لأن من ملء نعمة الله وعملها فينا نتحرك ونتكلم ونخدم،
أما بدون أن ننال نعمة – فعلياً في واقع حياتنا اليومية – ولم نحيا كما يحق لإنجيل المسيح فخدمتنا باطلة وتستوجب الدينونة لأنها ستكون لحساب الذات والتحزب والانشقاق والانقسام والانحياز للناس الذين يرشدون حسب رأيهم الخاص ، ولن نثمر لحساب ملكوت ابن الله الحي على الإطلاق، مهما ما كانت الحجج والبراهين التي نخترعها لأسباب الخدمة، والتي تقول باطلاً أن الخدمة تضبط حياة الإنسان وتساعده على التوبة والشركة في حياة القداسة وتوليد التقوى في القلب، مع أنه كيف نجعل الذي لم يتب بعد أو الذي لم يحيا بالإيمان ونال نعمة الله يخدم خدمة الخلاص في المسيح يسوع وهو لا يعرفه إله حي وحضور مُحيي، بل ولم ينال شفاء حقيقي لنفسه ولم يتذوق قوة الموهبة السماوية ولم يصير إناءه مقدساً ومخصصاً لسكنى الله فيه، ولم يعرف ويتذوق عمل فعل قوة التوبة وحياة الإنجيل وطاعة الوصية من قلب تقي امتلأ من الله ، لأن فاقد الشيء كيف يُعطيه، ومن ليس له خبرة حياة شركة مع الله القدوس كيف يدعو الناس لها، وكيف لواحد تحت العبودية يعد الناس بالحرية ويقودهم نحوها، وهو ما زال مُقيداً تحت مذلة العبودية، يحيا في فساد الطبيعة العتيقة .