا بحق سَيِّدهما المُطلق عليهما، كما أرادا أن يتمجدا سَيِّدهما بأعمالهما. فلا يجوز أن نستخفَّ بعطايا الله ومواهبه، كما فعل الخَادِم الكسلان الشِّرِّير، وفي هذا الصدد يعلق العلامة أمبروسيوس "أنتَ الذي تدفنُ وزنتَكَ في الأرض (متى25: 25)، إنّما أنتَ حارس لتلك الوَزْنَة (الخَيرات) وما أنتَ بمالكها؛ أنتَ خادم ولست السَّيّد. والحال هذه فإنّك قد دفَنْتَ قلبَكَ مع تلك الوَزَنة. حَرِيُّ بكَ أن تبيعَ ذهبك وتشتريَ به لنفسِكَ الحياة الأبديّة والخَلاص في مَلَكُوت الله، "حيثُ يكونُ كَنزُكَ يكونُ قلبُكَ" (متى 6: 21) (نابوتَ (اليِزرَعيليِّ الفقير، 58). |
|