رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يقبلوا التأديب الأوَّلي: 3 يَا رَبُّ، أَلَيْسَتْ عَيْنَاكَ عَلَى الْحَقِّ؟ ضَرَبْتَهُمْ فَلَمْ يَتَوَجَّعُوا. أَفْنَيْتَهُمْ وَأَبَوْا قُبُولَ التَّأْدِيبِ. صَلَّبُوا وُجُوهَهُمْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّخْرِ. أَبَوْا الرُّجُوعَ. 4 أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ: إِنَّمَا هُمْ مَسَاكِينُ. قَدْ جَهِلُوا لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، قَضَاءَ إِلهِهِمْ. 5 أَنْطَلِقُ إِلَى الْعُظَمَاءِ وَأُكَلِّمُهُمْ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، قَضَاءَ إِلهِهِمْ. أَمَّا هُمْ فَقَدْ كَسَرُوا النِّيرَ جَمِيعًا وَقَطَعُوا الرُّبُطَ. 6 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يَضْرِبُهُمُ الأَسَدُ مِنَ الْوَعْرِ. ذِئْبُ الْمَسَاءِ يُهْلِكُهُمْ. يَكْمُنُ النَّمِرُ حَوْلَ مُدُنِهِمْ. كُلُّ مَنْ خَرَجَ مِنْهَا يُفْتَرَسُ لأَنَّ ذُنُوبَهُمْ كَثُرَتْ. تَعَاظَمَتْ مَعَاصِيهِمْ! ربما يجيب أحد: كيف لا يوجد بار بينهم وهم يتعبدون لله الحيّ؟ حقًا إنهم يعبدون الله الحيّ ويحلفون به، لكن عبادتهم غير مقبولة، ولا تبررهم. أولًا: لأنهم إذا ما حلفوا بالله الحيّ، يحلفون بالكذب [2]. لقد غضب إرميا إذ رآهم يطلبون الله شاهدًا وهم يكذبون. لقد ظنوا أن مجرد ذكر اسم الله يكون درعًا وحماية لهم، وفاتهم أن هذا يزيد غضب الله عليهم، لأنهم يحلفون باسمه باطلًا. ثانيًا: كانوا غير مستقيمين، يحلفون بالله الحيّ كما يحلفون بالآلهة الوثنية، إذ يقول في نفس الأصحاح: "كيف أصفح لكِ عن هذه؟! بنوكِ تركوني بما ليس آلهة" [7]. مما أحزن قلب الله أن الجميع - الفقراء والعظماء - قد أبوا قبول التأديب الإلهي، وعوض الرجوع إلى الله ازدادوا قساوة، فصارت وجوههم أكثر صلابة من الصخر. "يا رب أليست عيناك على الحق (الأمانة)؟ ضربتهم فلم يتوجعوا. أفنيتهم وأبوا قبول التأديب. صلَّبوا وجوههم أكثر من الصخر. أبوا الرجوع" [3]. يقول النبي: "يا رب أليست عيناك على الأمانة؟" قبل أن يتحدث عن التأديب يؤكد النبي أن الله في تأديباته كما في لطفه يتطلع إلى الأمانة. يريد "الإيمان" الحيّ عاملًا فينا، لنكون أمناء حقيقيين، فننعم بالحق. إنه يتطلع إلى مؤمنيه كأحباء يستحقون التمتع بنظراته، أما الأشرار المصرون على شرهم فلا يستحقون التطلع إليهم. يقول العلامة أوريجينوس: [كما أن "عيني الرب على الصديقين" (مز 33: 16)، ويحول عينيه عن الظالمين، كذلك عيناه على الإيمان، ويحولها عن عدم الإيمان... يقول القديس بولس: "أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة، ولكن أعظمهن المحبة. كما أن عينَيْ الرب على الإيمان، فهما أيضًا على الرجاء، كذلك على المحبة. وبما أن الروح هو "روح القوة والمحبة والنصح" (2 تي 1: 7)؛ إذن فعينا الله على القوة وأيضًا على النصح والحق، وباختصار فإن عيني الرب على جميع الفضائل. إن كنت بدورك تريد أن تضيء عينا الرب عليك، يلزمك أن تلبس الفضائل... فيُقال عنك: "يا رب عيناك على كل شخص فاضل اقتنيته لك". إذ تنير عينا الرب عليك، تقول: "قد ارتسم علينا نور وجهك يا رب" (مز 4: 7)]. حين يؤدب الرب يطلب أن نرجع إليه فنمارس الحياة الإنجيلية المقدسة، وننعم بنظراته الإلهية التي تشرق علينا بنور المعرفة. هذا هو هدف الله من تأديباته لنا، لكن الأشرار المصِّرين على شرهم لا ينتفعون من التأديبات، إذ قيل: "ضربتهم (جلدتهم) فلم يتوجعوا". يقول العلامة أوريجينوس: [لننظر ماذا قيل بعد هذا عن الخطاة؟ "جلدتهم فلم يتوجعوا". حين تُضرب الأجساد الحية بالسياط المنظورة في هذا العالم يتألم المضروبون، إن أرادوا أو لم يريدوا. أما بالنسبة لسياط الله فالأمر غير ذلك، يتألم بعض المضروبين والبعض لا يتألمون. هلم نرى ماذا يعني التألم بواسطة سياط الله، وعدم التألم منها. بائسون هم الذين لا يتألمون من سياط الله، ومطوّبون هم الذين يتألمون منها. يقول سفر الحكمة في هذا الشأن: "وإنما كانوا يُجربون (يُنخسون) بهذه ليذكروا أقوالك ويخلصوا سريعًا لئلا يسقطوا في نسيانٍ عميقٍ فلا يتمكنوا بمعونتك" (حك 16: 11). وأيضًا: "من يضع سوطًا لأفكاري، وختم الحكمة على شفتي، لكي لا يشفقوا على جهالاتي، وأهلك بسبب خطاياي" (راجع ابن سيراخ 22: 27 ؛ 23: 2-3). دقق النظر في هذه الكلمات: "من يضع سوطًا لأفكاري؟!" توجد سياط لضرب الأفكار. سياط الله تضرب الأفكار؛ حينما ينفرد الكلمة بالنفس على جنب ويضغط عليها حتى يثور ضميرها على أخطائها التي ارتكبتها، يكون قد ضربها بالسياط. إنه يضرب الإنسان المطوَّب، الذي يتألم من الضرب، لأن كلمات الله تؤثر على نفسه، ولا يلقى بالكلمات باستخفاف لأنها أخجلته. أما إذا وُجد إنسان، يمكن أن يُقال عنه أنه عديم الحس، هذا يُقال عنه: "جلدتهم فلم يتوجعوا" [3]. يُمكن أيضًا تفسير "لم يتوجعوا" بطريقة أخرى. توجد في الجسد بعض أعضاء قد تضمر وتموت... الفارق كبير بين الأعضاء الحية والميتة. فإذا قمنا بعلاج عضو حيّ يتألم الشخص، بينما إذا اُستخدم نفس العلاج لنفس الشخص بالنسبة للعضو الميت فإنه لا يشعر بشيء، لأنه بالنسبة له العضو ميت. ما قلناه عن الجسد ينطبق على النفس، فهي أيضًا يمكن أن تكون ميتة في أعضائها فلا تشعر بضربات السياط مهما كانت شدتها. حتى إن اُستخدمت العذابات المخيفة لن تتأثر بها، بينما يمكن لنفس أخرى أن تتأثر وتتوجع. يكون الإنسان أكثر حزنًا عندما لا يشعر بالألم الساقط عليه مما لو كان شاعرًا به، فإنه يرجو بالأحرى أن يتوجع عندما تحل به الآلام، لأن هذا دليل على أنه لا يزال حيَّا. إنه يحزن لعدم شعوره بالضربات. فإن العبارة "يشتاقون أن يكون للحريق مأكلًا للنار" (إش 9: 4)، تشير إلى الذين لا يتوجعون حين تحل بهم الجلدات، إن أدركوا الفارق بين الذين يتوجعون والذين لا يتوجعون، يشتاقون إلى الإحساس بحروق النار عن عدم الشعور بها. وأيضًا عند الاقتراب من النار المعدة للخطاة يرجون أن يشعروا بها عن عدم الشعور بها]. يعلق أيضًا على العبارة: "أفنيتهم وأبوا قبول التأديب" [3]، قائلًا: [الله في عنايته ورحمته يقوم بعمله التطهيري من أجل خلاص النفس، ويذهب في هذا العمل حتى النهاية (الفناء) من جانبه. فإن كل ما يحل علينا من قبل العناية الإلهية يهدف إلى كمالنا، ومع هذا نحن لا نقبل التأديبات الإلهية التي تقودنا إلى الكمال ]. يُشبَّه الله بالمدرس الذي يقدم الدروس بالكامل، باذلًا كل جهده لتعليم التلاميذ، بعضهم يقبل التعليم والآخرون يرفضون. يعلق أيضًا نفس العلامة على العبارة: "صلَّبوا وجوههم أكثر من الصخر" [3]، قائلًا: [يوجد بين الخطاة من يخجلون ويختبئون عند سماعهم كلمات التوبيخ، فيخضعون لها إذ تؤثر فيهم، كما يوجد من لا يخجلون من التوبيخ على تصرفاتهم وخطاياهم التي ارتكبوها، فيمكن أن يُقال عنهم: "صلَّبوا وجوههم أكثر من الصخر" [3]... لنطبق ذلك على النفس، آخذين في اعتبارنا أنها هي الوجه الذي قيل عنه:" (ننظر) وجهًا لوجه" (1 كو 13: 12). فالنفس أحيانًا تكون صلبة وقاسية أكثر من نفس فرعون، تقاوم الإنذارات، وترفض كل ما يُقال لها، بدلًا من أن تترك ذاتها تتشكل من جديد خلال الإنذارات ]. من جهة رفض التأديبات الإلهية التي تعين النفس على تجميلها روحيًا يرى النبي وجود فريقين: 1. فريق دعاه "المساكين"، هؤلاء ليسوا مساكين بالروح،أي ليسوا متواضعين فينالوا ملكوت الله (مت 5: 3)، إنما هم مساكين بسبب الجهل الروحي، لا يدركون ما وراء التأديبات الإلهية من عمل إلهي، يتذمرون على الضيق ولا يتوبون. عن هؤلاء يقول إرميا النبي: "إنما هم مساكين، قد جهلوا لأنهم لم يعرفوا طريق الرب قضاء إلههم" [4]. وكما يقول العلامة أوريجينوس: [لإن إرميا قد عرف أن هذه الأشياء (التأديبات) تخص الذين لا يريدون أن يتعلموا والذين لا يفهمون شيئًا عن سياط الله. فإنه يقول بشأن موقفهم هذا: "إنما هم (نفوسهم) مساكين"]. 2. فريق آخر دعاه "العظماء": إذ شعر بمرارة من جهة غير المتعلمين روحيًا انطلق إلى أصحاب المعرفة،أي القيادات الدينية، ليتحدث معهم، فوجد الكبرياء عائقًا عن قبولهم تأديبات الرب. وكأن المساكين يرفضون التأديب عن جهالة، والعظماء عن كبرياء... "أنطلق إلى العظماء وأكلمهم لأنهم عرفوا طريق الرب قضاء إلههم. أما هم فقد كسروا النير جميعًا وقطعوا الربُط" [5]. يرى العلامة أوريجينوسأن الأشرار المساكين يرفضون فهم خطة الله للتأديب، لهذا يطلب من نبيه إرميا أن يتحدث معنا نحن المسيحيين كعظماء، إذ يقول: ["انطلق إلى العظماء (الأقوياء) وأكلمهم". الذين هم عظماء وأقوياء في نفوسهم ذكرهم الكتاب بالتطويب. عندما ينشغل إنسان بأعمالٍ عظيمة، ويكون لديه طموحات ذات قيمة، ويضع باستمرار أمام عينيه أهدافًا واضحة ليعيش دائمًا بحسب الحق الصحيح، ولا يريد حتى أن ينظر إلىأي شيء تافه أو صغير، فإن مثل هذا الإنسان تكون عنده القوة والعظمة في النفس. أما هؤلاء الآخرون الذين كانوا "مساكين" فإنهم لم يسمعوا لكلام الرب كما يقول النبي؛ ولكي نكون أكثر تدقيقًا فإنهم لم يسمعوا لأنهم كانوا مساكين. إذ قيل هذا الكلام لنا نحن أيضًا، فلنصلِ إلى الله حتى نأخذ من عنده قوة وعظمة تمكننا من الاستماع لتلك الكلمات المقدسة، عالمين أن الذين ينطقون بكلمات التوبيخ لا يخسرون شيئًا مثلما يخسر الذين يسمعون ولا يقبلون هذا التوبيخ، والذين يتهمهم إرميا بأنهم مساكين في عقولهم وأفكارهم]. إذ رفضوا تأديبات الرب، وأبوا الرجوع إليه سقطوا فريسة لعدو الخير، الذي يشبه أسد الوعر، وذئب المساء، والنمر الكامن حول مدنهم، قائلًا: "من أجل ذلك يضربهم الأسد من الوعر. ذئب المساء يهلكهم. يكمن النمر حول مدنهم. كل من خرج منها يُفترس، لأن ذنوبهم كثرت، تعاظمت معاصيهم" [6]. إذ ازداد الجهلاء والمثقفون في عنادهم ومقاومتهم لإرادة الله لم يبقَ أمامهم إلا الهلاك الأكيد الذي لا مفر منه، وذلك بواسطة: أ. الأسد: "يضربهم الأسد من الوعر" [6]. وُجدت الأسود في فلسطين حتى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد انقرضت. من أحب الأماكن لسكناها هناكهي الغابات والأحراش القائمة على ضفتيّ الأردن (إر 49: 19؛ 50: 44)، كما وُجدت في جبل حرمون (نش 4: 8)، وفي السامرة (2 مل 17: 25)، وفي البرية الواقعة جنوب يهوذا (إش 30: 6). كان صيد الأسود هو الرياضة المحببة لدى ملوك الأشوريين. أستُخْدِمَت أشكال الأسود في هيكل سليمان (1 مل 7: 29، 36)، وفي عرشه (1 مل 10: 19-20). يُستخدم الأسد كرمز لرعاية الله وحراسته لأولاده (رؤ 5: 5)، كما يُستخدم لغضبه (إر 25: 30). أُستخدم أيضًا كرمز لإبليس المفترس (1 بط 5: 8)، وللأنبياء الكذبة المهلكين (حز 22: 5) وللملك الغاضب (أم 25: 30). من علامات السلام في المُلك المسياني أن يربض الأسد والحمل معًا (إش 11: 7)، كما أن المخلوقات الحية الحاملة عرش الله تحمل شكل وجه أسد (حز 1: 10؛ رؤ 4: 7). هنا -في هذا الأصحاح- يضرب الأسد من الوعر، يُهلك بلا رحمة، قادمًا من البرية! ب. الذئب: "ذئب المساء يهلكهم" [6]. يختلف الذئب في فلسطين عنه في أوربا، وهو لا يزال موجودًا فيها. يتصف الذئب بشدة الافتراس والشراسة (إش 11: 6؛ حب 1: 8)، يفترس الغنم (جا 13: 17؛ يو 10: 12). اعتاد أن يختفي في النهار ويخرج ليلًا يطلب فريسته، لذلك يقول: "ذئب المساء يهلكهم"، إشارة إلى حلول الهلاك ليلًا وهم في غير يقظة روحية. جاء في سفر صفنيا: "لا يبقون شيئًا إلى الصباح" (صف 3: 3). إن كان الأسد أقوى من الذئب وأعنف منه، لكنه غالبًا مالا يفترس الإنسان ما دام في حالة شبع، أما الذئب فشره، يفترس حتى وإن كان شبعانًا. وكأن الله يريد أن يؤكد لهم أنهم يصيرون فريسة للعدو حتى وإن كان العدو في غير احتياج؛ إنه يفترس لمجرد رغبته في الافتراس. اُستخدم الذئب أيضًا كمديح عندما بارك يعقوب سبط بنيامين (تك 49: 27)، مشيرًا إليهم كالذئب في المهارة الفائقة حتى لا يعوزهم طعام. ج. النمر: "يكمن النمر حول مدنهم" [6]. كاد أن ينقرض النمر من تلك المنطقة. كان موجودًا بسبب وجود الغابات الكثيفة؛ حاليًا يوجد نادرًا في بعض المناطق غير الآهلة بالسكان بلبنان وشرقي الأردن. يُشبَّه العدو بالنمر الذي ينتظر الغروب ليتربص للفريسة، سواء كانت إنسانًا أو حيوانًا. أحيانًا يربض ثلاثة أيام متوالية بلا حراك يترصد الصيد في صمت مرعبٍ قاتلٍ. يُعرف النمر بقوته (د1 7: 6)، وسرعة حركته (حب 1: 8)، لذا قيل أن الوحش البحري "شبه النمر" (رؤ 13: 2). هذا ويشير إلى عدم إمكانية التغيير من طبيعة الافتراس والعنف، إذ قيل: "هل يغير الكوشي جلده أو النمر رقطة؟!" (إر 13: 23). لكن إن دخل النمر إلى العضوية في الملكوت المسياني تتغير طبيعته، عندئذ "يربض النمر مع الجدي" (إش 11: 6). في رسالة للقديس كبريانوس يتحدث فيها عن عدم التجاوب مع تأديبات الرب يقول: [هوذا الضربات حالة من عند الله، ولا توجد مخافة الرب! هوذا اللطمات والجلدات من فوق ليست معدومة ولا يوجد رعب ولا خوف!] كما يقول الأب غريغوريوس الكبير في كتابه عن الرعاية: [هناك فارق بين أن تنصح الذين يخافون التأديب فيعيشون في نقاوة، والذين يتقسون في الشر فلا ينصلحون حتى بالتأديبات]. [إنه يجلب علينا نار الضيقة لكي ينقينا من صدأ الرذائل، لكننا لا نتخلص من صدأنا بالنار ما لم نترك الرذائل وسط الضيقة]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | التأديب |
آرميا النبي | كأس التأديب |
آرميا النبي | من أجل رفع التأديب |
آرميا النبي | اقتراب التأديب |
آرميا النبي | سرّ التأديب |