![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العلامة أوريجينوس: ["اعرف احتمالي العار لأجلك" [16] أو "اعرف إنني شُتمتُ من أجلك من الذين يرفضون كلامك" (lxx). لنفترض أن النبي هو الذي يتكلم، بالفعل كان محتقرًا من الناس بسبب ما كان يتكلم به، إذ كان الخطاة يرفضون سماعه؛ لذلك قال: "صرت للضحك كل النهار" (إر 20: 7). كان يُشتَم من أجل الكلام الذي كان يقوله الرب على لسانه، وكان يُصلي بسبب هذه الشتائم الواقعة عليه لكي ينقذه الله ويساعده، قائلًا: "اعرف إنني شُتمت من أجلك من الذين يرفضون كلامك". يضيف أيضًا طالبًا من الله: "أفنهم" [15] (lxx). نفترض أن إرميا هو الذي يقول "أفنهم"، وإن كنت أعتقد أن هذه الكلمة توافق بالأكثر السيد المسيح، حيث تحققت طلبته، فكان فناء عظيم لمنطقة أورشليم وللشعب، بعدما تآمروا على المخلص وقتلوه. إذ تألم الأنبياء كثيرًا بسبب توبيخاتهم للشعب، وبكونهم سفراء الكلمة حينما ينطقون بما يأمرهم به الله، من الضروري أن نذكّر السامعين ما هي حياة الأنبياء، وما هي الوعود التي أخذوها، وأيضًا نُذكّرَكُم أن الاختيار متروك لنا، فإن أردنا أن تكون لنا راحة في أحضان هؤلاء الأنبياء، يجب علينا - على قدر استطاعتنا - أن نعمل الأعمال التي عملوها. ما أريد أن أقوله لكم يتلخص في الآتي: كثيرًا ما نقول في صلواتنا: يا الله القوي، اعطنا أن تكون لنا شركة (نصيب) مع الأنبياء، اعطنا أن تكون لنا شركة مع رسلك، لكي نوجد مع ابنك الحبيب يسوع المسيح. لكننا لسنا ندرك ماذا نطلب، لأن هذا الكلام معناه: يا رب اعطنا أن نتألم كما تألم الأنبياء، اعطنا أن نكون مكروهين مثلهم، اعطنا أن نبشر بكلمات يضطهدنا الناس بسببها، اعطنا أن نسقط في مؤامرات كثيرة كما حدث للرسل. فإنه لا يليق بنا أن نقول: "اعطنا يا رب شركة مع الأنبياء"، ونحن لا نتألم مثلهم ولا نريد أن نتألم. لا يليق بنا أن نقول: "أعطنا يا رب شركة مع رسلك"، ونحن غير مستعدين أن نقول بكل صراحة مع بولس الرسول: "في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مرارًا كثيرة" (2 كو 11: 23). إذ نريد أن يكون لنا نصيب مع الأنبياء، لننظر إلى حياتهم، وإلى ما قاسوه من أتعاب وآلام بسبب توبيخاتهم للشعب؛ "رُجموا، نشروا، جربوا، ماتوا قتلًا بالسيف، طافوا في جلود غنم وجلود معزى، معتازين، مكروبين، مذلّين، تائهين في براري ومغاير وشقوق الأرض" (عب 11: 37-38). إذن لا عجب إن تعرضناإلى الافتراء والبغضة والاتهامات الباطلة، إن أردنا أن نحيا حياة الأنبياء. لا بُد أن نحتمل كل ذلك بفرح، فلا نتذمر ولا نتكلم بالشر على الذين طردونا أو على الذين أصدروا الأوامر باضطهادنا. فإن الرسل، هؤلاء الأبطال المدهشين الذين قاسوا آلاف الأتعاب من أجل الحق، كانوا يقولون: "لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح" (2 كو 12: 10). يمكننا أن نذوق هذا السرور، لو أدركنا فقط أن كل هذه الاضطهادات التي نتحملهاهي من أجل المسيح وحده، ولو عرفنا أن سبب هذه الضيقات التي نتعرض لها هو السيد المسيح، وأننا نقدم أبطالًا للحق، يحكمون علينا لأننا سفراء كلمة الله (أف 6: 20). لنحاول نحن جميعًا، على قدر استطاعتنا، أن نحيا حياة الأنبياء والرسل، دون أن نهرب من الأتعاب، لأنه لو هرب المصارع من أتعاب المنافسة لن يتمتع بإكليل النصرة]. |
![]() |
|