* ينصت المشاهدون في المسارح لرسائل الإمبراطور في صمتٍ وهدوءٍ - لأنه حينما تُتلَى هذه الرسائل هناك، والولاةحاضرين مع المحافظين، ورجال مجلس الشيوخ، والشعب وقوفًا في صمتٍ مطْبقٍ أمام الكلمات، فإن قفز أحد فجأة وسط هذا السكون الشديد، وصرخ، فإنه يَلقى أشد العقاب؛ إذ أهان الإمبراطور. لكن هنا، فإن الرسائل قادمة من السماء، وبينما تُتلَى تسود فوضى في كل مكان، مع أن مُرسِل هذه الرسائل أعظم بما لا يقاس من ملكنا الأرضي، والحشد المجتمع أكثر وقارًا، فالحاضرون ليسوا من الناس فقط، بل من الملائكة أيضًا، والرسائل تنقِل إلينا أخبار الانتصارات، والأخبار السارة التي تثير فينا رهبة أكثر من أمور الأرض، لهذا لا يحتشد الناس فقط، بل الملائكة ورؤساء الملائكة وكل شعوب السماء وكل سكان الأرض يُؤمَرون بالتسبيح، كالمكتوب: "باركُوا الربَّ يا جميع أعماله" (مز 103: 22).
أجل، فإن أعمال الرب ليست بالإنجازات الهينة، بل تفوق كل حديثٍ، وكل فكرٍ، وكل فهمٍ للإنسان .
القديس يوحنا الذهبي الفم