منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 09 - 2023, 03:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

تأكيد مُسبق لمَجْد الأبرار






تأكيد مُسبق لمَجْد الأبرار:

يسوع الذي تَجلَّى على الجَبَل وشعّ منه النُّور ليس المسيح الاله فحسب، أنما أيضا هو المسيح الإنسان. فالمسيح صورة الله وصُورة الإنسان معا. والتَّجَلِّي هي صُورة يسوع المُمَجْد، وهذه هي هيئة يسوع بعد قيامته في الجسد المُمجَّد. وسنكون على هذه الهيئة بعد موتنا في السَّعادة الأبدية. لذلك يقول بولس الرَّسُول "ونَحنُ جَميعًا نَعكِسُ صورةَ مَجْدِ الرَّبّ بِوُجوهٍ مَكشوفةٍ كما في مِرآة، فنَتَحوَّلُ إلى تِلكَ الصُّورة، ونَزدادُ مَجْدًا على مَجْد، وهذا مِن فَضْلِ الرَّبّ الَّذي هو روح"(2 قورنتس 3: 18). فالتَّجَلِّي هو دخول بالنفس إلى تذوّق الحياة الأبدية، لترى يسوع قادمًا في ملكوته، مُعلنًا أمجاده الإلهيّة وهي بعد في الجسد. فيُعد التَّجَلِّي نوعًا من الشعور أو الإعلان المُسبق للمَجْد في حياة يسوع على الأرض، هذا المَجْد الذي أنبأ بان الأبرار سيتمتعون به في آخر الأزمنة في ملكوت الآب (متى 13: 43)، لان يسوع يمتلك هذه المَجْد منذ الآن، كما جاء في إنجيل لوقا " فَعايَنوا مَجْده"(لوقا 9: 32).

يحمل حدث التجلي نور تجلي الرّبّ لحياتنا، إذ يعكس حياتنا مستقبلاَ مثل يسوع. نحن أيضًا مدعوين اليوم لتسلق الجبل المقدس مع يسوع للتأمل في حقيقة تجلينا مستقبلاً، ويؤكد بُطرس مُسبقا مَجْد الأبرار، إذ إنّ السعادة والرهبة اللتين أحسّ بُطرس بهما، وهو يرى يسوع مُتجلّيًا، وحولَه النبيّان العظيمان، قد دفعتاه إلى أن يقول " يا ربّ، حَسَنٌ أَن نكونَ ههُنا " (متى 17: 4)، وكأنه لا يريد أن تنتهي هذه اللحظة، أو أن يوقف الزمن ويدخل في الأبدية من الآن، ولا يريد أن ينزل عن الجَبَل وتمنى ولو يبقى في حالة السَّماء هذه، وهنا نفهم حقيقة معنى السَّماء على أنها الفرح الدائم لرؤية وجه الله تعالى.

يضيء التَّجَلِّي النُّور على مصير الإنسان البَار، كما جاء في تعليم بولس الرَّسُول "سيُغَيِّرُ المسيح هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير فيَجعَلُه على صُورةِ جَسَدِه المَجيد بما لَه مِن قُدرَةٍ يُخضِعُ بِها لِنَفْسِه كُلَّ شيَء" (فيلبي 3: 21). وقالَ أيضًا: "لأنَّكُم قَد مُتُّم وَحَيَاتُكُم مُحتَجِبَةٌ مَعَ المَسِيحِ فِي الله. فَإذَا ظَهَرَ المَسِيحُ الَّذِي هُوَ حَيَاتُكُم، تَظهَرُونَ أنتُم أيضًا عِنَدَئِذٍ مَعَهُ" (قولسي 3: 3 -4). أكَّد حدث التَّجَلِّي الشعور المُسبَق للأبرار ومصيرهم، وذلك نتيجة ارتباطه بعيد المظال. فعيد المظال هو ثالث الأعياد السنوية الكبرى التي كان يجب فيها على كل ذكر في إسرائيل أن يتراءى أمام الرَّبّ في الموضع الذي يختاره (تثنية الاشتراع 16:16)، ويُعرَف بالعبرانية "سُّكُّوت"، הַסֻּכּוֹת واشتق الاسم من عادتهم في أن يسكنوا مظالًا أثناء مدة العبادة "يُقيمونَ في الأَكْواخِ سَبعَةَ أيَّام" (الأحبار 23: 40). فقد اختلط العيد بذكرى تاريخية وهي إقامة العبرانيين في المظال في البَرِّيَّة (عدد 12:29 -38). وتحقَّق هذا العيد في صورة أكمل وأعمق في العهد الجديد، حين تَجلَّى السَيِّد المسيح على جَبَل طابور أمام ثلاثة من تلاميذه، إذ رأى بُطرس الرَّسُول الحصاد الحقيقي قد تمّ، إذ ظهر السَيِّد المسيح في بهائه وحوله موسى وإيليَّا، واشتهى أن يقيم عيد مظال لا ينقطع، سائلًا السَيِّد المسيح أن يصنع ثلاث مظال، واحدة للمسيح وأخرى لموسى النبي وثالثة لإيليَّا، ليبقى التَّلاميذ في هذا العيد أبديًا (متى 17: 6). لكن السَيِّد المسيح أرسل مظلة سماوية وهي عبارة عن "سحابة منيرة ظللتهم" لكي يسحب قلب التَّلاميذ إلى الأزمنة الأخيرة حين يأتي السَيِّد على السحاب لا ليُقيم لهم مظال أرضية، بل ليدخل بهم إلى حضن أبيه. وقد دعا يسوع الحياة الأبدية "المَظال الأبدية" (يوحَنّا 16: 9).

يُمنح المَجْد للأبرار في العَالَم الآتي، كما صرّح بولس الرَّسُول "وَعَظْناكم وشَدَّدْناكم وناشَدْناكم أَن تَسيروا سيرةً جَديرةَ بِاللهِ الَّذي يَدْعوكم إلى مَلَكوتِه ومَجْدِه " (1 تسالونيقي 2: 12)، فالأبرار يحملون فيهم بذور المَجْد الآتي الذي يُمكنهم من الحصول على جسدٍ ممجَّدٍ، كما صرّح بولس الرَّسُول " الَّذي سيُغَيِّرُ هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير فيَجعَلُه على صُورةِ جَسَدِه المَجيد بما لَه مِن قُدرَةٍ يُخضِعُ بِها لِنَفْسِه كُلَّ شيَء" (فيلبي 21:3). ألم يكن التَّجَلِّي صورة من هذا الملكوت السِّري حيث يتَجلَّى مَجْد الرَّبّ في البشرية؟ فكيف لنا أن نحلم بفرح الفصح دون أن نعبر درب الصَّليب وطريق الآلام؟ الم يقل بولس الرَّسُول: "أرَى أنَّ آلامَ الزَّمَنِ الحَاضِرِ لا تُعَادِلُ المَجدَ الَّذِي سَيَتَجلَّى فِينَا؟" (روما 8: 18).

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يكشف التَّجَلِّي على رؤية سابقة لمَجْد السَّماء
تأكدى انك مؤثره
تأكيد الأبوة
تأكيد الخلاص
لك دور بكل تأكيد


الساعة الآن 11:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024