منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 11 - 2023, 07:47 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

مَثلُ الوَزَنات | الوَزَنات على صعيد مَسْؤوُلِيَّة




الوَزَنات على صعيد مَسْؤوُلِيَّة



الوَزْنَة في هذا المثل تُمثِّل أيَّ موهبة أُعْطيت لنا، فالله يُعطينا وقتًا وقدرات ومواهب وغير ذلك من الخَيرات بحسب قدراتنا، وينتظر منا أن نستثمرها بحِكْمَة إلى مجيئه. فالوَزْنَة دون أدنى شكٍّ تلقي علينا المَسْؤوُلِيَّة الكبرى، والواجب والعمل التي ألقاها الرَّبّ علينا، كما على الرُّسل من قبلنا، خلال غيابه: حتى إذا عاد يكافئ كُلاً منَّا على ما أعطت يداه وقلبُه وفكرُه. فلا يوجد لدينا أي مُبرِّر حقيقي للتواني والكسل والإهمال أو الرَّفض أو اللامُبالاة، بل واجبنا النَّشاط والغَيْرة والعمل في كرم الرَّبّ. فنحن مسؤولون عن استخدام ما أعطاه إياه الرَّبّ استخدامًا جيدًا، والقضيِّة ليست كم لنا، بل ماذا نفعل بمواهبنا وقدراتنا وبمالنا. ومن هذا المنطلق، الوَزْنَة هي أمانة في أعناقنا نحاسب عليها، وهي ما يكتنزه كلّ مسيحي من محبة وإيمان ورجاء بكلام الرَّبّ وبخلاصه.



يريدنا يسوع وقت "غيابه" أن نتحمَّل مَسْؤوُليَّة كلمته بأنفسنا؛ "فنحن" ملْكٌ خاص" لله وكل المواهب والقيم والثَّروة التي لدينا هي له، وهي وديعة عندنا. وينتظر الله أن نقوم باستثمارها. فالعمل يُكرم مواهب الله والوَزَنات المُعطاة" (التَّعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 2427).



في المثل عنصر المفاجأة التي تعلنها الدَّينونة التي هي خلافٌ لِمَا نعتقد. لذلك لقد فضّل السَّيد روح الاستثمار عند الخادمين الأولين، على الرغم من انه لا يخلو من المَخاطرة، وحذَّر الخَادِم الثَّالث السَّلبي والآمن الذي دفن وَزْنَة سَيِّده خوفًا من فقدانها. لم تتوافق الدَّينونة مع التَّوقعات البشرية. يصير المثل أداة دعوة إلى التَّغيير: تفضيل حقيقة الله على حقيقة العَالَم (لوقا 12: 21) واختيار العدالة بدل أمان المَال الخدّاع (لوقا 16: 22-26).



في المثل عدم المساواة في توزيع الوَزَنات. ربما نقول انه ظلم لأنَّنا ننظر إلى المظاهر الخَارجية للأشياء، أمَّا إذا نظرنا بعيون يسوع نرى مساواة بين البشر: مساواة في منح الفرص والإمكانات، انه يطالب كل واحد "على قَدْرِ طاقَتِه" وفروقاته الفرديَّة. ويُعلق البابا فرنسيس على مثل الوَزَنات "إنَّنا ننال مواهب من الله "كل على قدر طاقته (متى 25، 15)، من ثمَّ إ أنه أُعطي كل خادم وَزَنات كي يُضاعفها" (عظة البابا فرنسيس الأحد التَّاسع عشر من تشرين الثَّاني 2017). والطَّاقة هي من عمل النِّعْمَة، وعلى أساس عمل النِّعْمَة يمنح الله الوَزَنات، كما جاء في تعليم بولس الرسول" ولَنا مَواهِبُ تَختَلِفُ بِاختِلافِ ما أُعْطينا مِنَ النِّعمَة " (رومة 12: 6)، وعلى هذا الأساس اللاهوتي تتمُّ المُحاسبة والعِقاب، فمن لم يربح يُعاقب لأنَّه عطَّل عمل النِّعْمَة فأوقف عمل الوَزَنات.



لا يحكم الرَّبّ على النَّاس بنسبة النَّجاح الذي بلغوه، بل بنسبة الجهد الذي بذلوه، ولا يحكم على النَّاس بنسبة كمية العمل التي أدّوها بل على قدر المَسْؤوُلِيَّة التي التزموا بها. انه حكم عليهم وَفْقًا لاستخدامهم ما لديهم من مؤهَّلات. فمن استثمر وزنتين يُكافأ مكافأة متساوية مع الذي استثمر الوَزَنات الخَمْس. إنه يحترم الفروقات الفرديَّة بين الأشخاص. ولكل واحد منَّا خصائصه وغِناه ومواهبه. فكل كائن فريد ولا بديل له في عينيَّ الله كما نقول في العامية "خلقك الله وكسر القالب وراءك".



تدخل الفروقات في توزيع الوَزَنات في خطة الله، الذي يريد أن يقبل كل واحد ما يحتاج إليه، وأن يشارك من عنده من "وَزَنات" خاصة مَن هم في حاجة إليها. فالاختلافات تشجِّع الأشخاص على المشاركة وتحفز الثَّقافات على اغتناء بعضها ببعض. ويوضِّح ذلك ما كتبته القديسة كاترين السَّيانية على لسان الله سبحانه تعالى "لا أعطي كل الفضائل لكل واحد بالمساواة... للواحد المحبة، وللآخر العدل، لهذا التَّواضع، ولذاك الإيمَان الحَي. أمَّا الخَيرات الزمنية، والأشياء الضُّروريَّة لحياة الإنسان، فقد وزَّعتها بلا مساواة أكبر. ولم أرد أن يمتلك كلُّ واحد كل ما هو ضروري له حتى يكون هكذا للنَّاس فرصة، لكي يمارسوا المحبَّة بعضهم تجاه بعض. أردتُ أن يكونوا في حاجة بعضُهم إلى بعض، وان يكونوا وكلائي لتوزيع النِّعم والحسنات التي تقبلوها منِّي" (التَّعليم المسيحي الكاثوليكي، بند 1937).

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَثلُ الوَزَنات | الخُلاصة
مَثلُ الوَزَنات | الوَزَنات على صعيد الأمانة في استثمارها
مَثلُ الوَزَنات | الوَزَنات على صعيد المَلَكُوت
مَثلُ الوَزَنات | فَدَنا الَّذي أَخَذَ الوَزَنات الخَمْس
مَثلُ الوَزَنات | فأَسرَعَ الَّذي أَخَذَ الوَزَنات الخَمسَ


الساعة الآن 04:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024