وجاءت ساعة المعركة الحاسمة في الجلجثة؛ يوم أن مضى ربنا ليُصلَب بكامل اختياره، ليتمِّم مشورة الله المحتومة، وفي ذات الوقت يربط القوي - الشيطان - وينهب أمتعته. ولم يكن هذا أمرًا مجهولاً لدى سيدنا؛ فلقد أعلن لصالبيه «هذه ساعتكم وسلطان الظلمة» (لوقا22: 53).
ورغم أن إبليس أهاج الجمع قائلين: «أصلبه.. أصلبه»، وفعلاً صُلب ربنا يسوع، ومات، ودُفن؛ والخصم قد ظَنَّ بأنه ظفر؛ إذ دُفِنَ الربّ يسوع وخُتم الحجر!!
ولكن المفاجأة المذهلة لإبليس كانت أن الرب يسوع لم يَقُم من القبر فقط، لكنه تمَّم القول «يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس» (عبرانيين2: 14). بل وأكثر من ذلك، أن الرب يسوع جرَّده من كل ما له من نفوذ «إذ جرَّد الرياسات والسلاطين، أشهرههم جهارًا ظافرًا بهم فيه (الصليب)» (كولوسي2: 15).
إننا فخورون بربنا يسوع المسيح، الأسد الخارج من سبط يهوذا، بطل الجلجثة والصليب. يا ليتنا نعطيه المجال ليكون بحق سيدي وسيدك، ونحتمى فيه «اسم الرب برج حصين، يركض إليه الصدّيق ويتمنَّع» (أمثال18: 10). وبه، ومعه، على الأسد والصل نطأ، الشبل والثعبان ندوس.