![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فشَتَموه وقالوا: ((أَنتَ تِلميذُه، أَمَّا نَحنُ فَإِنَّنا تَلاميذُ مُوسى. تشير عبارة "شَتَموه" إلى اليَهود الذين سبَّوا على الَأعْمى وعاتبوه، ووصفوه بما فيه نقصٌ وازدراء. لقد تعرَّض إيمان الَأعْمى بشدَّة للامتحان على يد بعض من ذوي السلطة. وفي هذا الصدد قال يسوع " طوبى لكم، إِذا شَتَموكم واضْطَهدوكم وافْتَرَوْا علَيكم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي" (متى 5: 11)؛ أمَّا عبارة " أَنتَ تِلميذُه" فتشير إلى استخفاف اليَهود بالَأعْمى المُعَافَى، بِالرُّغمِ من أنه لم يكن بعد قد رأى يسوع ولا سمع لعظاته، لكنَّهم حسبوه تلميذه لأنه يشهد له، أمَّا هو فكان يعتزُّ بأن يكون تلميذه. أمَّا عبارة "أَمَّا نَحنُ فَإِنَّنا تَلاميذُ مُوسى" فتشير إلى افتخار الفِرِّيسيِّينَ بعلاقتهم بموسى النبي كمعلمٍ لهم، الذي أمرهم بحفظ السبت، وهم لا يحتاجون إلى معلمٍ آخر مثل يسوع الذي يدَّنس السبت. ولكن لو كانوا حقاً تلاميذ موسى لأمنوا بالسيد المسيح الذي تنبأ عنه موسى، عوض عن مقاومتهم له. ويُعلق القديس أوغسطينوس "أهكذا تتبعون العبد (موسى) وتديرون ظهوركم للرب يسوع؟ فإنكم بهذا لستم تتبعون العبد، لأنه هو نفسه يقود إلى الرب". يعتبر الفِرِّيسيِّونَ نفوسهم تلاميذ موسى، حامل الشَّرّيعَة، فيما الَأعْمى هو من تلاميذ المسيح. فالمسيح، حامل الوحي التام والنهائي تفوَّق على موسى، كما صرّح يسوع " الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: لم يُعطِكُم موسى خُبزَ السَّماء بل أَبي يُعطيكُم خُبزَ السَّماءِ الحَقّ" (يوحنا 6: 32). |
![]() |
|