رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ومن واحد منها خرج قرن صغير جدًا، نحو الجنوب ونحو الشرق ونحو فخر الأراضي. وتعظم حتى إلى جند السموات، وطرح بعضًا من الجند والنجوم إلى الأرض وداسهم. وحتى إلى رئيس الجند تعظم، وبه أُبطلت المُحرقة الدائمة، وهُدم مسكن مقدسه. وجعل جند على المُحرقة الدائمة بالمعصية، فطرح الحق على الأرض وفعل ونجح. فسمعت قدوسًا واحدًا يتكلم، فقال قدوس واحد لفُلان المُتكلِّم: إلى متى الرؤيا من جهة المُحرقة الدائمة ومعصية الخراب لبذل القدوس والجند مدوسين. فقال ليّ: إلى ألفين وثلاث مائة صباح ومساء فيتبرأ القُدس" [9-14]. يتعظم أنطيخوس (أو ضد المسيح) حتى على جند السماء ويطرح بعضًا من الجند والنجوم إلى الأرض [10]. هكذا يُعلن الله لنبيِّه دانيال عن كنيسته أنها سماء، وأن المؤمنين هم جند المسيح وكواكبها. وكما قاوم أنطيخوس المؤمنين -كنيسة العهد القديم- وقتل كثيرين، هكذا سيبذل ضد المسيح كل جهده ليُحطم كواكب العهد الجديد. لهذا يقول السيِّد المسيح عن مجيئه الأخير: "متى جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض؟!" كما يقول عن ضد المسيح: "إن أمكن أن يضل حتى المختارين". لا يقف الأمر عند كواكب السماء أو جنودها، بل يتعظم العدو على رئيس الجند [11]، أي رئيس الكهنة اليهودي الذي اضطهده أنطيوخس أبيفانس. ويرى القديس جيروم أنه يقصد برئيس الجند الله نفسه رب الجنود، فقد وقف أنطيوخس ضده، ولم يترك جزءً من الهيكل مقدسًا لعبادة الله الحيّ، بل دنّس كل الهيكل وملحقاته. وإذ منع تقديم المحرقة الدائمة endelekhismos، صار هيكل الرب كأنه غير قائم. يقول القديس جيروم أن أنطيوخس فعل هذا ليس بسبب شجاعته وإنما بسبب خطايا الشعب. هذا كله يحمل رمزًا لما سيفعله ضد المسيح الذي يُقيم نفسه إلهًا. |
|