![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() معلوم لدينا أن الشجاع هو ذلك الشخص الجريء المقدام الذي يواجه الأزمات ببسالة وثبات، ولا يخشى الضرر ولا يهاب الخطر. أما الهروب فهو سمة الجبناء. إنما موضوع شخصيتنا الذي سنتأمل فيه معًا فهو عن شاب في مقتبل العمر، أضاف لونًا جديدًا من الشجاعة الفريدة التي تمثلت في الهروب من موقف رهيب. هذه الشجاعة صنعت من هذا الشاب الأمين بطلاً تُمتَدح فضائله، ومثلاً يُحتَذى به عبر الأجيال. موقف فاصل لشاب فاضل دعونا نقرأ من سفر التكوين أصحاح 39 قصة هذا الشاب: يوسف. ستجدونه جميلاً بالحق، لا لكونه فقط شابًا وسيمًا حلو الصورة وحسن المنظر، لكن خصاله الراقية قد أضافت لحُسن طلعته هيبة وجاذبية من نوع خاص. ذلك الشاب الذي كلّلته الأمانة وزيّنته الاستقامة، يستحق أن يخلع الشباب له قبعاتهم تحية وتقديرًا له، مهيبين بشجاعته المتفردة التي تألقت في موقفه الصائب وهروبه الواجب. وقف يوسف الشاب موقفًا اتّسم بالرجولة في قراره واصطبغ بالتقوى في إصراره، فجاء رفضه القاطع للإغراء الشديد لكمة قوية في وجه الشهوة، بل طعنة في مقتل. وبمعونة الرب انتصر، فالرب وعد أن يتشدد مع جميع الذين قلوبهم كاملة نحوه. وقف يوسف في صفِّ الرب، وهتف هتاف الحرب، فصاح صيحة الولاء لسيده العظيم، تلك الصرخة التي تردَّد صداها في سرداب التجربة المظلم، فأفزَعت حشرات الليل الرديئة حوله. وانطلق إلى النور ليعتلي تل العفاف منتصرًا رافعًا راية الظفر، راية مكتوب عليها “الهروب من الشهوات هو شيمة الأتقياء”. |
![]() |
|