"أنا دانيال فهمت من الكتب" [2]. يزعم بعض النقاد المتحررين أن كلمة "الكتب" جاءت مُعرَّفة في اللغة العبرية، وهذا يعني أن دانيال النبي كان يتحدث عن قانونٍ كاملٍ لأسفار العهد القديم، في حين أنهم يزعمون أن هذا القانون لم يتم إلاَّ في القرن الثاني ق.م، وما يدعيه النقاد مبني على أفكار القرون الثلاثة الماضية وقد أثبتت الدراسات العلمية والأبحاث بطلان هذه المزاعم: أولًا: لم يكتب الأنبياء أسفارهم لكي يخفوها حتى يأتي من يضعها في القانون كما توهم النقاد، وإنما كان الشعب يحفظ ما جاء في أسفار الأنبياء قبل أن تُكتب، لأن ما بها من إعلانات أُعلنت على الشعب أولًا ثم دُونت في أسفارٍ بالروح القدس بعد ذلك. ثانيًا: كانت هذه الأسفار تُجمع في الهيكل ومع الأفراد، خاصة الأنبياء وعلماء الدين. وبالطبع فإن كل ما سبق فكُتب قبل دانيال كان معه نسخة منه. كانت النسخة الأصلية توضع دائمًا في الهيكل، كما وُجدت نسخ عديدة في المجامع التي أُنشئت في السبي للعبادة اليهودية وكبديلٍ مؤقت للهيكل.